مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ محمد صنقور
عن الكاتب :
عالم دين بحراني ورئيس مركز الهدى للدراسات الإسلامية

هل موت الفجأة عقوبة؟


الشيخ محمد صنقور ..
ورد في العديد من الروايات انِّ موت الفجأة راحةٌ أو رحمةٌ للمؤمن وأخذةُ أسفٍ على الكافر. أما انه راحة للمؤمن فلأنه عُوفي من مقاسات الأمراض المزمنة، وأما انه أخذة أسف على الكافر فلأنه مات ولم يستوف من الدنيا أمله، ولأنه لاينتظر في الآخرة نعيماً، فشأنه الحسرة على ما خلف وما كان قد فاته من حطام، وهو في ذات الوقت قادمٌ على ما لا يُرجى معه التدارك.
فمن الروايات التي أفادت هذا المعنى مارواه الصدوق عن الرسوال (ص) انه قال: "ياعلي موت الفجأة راحة للمؤمن وحسرة للكافر"(1).
ومنها: ما رواه في بصائر الدرجات عن أبي جعفر (ع) قال: قال علي بن الحسين (ع) "موت الفجأة تخفيفٌ على المؤمن وأسفٌ على الكافر"(2).
ومنها: ما رواه في الكافي بسنده عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال رسول الله (ص): ان موتُ الفجأة تخفيفٌ على المؤمن وأخذةُ أسفٍ عن الكافر"(3).
وروى الصدوق قال قال رسول الله (ص) "إنَّ موت الفجأة تخفيفٌ على المؤمن وراحة وأخذة أسف ٍعلى الكافر"(4).
ومنها: ما رواه الراوندي قال: وقال النبي (ص) "موت الفجاة رحمةٌ للمؤمنين وعذاب للكافرين"(5).
نعم شيوع موت الفجأة في أوساط المجتمع قد يكون منشأه عقوبة لذنبٍ شاع إرتكابه بينهم, وحينئذٍ يقع ذلك على المؤمن كما يقع على غيره فإنَّ البلاء اذا وقع فإنه قد يعم فتكون إصابة المؤمن به تكفيراً لذنوبه او رفعاً لدرجته، ويكون وقوعه على غير المؤمن عقوبةً وجزاءً على سوء فعله.
وقد ورد في أكثر من رواية انَّ شيوع موت الفجأة ينشأ عن شيوع الزنا.
فمن هذه الروايات ما رواه في الكافي بسنده عن أبي جعفر (ع) قال: وجدنا في كتاب رسول الله (ص) إذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة" (6).
وليس معنى ذلك انَّ موت الفجأة لايُصيب المتحرز عن الزنا بل معنى ذلك انَّ الزنا اذا ظهر بين الناس وشاع إرتكابه فإنَّ أثره أن يُبتلى ذلك المجتمع بموت الفجأة فيصيب هذا البلاء المرتكب للزنا وغيره.
وأما ما يدفع من موت الفجأة على المستوى الشخصي فورد في بعض الروايات انَّ قراءة سورة التغابن يدفع موت الفجأة عن المداوم على قرائتها.
ففي مستدرك الوسائل عن الرسول (ص) انه قال: "ومَن قرأ سورة التغابن دُفع عنه موت الفجأة"(7).
وأورد الكافي بسنده عن إبي عبد الله (ع) دعاء كان يدعو به ابو جعفر الباقر اذا أصبح " بسم الله وبالله والى الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله (ص) اللهم إليك أسلمت نفسي وإليك فوضت أمري وعليك توكلت يا رب العالمين، اللهم احفظني بحفظ الايمان من بين يدي ومن خلفي و عن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي ومن قبلي، لا إله إلا أنت، لا حول ولا قوة إلا بالله، نسألك العفو العافية من كل سوء وشر في الدنيا والآخرة، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن ضغطة القبر ومن ضيق القبر، وأعوذ بك من سطوات الليل والنهار، اللهم رب المشعر الحرام ورب البلد الحرام ورب الحل والحرام أبلغ محمدا وآل محمد عني السلام، اللهم إني أعوذ بدرعك الحصينة وأعوذ بجمعك أن تميتني غرقا أو حرقا أو شرقا أو قودا أو صبرا أو مسما أو ترديا في بئر أو أكيل السبع أو موت الفجأة أو بشئ من ميتات السوء ولكن أمتني على فراشي في طاعتك وطاعة رسولك (ص) مصيبا للحق غير مخطئ، أو في الصف الذي نعتهم في كتابك " كأنهم بنيان مرصوص"(8).
وأما ان شيوع موت الفجأة هل هو من علامات الظهور فقد ورد في الكافي بسنده عن أبي عبد الله (ع) قال: قال النبي (ص) "من أشراط الساعة انْ يفشو الفالج و موت الفجأة"(9).
 
1- من لا يحضره الفقيه -الشيخ الصدوق- ج 4 ص 363.
2- مختصر بصائر الدرجات -الحسن بن سليمان الحلي- ص 91.
3- الكافي -الشيخ الكليني- ج 3 ص 112.
4- من لا يحضره الفقيه -الشيخ الصدوق- ج 1 ص 134.
5- الدعوات -قطب الدين الراوندي- ص 242.
6- الكافي -الشيخ الكليني- ج 2 ص 374.
7- مستدرك الوسائل -الميرزا النوري- ج 4 ص 352.
8- الكافي -الشيخ الكليني- ج 2 ص 526.
9- الكافي -الشيخ الكليني- ج 3 ص 261.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد