مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
حيدر حب الله
عن الكاتب :
ولد عام 1973م في مدينة صور بجنوب لبنان، درس المقدّمات والسطوح على مجموعة من الأساتذة المعروفين في مدينة صور (المدرسة الدينية). ثم سافر إلى الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانية لإكمال دراساته الحوزويّة العليا، فحضر أبحاث الخارج في الفقه والأصول عند كبار آيات الله والمرجعيات الدينية. عام 2002م، التحق بقسم دراسات الماجستير في علوم القرآن والحديث في كلّية أصول الدين في إيران، وحصل على درجة الماجستير، ثم أخذ ماجستير في علوم الشريعة (الفقه وأصول الفقه الإسلامي) من جامعة المصطفى العالميّة في إيران (الحوزة العلمية في قم). من مؤلفاته: علم الكلام المعاصر، قراءة تاريخية منهجيّة، فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حجية الحديث، إضاءات في الفكر والدين والاجتماع (خمسة أجزاء) ...

تعزّي بعزاء الله

 

حيدر حب الله
التعزية تارةً نُرجعها للانتماء والنسبة، وأخرى للأمر بالصبر والتصبّر:
 1 ـ يمكن في تفسير هذه الكلمة أن يكون المراد التعزية من الاعتزاء، وهو في اللغة الانتماء والانتساب والادّعاء، فعزوته إلى أبيه أي نسبته إليه، ومنه العزو الذي يرد في كلمات المؤلّفين والباحثين والكتّاب، أي النسبة والإرجاع إلى مصدر أو مرجع.
وقد كانت العرب تتعزّى بعزاء الجاهليّة، فتنتسب للقبائل والعشائر والجدود والآباء وتتفاخر بذلك أو تنادي بقبائلها عند المصائب فتقول: واقريشاه، مثلاً. ومنه الحديث النبوي: (من تعزّى بعزاء الجاهلية..)، الوارد في مقام ذمّ التعزية بعزاء الجاهلية.
فإذا أخذنا هذا المعنى اللغوي لجذر الكلمة يصبح معنى التعزّي بعزاء الله هو أن تُرجع الأمور إلى الله وتنسبها إليه، فتقول عند المصيبة: إنّا لله وإنّا إليه راجعون ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم، وهذا تقدير الله، وهذه إرادة الله و.. 
وأمثال هذه الكلمات، فالنصّ يأمر فيه الإمام الحسين أخته بأن يكون عزاؤها هو عزاء الله، فتنسب الأمور إلى الله تعالى وتُرجع الأقدار إليه، مما يعني الحثّ على الرضا والتسليم بقضاء الله سبحانه وتوجيه الدعاء إليه.
2 ـ وثمّة تفسير يذكره مثل الشيخ الطريحي (1085هـ)، يرى فيه أنّ المراد بعزاء الله هو تعزية الله إيّاه، فأقام الاسم مقام المصدر (مجمع البحرين 1: 290)، فكأنّ المراد الصبر الآتي من الله سبحانه له بتسليته للعبد ودعوته له للتصبّر، ولهذا تقول في اللغة: عزّيتُ فلاناً إذا أمرتُه بالصبر، فعزاء الله هو أمره لنا بالصبر عند المصائب. 
وقد فسّره بعضٌ بأنّ المراد بعزاء الله هو ما بيّنه الله في القرآن في حقّ الذين تصيبهم مصيبة وأنّهم يقولون: إنّا لله وإنّا إليه راجعون. 
وعليه فالحسين يأمر أخته بأن يكون عزاؤها هو ذلك العزاء الذي أمرنا به الله تعالى من التصبّر وإرجاع الأمور إليه والرضا بقضائه والتسليم.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد