مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

مناجاة مع الحسين(ع)

الشيخ علي رضا بناهيان

هل تسمحون لي بمناجاةٍ؟

لقد قال سماحة السيد القائد أخيراً:

إن لم تقدروا على زيارة الأربعين فتوجّهوا إلى الحسين(ع) وناجوه

وإن بَعُدنا ولكنّنا نَلهج بذكراك

فليجلس الجميع [في بيوتهم] فقد وردت زيارتان مهمّتان أو ثلاث ليوم الأربعين

فليقرأ الناس زيارة الأربعين بمهجة وحضور

ثم ليشكوا إلى الإمام الحسين(ع)

ويقولوا: يا سيّد الشهداء كنّا نهوى أن نأتيك.. ولكن تَعذَّر

سلامٌ إليك من البُعدِ

سلامٌ إلى سليمان العالَمِ من النَّملِ

ما قاله سماحة السيد القائد من أنه

ناجوا الحسين(ع) وقولوا له: كنا نهوى أن نأتيك فلم نستطع

ـ فديتكم أيها الأربعينيّون ـ

إنها لتجربة السيد القائد نفسه، إذ يتمنّى الزيارة منذ سنين

ومن المؤكد أنه يجلس

ويناجي الحسين(ع): سيدي بودّي أن آتيك ولكن لم تسنح لي الظروف

ثم اكتسب نور هذه المناجاة، وها هو الآن يوصّي الشباب وأولاده بأن:

افعلوا ذلك أنتم أيضا!

فهل تسمحون لي بمناجاة؟

يا أبا عبد الله لم تسمح لنا هذا العام بزيارة الأربعين

ألم نلطم عليك جيّدا؟

ألم يتترّب أهلُنا وعيالُنا جيّدا في الأربعين؟

ألم ترضَ بنا؟

أو جئنا إلى الأربعين ولم نوفِ؟ ما هي القصّة سيدي؟!

أو لعلّك يا أبا عبد الله أبعدتَ عشّاقك ليزدادوا لك حباً

يا أبا عبد الله!

افتح طريق الأربعين فإن أتيتك هذه المرّة

سأأتيك بمزيد من الأدب

أعدك أن لا آكل ما إن شعرتُ بالجوع

مثل أطفالك الذين كانوا يشتمّون رائحة الطعام في هذا الدرب

ولا يأكلون إذ لم يُطعِموا الأطفال

لا أريد سوى أن تفتح الطريق، فأعدك أن أشقّ على نفسي أكثر بقليل

«أريد وصالك وتريد هجري فأترك ما أريد لما تريدُ»

أريد وصالك ولكن أمرتني بالابتعاد، فسلّمتُ وألتزم البُعد إذ أنت الذي أمرتني

أريد أن يكون لك فصل الخطاب

أحبائي لابدّ أن نكون من أهل المناجاة بين يدي أبي عبد الله الحسين(ع)

يا أبا عبد الله لا شكّ في أننا قصّرنا في حقّك بلا ريب!

ولكنك كريم

فإذا زَفَر أحدٌ زَفرَةً من أجلك تأخذ بيده

ولكنّ هذا المقدار لا يسيّر مشروع الإمام المهديّ(عج)

فلو كان يسيّره لقدم الإمام(ع)

يا أبا عبد الله افتح الطريق

لقد كان آخر عدد زوارنا ثلاثة ملايين ونيف

افتح الطريق لنتعاون على أن نجعل العدد ضعفين وبالحد الأدنى من المشقّة والزحمة على الجميع

سنبذل مزيدًا من الجهد

نسعى أن لا نأتيك متنزّهين

فإنها لوظيفة!

لا أريد أن أبتّ جازمًا بأن ما طرأت من ظروف كانت بسبب تقصيرنا حتمًا

علينا أن نكون بين الخوف والرجاء دائمًا

لقد جمع الإمام الحسين(ع) عشّاقَه فمتّعهم بلذّات معنويّة

ثمّ ارتأى أن يجرّعهم الفراق لما فيه من فائدة للعاشق

ليحترق قلبه ويرشد، ثم يستقبلوه كرّة أخرى

هكذا تكون العلاقة أحيانًا

قال تعالى ما مضمونه: أرى عبدي يقوم الليل ويعبدني جيّدًا

فمن أجل ألّا يغترّ ألقي عليه نعاساً ليلة ما وأمنعه من أن يستيقظ بل قد تفوته صلاة الصبح أيضًا

ثمّ ينهض ويقول: ويلٌ لي وتبّاً لي!

ثمّ يقول الله تعالى: ذمّك لنفسك خير من تلك الدموع التي ذرفتها بحال حسن

هكذا تزداد قوّة

لا أدري فلعلّ الإمام الحسين(ع) قد رضي بكم كثيرًا

واستحسنكم جدًّا فأراد أن يفعل ذلك

[گفت: اگر با دیگرانش بود میلی.. چرا قلب.. لیلی حذف]

سألني الإخوة: ماذا نفعل في أربعينية هذا العام وفي خضمّ هذه الظروف؟

قلت لا بأس إن لم يتيسّر التجمع في بعض المدن فلا يكن

ولكن بإمكانكم ـ لا محالة ـ أن تنشؤوا موكباً في الشارع

قالوا: ولكن الإطعام في المواكب محظور أيضًا

قلت: لا بأس لا توزّعوا طعامًا

أحدثوا موكباً

لتتحلّى المدينة بمعالم الأربعين

فلعلّ الله أراد أن تنقلوا إلى أنحاء البلاد هذه المواكب ومعالم طريق النجف إلى كربلاء المُنَوَّر

ثم يتساءل الناس لماذا لا يقدّم هذا الموكب ماءً؟

لماذا لا يوزّع طعاماً؟

قل أصبح يحاكي طريقَ السبايا إلى الكوفة والشام

لا نتخلَّ عن الأربعين!

فإن تعذر هذا العام، سيُفتَح الطريقُ في العام القادم إن شاء الله

وأنا على يقين من أنكم جميعا أيها الأربعينيّون ستذهبون بحال آخر

ستذهبون إن شاء الله بحال لن ترجعوا إلا مع المهدي المنتظر(عج) 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد