السيد عباس نورالدين
تثبت التجارب الكثيرة أنّ من يعلم قوانين الأشياء يمكن أن يمتلك القدرة على تسخيرها؛ سواء كانت هذه الأشياء جمادات أو كائنات حيّة، وسواء كانت هذه الكائنات الحيّة أفرادًا أو مجتمعات. لهذا، فإنّ الهدف الأساسي لأي باحث في المجالات العلميّة المختلفة هو أن يكتشف القوانين، والتي يمكن التعبير عنها أحيانًا بصورة معادلات رياضيّة أو رموز اختصاريّة.
لكن تسخير عناصر الكون والطبيعة والمجتمع يخضع لقوانين عُليا. وما لم يكتشف العالم هذه القوانين ويعمل وفقها، من الممكن أن يكون علمه وبالًا عليه وعلى من معه. ويستحضرني هنا ما فعله هتلر بشعبه على وجه الخصوص حين رمى بهم في كارثة الإبادة الجماعية (حيث قتل من الألمان في الحرب العالمية الثانية ما يناهز العشرين مليونًا) بالإضافة إلى الدمار الكبير الذي لحق بالمدن والطبيعة. هذا، بالرغم من أنّ هتلر كان يتوافر على أفضل وأقوى علماء العالم في المجالات المختلفة. لكن جهله بقوانين الارتقاء الاجتماعيّ والتقدّم الحضاريّ والبقاء البشريّ، جعله يستخدم منجزات ومكتشفات علمائه بطريقة سبّبت كل ذلك الدّمار له وللعديد من شعوب العالم.
لا يبدو أنّ الأبحاث العلميّة المتوافرة اليوم متّجهة إلى اكتشاف تلك القوانين العليا للقدرة الحقيقيّة (التي يحصل التّسخير المفيد النافع للأشياء في ظلّها). لا بل نجد العالم اليوم مبتلًى بنوع من الاعتباطية والعبثية التي يستحيل معها تحقيق أي تقدّم أو ازدهار حقيقي للبشرية وللمجتمعات التي تؤمن بأهمية العلم ودوره.
وبعبارةٍ أخرى، إنّ جهل المجتمعات البشريّة اليوم، وخصوصًا أسيادها وزعماؤها، يشير إلى أنّ كل هذه العلوم ونتائجها لن تكون سوى عامل آخر يُضاف إلى عوامل الجهل الأخرى التي تساهم في دمار العالم وإفساد الأرض وتخريب الطبيعة.
ومع كل "تقدّم" علمي، نلاحظ المزيد من الخراب والفساد والتقهقر. فالعلوم الفاقدة للرؤية الصحيحة للعلم وفلسفته ودوره الواقعي في الحياة الإنسانية، لا تزيد البشر إلا ضلالة، وستكون بمنزلة الأسلحة الفتّاكة التي ترتد على أصحابها بالمزيد من الشّؤم والتّعاسة.
الاقتدار العلميّ الحقيقيّ ليس في اكتشاف بعض قوانين الطّبيعة، وإنّما في معرفة القوانين العليا التي تحكم العالم. وهي قوانين الازدهار والسّعادة والرّقيّ. قوانين ترتبط بسرّ وجودنا على الأرض وهدف خلقنا فيها ودور الأنبياء والشّرائع فيها. هي قوانين إرادة الله ومشيئته. القوانين التي تكشف لنا عن معنى وجودنا الواقعيّ وعلاقتنا بكلّ الأشياء التي نريد تسخيرها.
فما لم يبدأ العلماء من هذه القوانين التي تجتمع تحت عنوان الحكمة الإلهية، لن تكون علومهم سوى وبال على البشر، حتى لو كانت من سنخ علوم الدين!
الشيخ محمد صنقور
حيدر حب الله
عدنان الحاجي
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
السيد محمد حسين الطهراني
السيد عباس نور الدين
السيد عبد الأعلى السبزواري
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ جعفر السبحاني
فريد عبد الله النمر
حسين حسن آل جامع
أحمد الرويعي
علي النمر
حبيب المعاتيق
زهراء الشوكان
الشيخ علي الجشي
عبدالله طاهر المعيبد
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
ما يذكره بعض الخطباء في وداع الأكبر (ع)
تاريخ المأتم الحسيني في القرون الهجريّة الأولى (2)
تلبسنا الحرب لامتها من جديد
عليّ الأكبر: وارث شمائل العترة
التّريويّ أيمن الغانم: عاشوراء مدرسة ثقافيّة وتربويّة وعلميّة
مقاطع فنّيّة عاشورائيّة للفنّان علي الجشّي
مقاطع عاشورائيّة للشّاعر زكي السّالم تحكي بعضًا من فصول كربلاء
كلمة بعنوان: (الفنّ للإنسانية)، للفنّان الضّامن في حسينيّة الإمام الصّادق بأمّ الـحمام
الموادّ البلاستيكيّة وتأثيرها على الصحّة
عناصر النهضة الحسينية