مقالات

الشاب عقل وعاطفة !

توجد في باطن كل إنسان طاقاتان عظيمتان مُحركتان
الطاقة العاقلة و الطاقة العاطفة
واجتماعهما يبيّن الجانب النفسي و المعنوي للإنسان
و هاتان الطاقتان في نمو و تفتح مستمرين
لكن الطاقة العاطفة نموها يتم بشكل سريع بعد البلوغ مثل سائر أعضاء الجسم
أما العقل فنموه بطيء في قبال العاطفة
و يحتاج لفترة طويلة حتى يصل إلى مرحلة الكمال
لذا فإن المشاعر هي القوة المحركة و الدافعة للإنسان في مرحلة الشباب و العقل وهو مركز التفكير يكون في حال من العجز و الضعف
و من هذا المنطلق يبدو أن بعض أعمال الشباب و أفعالهم متهورة و غير منطقية في الوضع العادي
و أما في وضع التوتر و القلق فإن أحاسيسهم تتغلب عليهم، فعقولهم الضعيفة و غير الناضجة لن تستطيع كبح مشاعرهم و التحكم بها.

و ربما يتبادر إلى الأذهان مما سبق أن أذهان الشباب و ذكائهم سيتأثر خلال مرحلة البلوغ نتيجة تطور العواطف السريع و عجز العقل أمامها نتيجة نموه البطيء و يصبح مطيعاً و منقاداً إلى غرائزه

و إذا قلنا بأن القوة العاقلة تنعدم خلال البلوغ فقد بالغنا
ولكن إذا ما قلنا إن هناك تدنياً في الذكاء خلال هذه الفتره نكون قد بلغنا الحقيقة، لأن عنفوان الشباب لا يتفق بتاتاً مع تفتح الفكر و تطوره.

و نتيجة هذا الصراع يلخصه أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام : لا يزال العقل و الحمق يتغالبان على الرجل إلى ثماني عشرة سنة فإذا بلغها غلب عليه أكثرهما فيه.

أي أن الشاب يعيش صراع داخلي بين طاقته العاقلة و طاقته العاطفة حتى يبلغ من العمر ١٨ عاماً

عندها إما أن تطغى الطاقة العاطفة
أو أنه يكتسب القوة العاقلة التي تمكنه من التحكم في مشاعره و عواطفه و التغلب عليها و تحكيمها و إرشادها.