فجر الجمعة

السيد هاشم الشخص: السيدة زينب (ع) قلبت الموازين وغيرت المعادلة

 

تكلم سماحة العلامة السيد هاشم الشخص خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد المصطفى (ص) ببلدة القارة في الأحساء أمام جمع من المصلين عن مناسبات شهر صفر الحزينة، مبينا إرتباط هذه المناسبات بأهل البيت عليهم السلام من بداية هذا الشهر إلى نهايته، حيث فيه وفيات الإمام الحسن (ع) والرضا (ع) والنبي الأكرم (ص) بالإضافة إلى ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع).

وتوقف عند حادثة دخول السيدة زينب عليها السلام مع "السبايا ورؤوس أهل البيت عليهم السلام على يزيد بن معاوية في مجلسه بحالة تتفتت لها الاكباد وتنهد لها الجبال وتسيل الدموع دما".

ولفت إلى أهمية خطبة وموقف السيدة زينب عليها السلام في محضر يزيد "رغم جلل الحدث قلبت الموازين وغيرت المعادلة على يزيد إبن معاوية وأعطت زخما ونصرا معنويا لأهل البيت عليهم السلام ولأتباعهم، فأبانت في خطبتها المهمة والعالية المضامين (..) حقيقة الأمور وفضحت يزيد بن معاوية وأفلجته أمام الملأ وأعطتنا بهذه الخطبة دروسا وعبرا كانت ولا تزال نبراسا ومنارا للمظلومين والمؤمنين الصابرين".

داعيا إلى التأمل في خطبتها عليها السلام و"كيف أن الغلبة والنصر ليس هو دائما بالقتل والوحشية والإبادة والتدمير كما فعل بنو أمية ويفعل اليوم أذنابهم وأتباعهم بل هو بالمبادئ وبالحق والصبر عليه وبالإعتماد على الله تعالى والسعي لرضاه".

مضيفا: "وها نحن نرى إلى اليوم ذكرى أهل البيت وذكرى النبي صلى الله عليه وآله ووحيه يعلو ولا يعلى عليه، ويتسع ويتمدد وتتضح الحقائق يوما بعد يوم ببركة دماء سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين ودماء أهل بيته وأصحابه".

ولفت: إلى "إن أحفاد قتلة الحسين الدواعش ومن لف لفهم اليوم يقومون بنفس الجرائم التي قام بها أسيادهم من قتل الأبرياء والأطفال والنساء بلا جرم بكل وحشية، ثم سبي النساء أيضا كما سبى يزيد إبن معاوية نساء أهل البيت وأطفالهم".

واستنكر سماحته التفجير الإرهابي الذي ضرب ضاحية بيروت الجنوبية والذي تبنته داعش "حيث قتلوا عددا من المؤمنين الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال على حين غفلة وهم يتسوقون ويقضون بعض حاجاتهم".

واعتبر أنها "جرائم وحشية كبيرة مؤلمة لكن نسلم أمرنا إلى الله تعالى ونحن على ثقة ويقين أن العاقبة للمتقين مهما كثرت الجرائم ومهما ازدادت".

وأضاف: هذه الجريمة "حصلت على إستنكار شديد من كل الأطراف تقريبا، الدولية والمحلية والعربية والإسلامية، هذا يدل على عظم الجريمة من ناحية ويدل على أنه لم يعد ممكن التغطية والتعميم والسكوت وإن كان الإعلام العربي والعالمي للأسف لا يزال يغمض النظر عن جرائم هؤلاء ويتناسون ما فعلوه".

وتابع: "لم تبق جريمة في خيال إنسان إلا وفعلها هؤلاء بأناس لا ذنب لهم على الإطلاق فقط لإثارة الفوضى وإشاعة الفتنة والخوف والرعب بين الناس نسأل الله أن يكف عنّا بلائهم وعن جميع المؤمنين".