قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ محمد مهدي الآصفي
عن الكاتب :
عالم ومفكر اسلامي كبير، واستاذ في الحوزة العلمية، توفي(٤/٦/٢٠١٥)

القرآن والمعارف الفطرية

 

يمكن أن نلخص النظرية الإسلامية في نقطتين يذكرهما القرآن:

الأولى: ينفي القرآن وجود معلومات للإنسان سابقة على ولادته، كما يقول أفلاطون في المثل. يقول تعالى: ﴿واللهُ أخْرجكُمْ منْ بطُون أمّهاتكُمْ لا تعلمون شيئاً وجَعَلَ لكُمُ السّمع والأبصار والأفئدةَ لعلّكم تشكرُونَ.

 

وبموجب هذه النقطة يولد الإنسان من دون أي معارف سابقة.

 

الثانية: أن الله تعالى زوّد النفس الإنسانية في أصل الخلقة وب بإمكانية اكتشاف وفهم طائفة من حقائق الكون من غير طريق الحس والتجربة. وهذه المعارف لا يكتسبها الإنسان، وإنما يعرفها ب، وتكفي وحدها لهذه الطائفة من المعارف، ولا يزيد دور القرآن والأنبياء في هذا المجال على (التذكير).

 

ومن يتأمل في كتاب الله يجد أن للأنبياء مهمتين: التعليم والتذكير، والتذكير غير التعليم. يقول تعالى عن المهمة الأولى للأنبياء: ﴿ويُعَلّمُكُمُ الكِتَابَ والْحِكْمةَ. ويقول تعالى عن المهمة الثانية ﴿فَذَكِّر إنّما أنْتَ مذكّرٌ والقرآن ذكر. يقول تعالى: ﴿وإنّهُ لتَذكِرَةٌ للمُتّقين. ويقول تعالى: ﴿إنّ هذهِ تذكرَةٌ فمنْ شاء اتخذَ إلى ربّهِ سبيلاً.

 

وإذا علمنا أن مهمة الأنبياء التعليم، والتذكير بالغيب، والقيم، والتكليف، وليس من مهمة الأنبياء حقول المعرفة الحسية والتجربية التي يتلقاها الناس بالحس والتجربة، نعلم أن هناك طائفة من المعارف الغيبية والقيم التي لا سبيل للحس إليها، ولا يحتاج فيها الإنسان إلى تعليم، ويكتفي فيها بالتذكير، وذلك لا يكون إلاّ إذا كان الله تعالى قد غرس القدرة على فهم وإدراك هذه المعارف في نفس الإنسان في أصل الخلقة، ب مثل معرفة الهدى والضلال، والخير والشر، والعدل والظلم، ومعرفة الله، وما يشبه ذلك.


 

* كتاب الفطرة / اية الله محمد مهدي الاصفي

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد