مقالات

عيد الله الأكبر

الكاتب: آية الله الفيلسوف الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي

نبارك لصاحب العصر والزمان إمامنا المهديّ المنتظر (عجّل الله تعالى فرَجه الشريف) بمناسبة حلول عيد الغدير الأغرّ عيد الله الأكبر. ولكي نعطّر المجلس بذكر مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) أستعرض في مطلع اجتماعنا هذا موجزاً عن عيد الغدير.


يمكننا أن نستفيد من عبارة: «الذي جعلته للمسلمين عيداً»1 التي نقرأها في قنوت صلاة عيدَي الفطر والأضحى أنّ هذين العيدين هما عيدان للمسلمين. أمّا عيد الغدير فإنّ الروايات تسمّيه بـ «عيد الله الأكبر» وهو تعبير يحمل معنى عميقاً للغاية؛ فهذا العيد هو عيد الله، لكنّ عيد الفطر هو عيد المسلمين. ولعلّ بإمكاننا القول تعليلاً لهذه التسمية: إنّ المسلمين يصومون شهراً كاملاً هو شهر رمضان المبارك ويتوقّعون من الله الأجر والجائزة على ذلك.

 

فمن أجل تتميم عبادة استمرّت لشهر كامل فهم يتّخذون يوماً معيّناً عيداً ويصلّون فيه. فعيد الفطر - في الحقيقة - هو مكمّل لصيام شهرٍ كامل. هذا من ناحية. ومن ناحية اخرى فإنّ الله جلّ وعلا قد أنزل دين الإسلام على النبيّ الأعظم (صلّى الله عليه وآله) على امتداد ثلاثة وعشرين عاماً كان يُنزل خلالها في كلّ مناسبة حكماً خاصّاً. ومع ذلك فقد ظلّ هذا الدين ناقصاً، إلى أن قال عزّ وجلّ في نهاية المطاف: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ»2. فعيد الفطر هو يوم إكمال شهر رمضان المبارك، أمّا اليوم (عيد الغدير) فهو اليوم الذي أكمل الله فيه أمره؛ فقد أكمل تبارك وتعالى تشريع دينه بولاية أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام).

 

إذن فهذا العيد هو عيد الله، ومن هذا المنطلق نستطيع القول: إنّ هذا العيد أشرف من عيدي الفطر والأضحى. نسأل الله العليّ القدير أن يمنّ علينا بالتوفيق للعبادة في هذا اليوم. اُقسم بالله العظيم، إذا أعارنا أمير المؤمنين (عليه السلام) نظرة ولو بطرف عينه فمن شأن ذلك أن يضمن سعادتنا في الدنيا والاخرة ..