علمٌ وفكر

ما هي أسباب ألم الصدر الذي يأتي ويذهب؟


المترجم: أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي

قد يشتد  ألم  الصدر ويخف كل بضع دقائق أو على مدى عدة أيام. قد يكون السبب له علاقة بالقلب أو العضلات أو الجهاز الهضمي أو بعوامل نفسية.
قد تكون الأسباب الأساسية لألم الصدر خفيفة، كما هو حالة ارتجاع الحمض المعدي (ارتجاع المريء) . أو قد تكون خطيرة وتشير، على سبيل المثال، إلى أزمة قلبية. من المهم التعرف على علامات التحذير والبحث عن الأعراض المصاحبة.
في هذه المقالة، نستكشف الأسباب المحتملة لآلام الصدر التي تأتي وتذهب. كما سنصف كيف تعرف متى يكون الألم له علاقة بالقلب ومتى ينبغي أن ترى الطبيب.

هل هو علامة على شيء خطير؟
قد يشير ألم الصدر الذي يأتي ويذهب إلى وجود مشكلة في القلب أو الجهاز التنفسي أو الهضم. وأيضًا، في بعض الناس، فإنه يحدث أثناء نوبات الخوف.
لا توجد طريقة لتشخيص ألم الصدر بنفسك بدقة استنادًا إلى الأعراض وحدها. راجع الطبيب إذا استمر ألم الصدر في المعاودة، أو اشتد، أو صاحب أعراضًا أخرى.
 الألم الذي يستمر لأسابيع أو أشهر من غير المحتمل أن يكون سببه حالة عاجلة مهدِدة للحياة. فمن الأرجح أن تكون المشكلة متعلقة بالعضلات أو البنية الهيكلية.
مشاكل القلب هي أقل احتمالاً في أن تسبب ألـمًا عندما:
- يستمر الألم لحظات قليلة فقط
- يشفى بتناول الدواء
- يختفي عندما يأخذ نفسًا عميقًا
- يؤثر فقط على مكان محدد في الصدر
- يشفى عندما تُدلك منطقة الصدر

أسباب ألم الصدر التي تأتي وتذهب
العديد من أنواع آلام الصدر تأتي وتذهب. حتى ألم النوبة القلبية قد تتحسن مؤقتًا، ثم تعود.
لمعرفة سبب ألم الصدر بشكل أفضل، ابحث بعناية عن الأعراض الأخرى، وضع في اعتبارك أي عوامل خطر لظروف طبية.

وفيما يلي الأسباب الشائعة لألم الصدر:
المشاكل المعوية ( المعدية)
يمكن لمجموعة متنوعة واسعة من مشاكل الجهاز الهضمي أن تؤدي إلى ألم في الصدر أو بالقرب من الأضلاع. فمثلًا:
- يمكن أن يسبب ارتجاع الحمض المعدي (ارتجاع المريء) إحساسًا بالحرقان في الصدر.
- يمكن لحصى المرارة أن تسبب ألمـًا مفاجئًا وشديدًا يستمر لعدة ساعات ويختفي ويعود.
- يمكن للقرحة أن تسبب ألـمًا يأتي ويذهب.
عندما يعاني شخص ما من ارتجاع الحمض المعدي، يميل أن يكون ألم الصدر حادًّا أكثر بعد تناول وجبة بوقت قصير. أيضًا، قد يكون أسوأ بعد تناول أطعمة دسمة.
عندما يشك الشخص في أن ألم الصدر متعلق بمشكلة في المعدة أو الكبد، فمن المهم أن يرى الطبيب. ومع ذلك، فإن هذا النوع من الألم لا يعني عادة حالة عاجلة.

الألم العضلي
الألم العضلي الناجم عن التوتر أو الإصابة أو متلازمة الألم المزمن غالبًا ما يتسبب في ألم الصدر.
أعراض آلام العضلات تختلف اختلافًا كبيرًا. ربما يكون الألم كالتالي:
- حادًّا أو غير حاد
- مفاجئًا وواخزاً أو خافقاً
- ينتشر خارجًا أو يتركز في مكان واحد
ومن المرجح أن يكون ألم الصدر له علاقة بالعضلات إذا:
- تحسن مع التدليك
- أصبح أسوأ عندما يستنشق الشخص بشكل عميق وفجأة
- كان الألم مماثلاً  لألم عضلات تعرض له في الماضي

نوبة الهلع
قد يكون ألم الصدر من الأعراض المخيفة لنوبة الهلع، وقد يجعل الشخص يشعر بمزيد من القلق. يمكن أن يكون الألم مشابـهًا لأزمة قلبية. قد يشعر بعض الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع وكأنهم يموتون.
غالبًا ما تختفي هذه النوبات بالتنفس العميق. في بعض الحالات، قد تستمر  لبضع دقائق. فقط
إذا لم يزل الألم، فقد يكون من الصعب التمييز بين نوبة الهلع والنوبة القلبية دون مساعدة الطبيب.

التهاب الجهاز التنفسي
يمكن أن تسبب التهابات الجهاز التنفسي ألـمًا في الصدر، خاصة عندما تسبب أيضًا سعالًا متكررًا.
بعض الناس يطورون حالة تسمى التهاب الغشاء المحيط بالرئة (التهاب الجنبة) بعد التهاب الجهاز التنفسي. هذا الالتهاب هو التهاب في غشاء الجنبة، وهو النسيج الذي يلتف حول السطح الخارجي للرئتين.
راجع الطبيب إذا كان هناك ألم في الصدر أو الرئة بعد إصابة الجهاز التنفسي.

الخناق
الذبحة الصدرية هي ألم أو ضيقة في الصدر يحدث عندما لا يحصل القلب على كمية كافية من الدم. قد يشعر الأشخاص المصابون بالذبحة الصدرية بالتوتر أو الضغط أو الإحساس بالإعتصار في الصدر. وقد ينتشر الألم أيضًا إلى الفك.
إن ألم الذبحة يشبه النوبة القلبية، والذبحة الصدرية أحد عوامل الخطر لهذه الحالة.
الذبحة الصدرية هي عادة من أعراض مرض شريان القلب التاجي (CHD) ، والذي يحدث عندما تنسد الشرايين. CHD  هو أيضًا عامل خطر للنوبة القلبية. أي شخص يشك في أن لديه هذا الألم يجب عليه أن يرى الطبيب.

النوبة القلبية
قد يدل الألم الشديد المفاجئ في الصدر على نوبة قلبية أو سكتة قلبية. تنتج هاتان الحالتان عندما توقف نبضات كهربائية أو انسدادات الدم من الوصول إلى القلب.
تشمل العلامات التحذيرية من نوبة قلبية ما يلي:
- ألماً في وسط الصدر
- شعوراً بضغط ساحق على الصدر
- يدوم أكثر من بضع دقائق
- ألماً. ينتشر إلى الكتف أو الرقبة أو الذراعين أو الظهر أو الفك
- غثيانًا ودوخة أو ضيقًا في التنفس

قد تختلف الأعراض، على أساس الجنس. تميل النساء إلى الشعور بالغثيان أو الدوار أو ضيق التنفس أو ألم في الظهر أو الفك بوتيرة أكثر من الرجال، على سبيل المثال، وقد لا يكون لديهن أعراض الألم التقليدي في وسط الصدر.
نوبة قلبية هي حالة طبية طارئة. إذا اشتبه شخص في أنه مصاب بأحد الأعراض، أو إذا كان يعاني من أي ألم جديد غير مبرر في الصدر، فيجب عليه الاتصال بخدمات الطوارئ فورًا.
الأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر القلب والأوعية الدموية، كأمراض شرايين القلب التاجية، أو تاريخ من النوبات القلبية، أو السمنة، أو مرض السكري، هم أكثر عرضة للإصابة بأزمات قلبية.

مشاكل الرئة
المشاكل مع الرئتين، بما في ذلك الالتهابات والالتهاب الرئوي، يمكن أن تؤدي إلى ألم في الصدر وضيق في التنفس.
اضطرابات الرئة خطيرة. يجب على أي شخص يشك في أن لديه واحدًا منها أن يطلب الرعاية الطبية في غضون يوم إلى يومين. ومع ذلك، فإن عدم القدرة على التنفس أو الشعور بألم شديد في الصدر متعلق بالرئة يعتبر حالة طبية طارئة.

