مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

ضيف أبي الفضل العباس الرضيع

الشيخ علي رضا بناهيان

حكى لي

أحدهم في لجنة دليل الزائر والمفقودين

قال: ما أكثر القصص العجيبة والغريبة التي شهدناها

فلأحكِ لك إحداها

الضيف الرضيع

قال: قبل عام أو عامين

في هذا الطريق

جاءت امرأة في كربلاء إلى كشك دليل الزائر وقالت: فقدتُ طفلي الرضيع ابن الشهرين

فقدته منذ أيام فأصبحتُ على شرف الهلاك

ـ كيف ضيّعتِ طفلَكِ؟

ـ كان في حضن جدّته إذ كانت على الكرسي السيّار

بينا نحن كنّا قادمين مشيًا إلى كربلاء

جاء شابٌّ وقال: أعطيني كرسيّ أمّك لأدفعها

فساعَدَني إلى أن دخلنا في ازدحام ففقَدتُ هذا الشاب

كان قويًّا فوصل أسرع

كل ما بحثتُ عنه لم أجدهم

قلنا: أعطنا رقم هاتف أمّك

قالت: لا هاتف لها

قلنا: أعطينا اسم أمّك، لنعلن عنها عبر السماعة

قالت: أمي بكماء صمّاء لا تسمع

فيا ترى أين  نجد طفلها بين عشرة ملايين زائر في كربلاء؟

قال: كنّا نأتي بها إلى الحرم كلّ صباح نطوف حول الحرم

ثم نرجع ساعتین

تستریح ونعود نطوف حول الحرم

كادت تهلك ولا عجب فإنها أمّ فقدت طفلها الرضيع ابن الشهرين

قال: الدليل الذي كان يرافقها..

قال: في تلك الأثناء رأيت امرأة مقابل الحرم وبيدها طفل ترضعه

فقلت في نفسي: ليت طفل هذه المرأة في حضنها الآن

وإذا رأيت خلفها كرسيًّا سيّارًا

فسألت المرأة أليس ذاك الكرسيّ السيار، كرسيّ أمك؟

ولم ألتفت إلى الطفل؛ إذ حسبت أنّها امرأة عربيّة ترضع طفلها

فجاءت تعاين الكرسي السيار وإذا تقع عينها على الطفل

فصرخت وقالت: هذا طفلي

جاءت إلى الطفل

والمرأة العربيّة سلمّتها الطفلَ بكل حنان

ثم جئنا بمترجم: أيتها الأمّ ما قصّة هذا الطفل في حضنك؟

فقالت: أنا رأيت العباس(ع) في عالم الرؤيا قبل حوالي ستة أيام

قال لي: يا هذه!

في هذا العام سيأتيني ضيف ابن شهرين

ولأنك مرضع

والطفل يحتاج إلى حليب

فكوني قربَ الحرم تجديه

سيكون ضيفك ثلاثة أيام إلى أن تأتي أمّه!

قالت: كنّا نبحث هنا أنا وزوجي

وأقول: يا أبا الفضل العبّاس! أين ضيفك الرضيع؟!

وإذا أرى شابًّا يقود هذه العجوز وبيدها طفل على شرف الهلاك

انطلقت إليها فرأيتها صماء بكماء لا تسمع

سألتها: الطفل يبكي أفلا يطلب حليبًا؟

قالت: بلى.

أرضعته ثم كنت أذهب بهما إلى البيت ليلًا أكفلهما وأرعاهما

ثم آت بهما إلى الحرم صباحًا لكي نجد أمّه.. هكذا إلى أن أتيتم

يا أبا الفضل العباس لقد تهنا نحن أيضًا

تِهنا نحن أيضًا

هلّا تجدنا

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد