مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

ما الذي تُخفيه؟!..

الشيخ علي رضا بناهيان

إذا أسَرَّ المرءُ في قلبه سِرّاً فسيكشفه الله يوماً ما، سيحوّله إلى ثوب يُغطّيه به.

سيكشِف السرُّ عن نفسه يوماً ما.

في الخبر يروي أبو بصير عن الإمام الصادق(ع): «مَا مِنْ‏ عَبْدٍ يُسِرُّ خَيْراً إِلَّا لَمْ تَذْهَبِ الأَيَّامُ حَتّى يُظْهِرَ اللهُ لَهُ خَيْراً» يوماً ما سيكتب الله له هذا الخير وهذه الأمنية الصالحة في حياته.

سيفعل الله ذلك ذات يوم.

«وَمَا مِنْ عَبْدٍ يُسِرُّ شَرّاً إِلَّا لَمْ تَذْهَبِ الأَيَّامُ حَتّى‏ يُظْهِرَ اللهُ لَهُ شَرّاً»؛ أي: وما من أحد يُخفي في نفسه شرّاً إلا ألَمَّ به يوماً من الأيام.

كأن يحب شخصٌ بعضَ الذنوب ولا تتهيّأ له الظروف لاقترافها. ولأنه توّاق إلى ما عند غيره، ويظن أن المُدَنَّسين بها والمنغمسين فيها في قمّة الهناء! فهو دائماً يشتهيها في أعماقه. لكن لاتواتيه الفرصة، وتَدَيُّنه أيضاً يمنعه قليلاً. لكنّ شهوتَها موجودة في أعماقه، فإنّ الله يهيّئ له ظروفها يوماً ما فيتأذى بها أيّما أذى. فهو لا يهيّئ له الظروف ليستمتع بها فحسب!

عن أمير المؤمنين علي(ع) قوله: «مَا أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيْئاً إِلَّا ظَهَرَ فِي فَلَتَاتِ لِسَانِهِ وَصَفَحَاتِ وَجْهِه». فلا يُخفي أحد شيئاً حتى يظهر ذات يوم تلقائياً في تصرفاته، إما يَظهر، أو يُقدَّر أن يحدُث له مثلَه.. أي أن يذوق التعاسة بسببه! فإن قال لك الله يوم القيامة: لكن أنت أردتَ ذلك! ماذا سيكون ردُّك؟! تقول: هو شيءٌ وأردتُه! حماقةٌ ارتكبتُها في عهدِ جاهلية! أوَتحمِلُها إلهي على محمل الجد؟! «إِنَّمَا قَدَّرَ اللهُ عَوْنَ الْعِبَادِ عَلَى قَدْرِ نِيَّاتِهِم»؛ أي جعل الله عونه لكل إنسان بمقدار النية التي في قلبه؛ فإن كانت نيته صالحة كاملة عامَلَه الله بنفس الطريقة، وإن كانت نيته فاسدة أنزل الله به الشيء ذاتَه.

كل شيء في يد الله.. كل شيء في يده.. وهو يصمّم كل شيء وفقاً لما تريد أنت. ماذا تُخفي؟... ما الذي تُخفيه.. في قلبك؟!..

«مَا مِنْ‏ عَبْدٍ يُسِرُّ خَيْراً إِلَّا لَمْ تَذْهَبِ الأَيَّامُ حَتّى يُظْهِرَ اللهُ لَهُ خَيْراً»، وما من أحد يُخفي في نفسه شرّاً إلا ألَمَّ به يوماً من الأيام.

سيفعل الله ذلك ذات يوم.

 

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد