قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عن الكاتب :
أحد مراجع التقليد الشيعة في إيران

هل يؤيّد القرآن ما جاء في التّوراة والإِنجيل؟!

الشيخ ناصر مكارم الشيرازي


في مواضع عديدة يصرّح القرآن بتصديقه لما جاء في الكتب الإِلهية السابقة، كما جاء في الآيتين 89 و 101 من سورة البقرة: ﴿مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُم﴾. وفي الآية 48 من سورة المائدة: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ﴾.

بعض دعاة اليهودية والنصرانية. استدلوا بهذه الآيات لإِثبات عدم تحريف التوراة والإِنجيل. وقالوا: إن التوراة والإِنجيل في عصر نبي الإِسلام لا يختلفان حتماً عمّا عليه الآن. وإن أصابهما تحريف فهذا التحريف يعود إلى فترة سابقة على ذلك العصر.

ولما كان القرآن قد أيّد صحة التوراة والإِنجيل الموجودين في عصر نبي الإِسلام، فعلى المسلمين أن يعترفوا بصحة هذين الكتابين الموجودين بين ظهرانينا اليوم.

الجواب

يؤكد القرآن في مواضع عديدة وجود علائم نبي الإِسلام ودينه في تلك الكتب المحرفة التي كانت موجودة في أيدي اليهود والنصارى آنذاك.

وهذا يعني وجود حقائق في تلك الكتب لم تمتد إليها يد التحريف، ذلك لأنّ التحريف لا يعني تغيير كل نصوص تلك الكتب السماويّة، بل إن تلك الكتب كانت تحمل بين طياتها حقائق، ومن تلك الحقائق علامات النّبي الخاتم ولا زالت بعض هذه البشائر مشهودة في الكتب الموجودة الآن.

بعثة النّبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم وكتابه السماوي تصديق لما جاء في تلك الكتب من علامات، أي تحقيق عملي لِتلك العلامات.

وكلمة التصديق بمعنى ( التحقيق العملي ) وردت في مواضع اُخرى من القرآن الكريم كقوله تعالى لنبيّه إبراهيم عليه السلام :﴿قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ - الصافات - الآية - 105 .
أي أنك قد حققت عملياً رؤياك.

وتصرح الآية 157 من سورة الأعراف بأن للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم تحقيق عملي لما يجدونه مكتوباً في التوراة والإِنجيل:  ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيِّ الاْمِّيَّ الَّذي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبَاً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالاْنْجِيل﴾ِ.

على أي حال، ليس في الآيات المذكورة دلالة على تصديق جميع محتويات التوراة والإِنجيل، بل دلالتها تقتصر على التصديق العملي لما جاء في الكتب الموجودة بيد اليهود والنصارى بشأن النّبي الخاتم وكتابه.

هذا، إلى جانب وجود آيات عديدة في القرآن تتحدث عن تحريف اليهود والنصارى لآيات التوراة والإِنجيل، وهو شاهد حيّ صريح على مسألة التحريف .

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد