علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد محمد حسين الطهراني
عن الكاتب :
عُرف بين الناس باسم العلامة الطهراني، عارف وفيلسوف، ومؤلف موسوعي، من مؤلفاته: دورة المعارف، ودورة العلوم، توفي عن عمر يناهز الواحد والسبعين من العمر، سنة 1416 هـ.

أنواع التّجلّيات

اعلم أن التجلّي وهو ظهور الحقّ تعالى في بصيرة قلب السالك الطاهر، بشكل عامّ على أربعة أنواع وهي: الآثاريّ، الأفعاليّ، الصفاتيّ، والذاتيّ.

 

التجلّي الآثاريّ:

 

وهو أن يرى الحقّ تعالى على صورة الجسمانيّات، الذي هو عالم الشهادة، من البسائط العلويّة والسفليّة، والمركّبات، على أيّة صورة كانت، وحين الرؤية، يتيقّن بأنّه الحقّ، والتجلّي الآثاريّ، والتجلّي الآثاريّ الصوريّ (أي المشاهدة على صورة إنسان)، هما أتمّ وأعلى من باقي التجلّيات.

 

التجلّي الأفعاليّ:

 

هو أن يتجلى الحقّ تعالى على صفة من الصفات الفعليّة، وهي الصفات الربوبيّة. وتجلّيات الأفعال، غالباً ما تتمثّل بالأنوار المتلوّنة، اي أن الحقّ تعالى يُرى على هيئة نورٍ أخضر، أو أزرق، أو أحمر، أو أصفر، أو أبيض.

 

التجلّي الصفاتيّ:

 

وهو تجلّي الحقّ تعالى على هيئة الصفات السبع الذاتيّة وهي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام، وأحياناً، في هذا النوع، يكون التجلّي على هيئة نور أسود، أي يتمثّل الحقّ تعالى بصورة نور أسود.

 

التجلّي الذاتيّ:

 

وذلك بأن يفنى السالك فناءً مطلقاً، ولا يعد للعلم أو الشعور أو الإدراك وجود قطعاً. والتجلّيات المذكورة تتفاوت بحسب صفاء وأوقات المتجلّى عليه.

 

فإذا رأى الحقّ تعالى مظهراً له، فهو التجلّي الكامل، وأمّا إذا أصبح هو انعكاساً للحقّ تعالى، أي يرى الحقّ في نفسه، فهذا أتمّ وأكمل، لأنّ التحقيق يثبت هذا. وفي جميع مراتب التجلّيات المذكورة للحقّ تعالى، فإنّ رؤية الحقّ جلّ وعلا أو تجسّد الحقّ فيه، هو طريق التصفية الحقيقيّ.

 

وسماع موسى عليه السلام لنداء {إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ}‏،[1] وكذلك الحديثان الشريفان‏ رَأيْتُ رَبِّي في أحْسَنِ صُورَةٍ،[2] ومَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأى الحَقَ‏، شواهد قاطعة على جواز حدوث التجلّيات.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]ذيل الآية 30، من السورة 28: القصص.

[2] وورد في هامش «الإنسان الكامل» لعبد الكريم الجيليّ، ج 2، ص 61، ط 1316، المطبعة الأزهريّة المصريّة، على «المضنون به على غير أهله» تصنيف الغزّاليّ أنّه: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ: رَأيْتُ رَبِّي في أحْسَنِ صورَةٍ.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد