ورَوى صَاحِبُ الدُّرِّ الثَّمِينِ فِي تَفْسِيرِ قَولِهِ تَعَالَى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ} أَنَّهُ رَأَى سَاقَ الْعَرْشِ وأَسْمَاءَ النَّبِيِّ والْأَئِمَّةِ(ع) فَلَقَّنَهُ جَبْرَئِيلُ قُلْ: يَا حَمِيدُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ، يَا عَالِي بِحَقِّ عَلِيٍّ، يَا فَاطِرُ بِحَقِّ فَاطِمَةَ، يَا مُحْسِنُ بِحَقِّ الْحَسَنِ والْحُسَيْنِ ومِنْكَ الْإِحْسَانُ. فَلَمَّا ذَكَرَ الْحُسَيْنَ سَالَتْ دُمُوعُهُ وانْخَشَعَ قَلْبُهُ وقَالَ: يَا أَخِي جَبْرَئِيلُ! فِي ذِكْرِ الْخَامِسِ يَنْكَسِرُ قَلْبِي وتَسِيلُ عَبْرَتِي.
إن كان لملحمة عاشوراء أن تستمر برسالتها وتحقق أهدافها فلا بدّ أن يحصل التّفاعل معها بالفكر والشعور والعمل. ولا شيء في عالم الشعور يمكن أن يتناسب مع هذه الفاجعة التي تهد الجبال الرواسي، مثل البكاء، مع ما فيه من تفجُّعٍ وذرفٍ للدموع والنحيب وإظهار الحزن الشديد.
في مواجهة الأعداء نحتاج إلى قوة الأنفس أكثر من قوة العتاد. العتاد المتطوّر بيد المرتعب يصبح وبالًا عليه وعلى من حوله. قالوا: (الخيل بخيّالها)؛ وصدقوا. هذه الشدة والبأس والشجاعة والثبات التي هي عناصر القوة النفسية قد تنبع من إدراك ما يمثله العدو من معاندة ومخالفة لله العزيز الجبار، ويكون هذا المدرِك محبًّا لله شديد الالتصاق به، عاشقًا لجماله، فيروعه ذلك الخلاف والعناد، ويشتد حنقه وغيظه إلى الدرجة التي لا يقدر معها على تحمُّل وجود هذا العدو لحظةً واحدة.
وفي هذا السفر لا بد للإنسان من الاختيار بين اثنتين، فإمّا الجنّة والرضوان، وإمّا جهنّم والهجران. لأجل ذلك، تكون المهمّة الأساسية للتربية، العمل على تعميق حالة الاختيار هذا، ودوره في تحديد المصير، وذلك عبر ترسيخ الرابطة السببيّة بين أفعالنا في الدنيا ونتائجها في الآخرة.
يصعب، بل يكاد يكون مستحيلًا على المفكر أن يتحدث عن الدين إلا بما فهمه منه. الدين، وإن كان واحدًا عند جميع المفكرين الإسلاميين، لكنّه يتعدد ويتكثر بتعددهم واختلافهم؛ ليس بسبب تكثر الدوافع فحسب، بل حتى بما يرتبط بطرق التفكير ومناهجه وقدراتهم الفكرية أيضًا.
صحيح أنّ هذا الإمام قد وُجد على الأرض قبل أربعة عشر قرنًا، لكنّ التحدّيات التي واجهها منذ حداثة سنّه، بل طفولته، تعطينا صورة عميقة لكلّ ما يمكن أن يواجهه الإنسان في حياته. وقد استطاع أمير المؤمنين أن يبيّن بأجمل وأبلغ بيان كل القواعد والسّنن التي يحتاجها كل واحد منّا لفهم الحياة والمواجهات والفتن والابتلاءات. أضف إلى ذلك سيرته نفسها، التي تسطع كالشمس وسط كلّ السِيَر العظيمة لشخصيات التاريخ.
وكل من اطّلع على تاريخ الدّعوة الإسلامية منذ البعثة وحتى عروج رسول الله صلى الله عليه وآله من هذه الدنيا نجد أنّها كانت مرحلة مليئة بالجهاد والبطولات والعمل والسّعي الحثيث. وفي مثل هذه المرحلة سيبرز الأبطال الحقيقيّون لأنها مرحلة العطاء وليست مرحلة الأخذ، مرحلة التضحية وليست مرحلة قطف الثمار.
أجل، هناك حبّ يسمو بالإنسان ويرتقي به من حب النفس، ويخرجه من ذاته، ويعتقه من أنانيته؛ وهو الحبّ الذي يتعلّق بمحبوب بلغ من الكمال ما لا يوجد له أيّ تجسد أو مثيل في كل العوالم السافلة والمتوسطة (التي لا تكون غاية السفر ونهاية السير).. وهذا المحبوب هو الذي أشير إليه كهدف أعلى وغاية قصوى ومقرّ أبدي
أنظر إلى أي مجتمع وأُحاول أن أعرفه وأفهمه فلا يمكنني أن أستغني عن قراءة تاريخه. وتاريخ أي مجتمع لا يتميز عن تاريخ مجتمعٍ آخر إلا بما تركه للأجيال اللاحقة، بل وللبشرية لتستفيد منه وتنتفع. يصبح تاريخ أي مجتمع أو ماضيه ذا قيمة فيما لو خلّف لنا ما نقدر على الاسترشاد به لأجل إصلاح حاضرنا والتقدُّم الحقيقي نحو مستقبلنا.
جعل الله تعالى حياتنا كلها فرصة للوصول إليه ولقائه؛ فإن استفدنا من فرصها تقدّمنا وتكاملنا، وإن أهدرنا هذه الفرص أو عبثنا فيها واستخففنا بها وأتلفناها ابتعدنا واحتجبنا ثم هبطنا وهوينا. إهدار الفرص من خلال التعامل معها بطريقة سلبية هو ما نطلق عليه عنوان الذنوب. التعامل الخاطئ مع الموارد والمواهب الإلهية يجلب الشقاء والانحطاط.
وباختصار، إنّ إيجاد تحوُّلٍ ايجابي في الأعمال الثقافية يستلزم العمل على الكشف عن الأفكار والمعتقدات المرتبطة بالحقائق الأساسية ثم تعميق الإيمان بها. وعندها سيكون التحوُّل القيمي ثمرة حتمية ونتيجة قطعية فيما لو وجد لنفسه الأرضية الاجتماعية المناسبة، وعلى رأسها توفُّر قيادة تعكس كل هذه الأفكار وتتبنّى مشروعها التقدمي.
الشيخ محمد صنقور
عدنان الحاجي
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
السيد عباس نور الدين
السيد عبد الأعلى السبزواري
حيدر حب الله
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ جعفر السبحاني
السيد منير الخباز القطيفي
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
عبدالله طاهر المعيبد
حبيب المعاتيق
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
التوهّم الباطل بالانتصار وسحق الدّين بقتل أهله
معنى: أنّ الحسين (ع) وارث رسالات الأنبياء
الدماغ لا ينام حتى أثناء النوم
من أنصار الحسين (ع) هاشميّون طالبيّون أم عبّاسيّون؟
البكاء على الحسين (ع) ودوره في إحياء الأمة (2)
نزلوا الطفوف
هاهنا محطّ خيامنا
البكاء على الحسين (ع) ودوره في إحياء الأمة (1)
خصائص الأخلاق في القرآن الكريم
أول شهيد في طريق نهضة الحسين (ع)