مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ محمد مصباح يزدي
عن الكاتب :
فيلسوف إسلامي شيعي، ولد في مدينة يزد في إيران عام 1935 م، كان عضو مجلس خبراء القيادة، وهو مؤسس مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والبحث العلمي، له مؤلفات و كتب عدیدة فی الفلسفة الإسلامیة والإلهیات والأخلاق والعقیدة الإسلامیة، توفي في الأول من شهر يناير عام 2021 م.

الإصلاح

 

الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي
كلمة مأخوذة من هذا الجذر وهو «ص ل ح» وله أحد معنيين، أوّلهما مأخوذ من مادة (الصلح)، والثاني مأخوذ من مادة (الصلاح).
 فالإصلاح من مادة الصلح يعني رفع الاختلاف والشجار بین فردین أو بين فئتين. وقد وردت كلمة الإصلاح بهذا المعنى في القرآن الكريم في مجال رفع الخلاف بين الزوجين حيث يقول تعالى:
« فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا»
أي إذا حدث الاختلاف والشجار بين المرأة وزوجها فإنه يتم اختيار حكم من قبل أهل الزوج وحكم آخر من قبل أهل امرأته، فان كانت المرأة وزوجها طالبين للإصلاح واقعًا فإنّ الله سبحانه سوف يصلح بينهما.
أما الاستعمال الآخر لكلمة الإصلاح فهو مأخوذ من مادة الصلاح وهو في مقابل الفساد، فالعمل الصالح والشخص الصالح هو غير الفاسد. 
والإصلاح بهذا المعنى يكون في مقابل الإفساد، ويعني القيام بالعمل الصالح أو رفع الفساد. ويطلق اسم «المُصلح» على الشخص الذي يقوم بأعمال صالحة تمامًا ويرفع ألوان الفساد والنقص والعيب من الوسط الاجتماعي.
فإذا قال سيّد الشهداء : «إنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي» فإنّه لا يقصد هذا المعنى الخاص للكلمة، حيث أنّ نهضته المباركة لم تكن تحرّكًا تدريجيًّا هادئًا ومن دون عنف، بل كانت حربًا وقتالاً وتضحية بعشرات الشرفاء في سبيل ذلك الهدف الرفيع.
وقد أشار قائد الثورة الإسلامية في خطاباته الى هذه الملاحظة فأكد على أننا عندما ننادي بالإصلاح فنحن لا نقصد به معناه الخاص المتداول اليوم في العالم السياسي، وإنما نقصد به كل لون من ألوان النضال ضد الفساد ولرفع المفاسد، سواء أكان ذلك يتم بصورة تدريجية أم بصورة دفعية وثورية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد