متابعات

الملاّ أحمد الخميس في ذمّة الله تعالى

سلّم الرّوح ومضى، في أجواء أيّام الإمام الحسين عليه السّلام، الخطيب الحسينيّ الملاّ أحمد الخميس، بعد معاناة مع المرض استمرّت لأكثر من عشرة أعوام.

 

ابن سيهات الذي ولد في العام 1352 ه، طوى برحيله آخر صفحة من كتاب مسيرته الحسينيّة الزّاخرة، التي امتدّت لأكثر من خمسة وستّين عامًا، وهو يرتقي منابر المنطقة، صادحًا بملء حنجرته باسم النّبيّ صلّى الله عليه وآله، وأهل بيته عليهم السّلام، ناعيًا وخطيبًا وواعظًا ومربّيًا.

 

بدأ الملّا الخميس صانعًا بقراءة المقدّمات للملّا علي بن سالم في سيهات، وكان يدرس في كتاتيب سيهات وعلى أيدي المعلّمين فيها، كما حفظ القرآن الكريم صغيرًا، وقد بانت عليه أمارات النّبوغ والتّفوق والميل نحو المنبر الحسينيّ، فعمل واجتهد على تطوير نفسه، محصّلاً بعض الدّروس الحوزويّة في سيهات، ومتردّدًا على النّجف الأشرف بين الحين والآخر، ناهلاً من معين الفقه والأصول واللّغة.

 

ملأ صوته مجالس سيهات وحسينيّاتها، وكذا عمّ صداه تاروت وصفوى والقطيف والدّمّام والأحساء، بصوت جميل حسن متمكّن من الأطوار، وبلغة عربيّة فصيحة بليغة، وبتقديم موضوعات حول السّيرة الحسينيّة بتفصيل وترتيب، معتمدًا على مصادر ومراجع كثيرة في السّيرة والأدب والتّاريخ والشّعر.

 

وإضافة إلى كونه خطيبًا، كان الملّا أحمد الخميس شاعرًا ومؤلّفًا، فقد صدر له ديوان شعريّ بعنوان: (الأسى في مدح ورثاء أهل الكسا) ضمّ بين طيّاته مجموعة من القصائد الشّعبيّة والفصيحة، كذلك عمل على كتابة بعض مجالسه ضمن كتاب حمل العنوان: (المجالس العاشوريّة.. في التّفسير والتّاريخ والأدب) بمساعدة تلميذه الخطيب علي الباشا، الذي نقل بعض المجالس المسجّلة من الأشرطة إلى الكتاب، لتكون 35 مجلسًا، 34 منها لعشرة محرّم، ومجلس ليوم الأربعين.

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد