فجر الجمعة

سماحة السيد كامل الحسن: الإستئثار يؤدي إلى زوال المجتمعات والدول وذهاب النعمة

 

تطرق سماحة السيد كامل الحسن خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع أمام حشد من المصلين في مسجد الإمام الباقر عليه السلام في مدينة صفوى إلى موضوع "الإستئثار في الفكر الإسلامي" حيث قام بشرح مقولة أمير المؤمنين عليه السلام: "الاستئثار يوجب الحسد والحسد يوجب البغضة والبغضة توجب الاختلاف والاختلاف يوجب الفرقة والفرقة توجب الضعف والضعف يوجب الذل والذل يوجب الخزي والزوال وذهاب النعمة".

مشيرا إلى أن الإستئثار هو "إفراط النفس في مشتهياتها بحيث أنها تعشق التملّك وتعشق السيطرة ولا تعترف بأخطائها...".

وأوضح أن هذا الفعل له عواقب وخيمة إن كان (اقتصادي، اجتماعي، دنيوي، ديني،سياسي، عسكري، استراتيجي، أو جغرافي) وهو يؤدي إلى الحسد والفرقة والتشرذم وإلى زوال المجتمعات والدول وذهاب النعمة.

وأرجع سماحته هذا الفعل لسببين "تربية خاطئة" أو "الاستبداد بالرأي" ولفت إلى أنه "على مستوى الدين، على مستوى الدنيا، وعلى مستوى الآخرة حب النفس ضروري".

مؤكدا أن "الإفراط في حب النفس، الإفراط في حب الذات هي المشكلة، لأن هذا الإفراط يؤدي إلى حالة من الأنانية عند الإنسان، بل أن الإفراط في حب الذات يؤدي إلى الإدعاء أنا ربكم الأعلى، بل أن الإفراط في حب الذات يؤدي لا خبر جاء ولا وحي نزل".

وحث المجتمع على الإهتمام بتربية الطفل وتزكيته وهو صغير، وأن "يربى على تهذيب النفس" بحيث "إن كبر لا يكن مستئثرا مفرطا في حب ذاته" مستشهدا بقول أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته للإمام الحسن عليه السلام: "يَا بُنَيَّ اجْعَلْ نَفْسَكَ مِيزَاناً فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ غَيْرِكَ فَأَحْبِبْ لِغَيْرِكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَاكْرَهْ لَهُ مَا تَكْرَهُ لَهَا وَلَا تَظْلِمْ كَمَا لا تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ وَأَحْسِنْ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ..."

وتكلم عن الإستئثار المحمود مبينا الفرق بينه وبين الإستئثار المذموم من الناحية الدينية والدنيوية وعواقبها الآخروية.

وفي معرض حديثه عن الإستئثارالمذموم تطرق إلى علاجه موضحا إلى أنه "في مقابل الاستئثار المذموم والإفراط في مشتهيات النفس هناك الإيثار، علاج الإستئثار هو الإيثار"، مبيناً إرتباط الإيثار الخاص بالخلّص من أولياء الله تعإلى.