التهاب الثدي
هذا يعود إلى وجود التهاب في أنسجة الثدي. قد يكون التهاب الثدي مؤلـمًا بشكل كبير. قد يعاني الشخص من تورم أو وخز أو آلام حادة في الثديين أو الصدر وحمى.
التهاب الثدي شائع أثناء الرضاعة الطبيعية. قد يختفي الالتهاب من تلقاء نفسه، على الرغم من أن بعض الأشخاص يحتاجون إلى مضادات حيوية أو إقامة في المستشفى.

الانصمام الرئوي
الانصمام (الانسداد) الرئوي هو انسداد في وعاء دموي يؤدي إلى الرئتين. الانسداد عندما تنفصل الجلطة الدموية، غالبًا من الساقين. لو كان الشخص مصابًا بجلطة دموية في ساقه، فقد يعاني من ألم في المنطقة.
الانسدادات الرئوية يمكن أن تؤدي إلى ألم شديد في الصدر وضيق في التنفس. فهي حالة طوارئ طبية تهدد الحياة.

الرضاعة الطبيعية
هذا يمكن أن يؤدي إلى ألم في الصدر وحول الثديين. العوامل التالية قد تكون مسؤولة:
- تكبير الثديين
- منعكس در اللبن
- التهاب الثدي
- سماع صرخة الطفل

تعاني بعض النساء من ألم الثدي أو الحلمات بينما يتكيف الجسم في الأسابيع القليلة الأولى من الرضاعة الطبيعية. إذا كان الألم خفيفًا ويأتي ويذهب، فانتظارك حتى يذهب لا بأس به.
تحدث إلى الطبيب إذا كان الألم شديدًا أو استمر لعدة أسابيع.

كيف تعرف ما إذا كان ألم الصدر له علاقة بالقلب
ينبغي أن يقيّم الألم في الصدر من قبل طبيب. ليس من الممكن دائمًا تشخيص الحالة استنادًا إلى الأعراض وحدها.
من المرجح أن يكون ألم الصدر ذا صلة بالقلب إذا كان الشخص يعاني من:
- عوامل خطر القلب والأوعية الدموية
- تاريخ من أمراض القلب
- ضيق في التنفس
- الألم لا يتحسن مع الدواء أو التدليك
- الألم يزداد سوءًا بمرور الوقت

من غير المحتمل أن تسبب مشاكل القلب ألـمًا في الصدر إذا:
- يتحسن مع التدليك أو المسكنات
- يشبه ألـمًا سابقًا ليس له علاقة بالقلب
- يحدث بأعراض مشاكل لا علاقة لها بالقلب

متى ترى الطبيب
ينبغي على الطبيب تقييم أي ألم متكرر في الصدر. إذا استمر الألم في المعاودة، راجع الطبيب في غضون بضعة أيام.
ألم الصدر الذي يختفي ربما يكون سببه التهاب بسيط، أو تشنج عضلي، أو مشكلة مشابهة.
اطلب الرعاية الطبية الطارئة إذا كان الألم :
- حادًّا ولا يختفي
- بزداد سوءًا تدريجيًّا
- يرافقه دوار، أو صعوبة في التنفس، أو ضيق في التنفس
- يرافقه اعتصار أو شعور ساحق في وسط الصدر
- يستمر لأكثر من بضع دقائق

الاستشراف
معظم ألم الصدر ليس مُسبَبًا عن نوبة قلبية. ومع ذلك، الرعاية الطبية العاجلة يمكن أن تكون منقذة للحياة. حتى عندما يكون السبب بسيطًا، فإن السعي للحصول على رعاية فورية يمكن أن يقضي على أي قلق.
يمكن للطبيب فقط تحديد سبب ألم الصدر بدقة، لذلك من الضروري السعي إلى التشخيص.

المصدر:
https://www.medicalnewstoday.com/articles/322094.php?utm_source=newsletter&utm_medium=email&utm_campaign=weekly

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة