الشيخ محمد مهدي شمس الدين
الدين حالة وظاهرة عميقة الجذور في تاريخ البشر فعلماء التاريخ والآثار يؤكدون وجود مظاهر ومعالم للتدين والعبادة في حياة مختلف القرون والشعوب البشرية.
ذلك لأن الاعتقاد والإيمان انبعاث فطري وحاجة معنوية روحية في شخصية الإنسان لا يمكن تغافلها أو تجاوزها، كما أن للجسد حاجات ومتطلبات تفرض نفسها على الإنسان.
صحيح أن هناك من يناقش حول دوافع التدين عند البشر ويتلمس لها أسبابا وجذورًا غير الفطرة والروح حيث يرى العالم الإنكليزي (برتراند راسل) مثلًا أن منشأ ظاهرة الدين هو الخوف من العوامل الطبيعية ويرى الماركسيون أن الله روف الاقتصادية والحالة الطبقية هي التي تصنع الدين والاعتقاد، ولكن هذه التفسيرات لا تصمد أمام النقد العلمي الموضوعي رغم أنها قد تصدق في بعض الأحيان إلا أنها ليست قانونًا ينطبق على جميع الديانات ولا تنفي الدافع الفطري الروحي للتدين ﴿ِفِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾.
وكتب (ويل دورانت) يقول: إن الإيمان أمر طبيعي وهو وليد الحاجات الغريزية والإحساسات المستقيمة بصورة مباشرة، أقوى من الجوع وحفظ النفس والأمان والطاعة والانقياد.
ويقول أيضًا: "صحيح أن بعض الشعوب البدائية ليس لها ديانة على الله فبعض القبائل الأقزام في أفريقيا لم يكن لهم عقائد أو شعائر دينية على الإطلاق، إلا أن هذه الحالات نادرة الوقوع ولا يزال الاعتقاد القديم بأن الدين ظاهرة تعم البشر جميعًا اعتقادًا سليمًا وهذه في رأي الفيلسوف حقيقة من الحقائق التاريخية والنفسية".
وفي هذا الصدد يقول (دبلوتارك) المؤرخ الإغريقي الشهير منذ نحو من ألفي سنة: "من الممكن أن نجد مدنًا بلا أسوار ولا ملوك ولا ثروة ولا آداب ولا مسارح ولكن لم ير قط مدينة بلا معبد، أو لا يمارس أهلها عبادة".
فبما أن الإنسان كائن عاقل مفكر فمن الطبيعي أن يتساءل! مع نفسه عن مبدئه ومصيره، وعن العلة والغاية من خلقته ووجوده في هذه الحياة، وعن تفسير الله والكونية والطبيعية التي يعايشها.
وشاءت حكمة الله تعالى مساعدة البشر في الوصول إلى الحقيقة ليتعرفوا على خالقهم وليفهموا نشأتهم، فبعث الله الأنبياء والرسل ليثيروا عقول الناس، ويرووا ظمأ أرواحهم بالعقدة الصحيحة والدين الإلهي.
حتى بلغ عدد الأنبياء من بداية تاريخ البشر مائة وأربعة وعشرين ألف نبي أولهم آدم وآخرهم وخاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
وهؤلاء الأنبياء كانت دعوتهم واحدة، والدين الذي يبشرون به واحد، وإن اختلفت تفاصيل التشريعات، وتفاوتت مستويات التكامل، تبعًا لاختلاف الأزمنة والعهود، وتطور حياة البشر، إلا أن الجوهر واحد وهو عبادة الله وتوحيده والاستعداد للدار الآخرة.
وهناك أمم وأجيال من البشر حرمت نفسها من الاستضاءة بهدى السماء، ولكنها لا تستطيع الحياة من دون عقيدة أو دين فاصطنعت لنفسهما أديانًا ومذاهب، نسجتها من تصوراتها البشرية المحدودة، وأشادتها على الخرافات والأساطير والأوهام.
كما أن العديد من الديانات السماوية تعرضت للتحريف والتشويه وتحولت إلى أديان ممسوخة بعيدة كل البعد عن واقع الرسالات الإلهية. ولو تصفحنا تاريخ الديانات وألقينا نظرة على أوضاع شعوب العالم المعاصر المتدينة لرأينا شتى الديانات المختلطة بالأوهام والقائمة على الأساطير.
فقد كان العرب في الجاهلية يعبدون الأصنام المصنوعة من الحجارة وبعضهم كان يصنع له صنمًا من التمر فيعبده كإله فإذا ما جاع أكله.. وإلى الآن نجد في الهند مثلًا من يعبد البقر أو الماء أو الجنس.. ولا يزال بقايا المجوس يعبدون النار.. وهناك من يعبد الشمس أو القمر أو سائر النجوم إلى آخر ما هنالك من أديان وعبادات .
الشيخ علي رضا بناهيان
الشيخ محمد صنقور
السيد عباس نور الدين
عدنان الحاجي
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الشهيد مرتضى مطهري
الشيخ محمد العبيدان
إمامنا الرّؤوف
وفاة الشّيخ علي الكوراني العاملي
الحبّ: رابع سمات الأسرة القويّة
الشّيخ محمّد الحرز متحدّثًا عن الحركة العلميّة في تاريخ الأحساء.
أمسية شعريّة لجمعيّة ابن المقرّب بمشاركة الحرز وبيلا
منشأ تعدّد التسمية لسوَر القرآن
النهضة العلمية أفضل وسيلة للتمهيد
كيف يتغير الدماغ عندما نتعلم القراءة
طاهرة آل سيف: لكلّ شخص هدهد أيضًا
التعدّديّة الدينيّة (3)