هنالك آداب بالغة التأثير في استجابة الدعاء والتوجّه إلى الحبيب ونيل المزيد من فيض اللَّه ورحمته، ونشير هنا - بالاستعانة بالروايات - إلى أهمّها:
أ) معرفة اللَّه
يجدر بالداعي أن يعرف اللَّه حقّاً ويؤمن بمالكية اللَّه وقدرته وعظمته وعلمه وإحاطته بكلّ شيء وكرمه ولطفه.
ب) حسن الظنّ باللَّه
صرّحت بعض الروايات بالثقة باللَّه حين الدعاء واستجابته، وإن لم يستجب الدعاء لبعض المصالح فإنّ اللَّه وعد بأفضل من ذلك «1»
ج) الدعاء مع الشعور بالحاجة
لا بدّ أن يقترن الدعاء بالشعور بالحاجة والعجز بحيث يوقن الإنسان أن لا ملجأ له سوى اللَّه «2».
د) الدعاء المقرون بالتوجّه التام
لا بدّ أن يخلي الداعي قلبه من كلّ ما سوى اللَّه ويتوجّه بقلبه إليه «3».
ه) الخضوع والانكسار في الدعاء
يجب أن يقبل الداعي على اللَّه بمنتهى الخشوع والتواضع ورقّة القلب «4»؛ وأن يرفع يديه إلى السماء (علامة تسليم وتعظيم) «5» ويسأل حاجته بعين باكية وقلب وجل «6».
و) الاستغفار والصلوات في الدعاء
أن يستهلّ الدعاء بحمد اللَّه والثناء عليه والاستغفار والتوبة والصلوات على محمّد وآله فهي مؤثّرة في استجابة الدعاء «7».
ز) الإلحاح في الدعاء
أوصى المعصومون: بالإلحاح في الدعاء «8» ولا ينبغي أن ييأس الداعي ويكفّ عن الدعاء.
وإضافة إلى النقاط المذكورة فممّا لا شك فيه أنّ للدعاء تأثيراً عظيماً في استجابته، في بعض الأوقات مثل ليلة الجمعة ونهارها والدعاء في جوف الليل والسحر ولا سيّما في شهر رمضان المبارك وليالي القدر وأمثال ذلك، وكذلك في بعض الأماكن كالمسجد الحرام ومسجد النبيّ صلى الله عليه وآله والمشاهد المشرّفة «9».
ونختتم بكلام العارف الكامل والعالم الربّاني ورجل العلم والعمل المرحوم السيد ابن طاووس إذ قال: «كن في طلبك الحوائج من سلطان العالمين كما يكون لو طلبت حاجة مهمّة من بعض ملوك الآدميين، فإنّك تتوصّل في رضاهم بكلّ اجتهادك وقت حاجتك إليهم، فكذلك اجتهد في رضا اللَّه عند حاجتك إليه، ولا يكن إقبالك عليه دون إقبالك عليهم، فإنّك إن قصدت اللَّه في حاجة قد عجزت عنها أنت أو ملوك الدنيا بالكلّية، فكيف يجوز أن يكون اهتمامك برضا الجلالة الإلهيّة دون اهتمامك برضا من قد عجز عنها.
ثمّ لا تكن في صوم الحاجة وصلاتها كالمجرّب، فإنّ الإنسان لا يجرّب إلّا من يسوء ظنّه به، وقد عرفت أنّ اللَّه قال: (الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ) «10» ولكن كن على ثقة كاملة من رحمة اللَّه وإنجاز وعوده أبلغ ممّا تكون لو قصدت حاتم الجواد في طلب قيراطٍ منه.
ولتكن نيّتك في صوم حاجتك وصلاتك لنازلتك، وتصلّي صلاة الحاجة للأهمّ فالأهمّ من حاجاتك الدينية، وأهمّها حاجات من أنت في حفاوة هدايته وحمايته من الصفوة النبوية، ثمّ لحوائجك الدينية وحاجتك التي عرضت لك الآن...» «11».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) . الكافي : ج 2 ، ص 473 ، ح 1.
(2). وسائل الشيعة : ج 4 ، ص 1174 ، ح 1.
(3). الكافي : ج 2 ، ص 473 ، ح 2.
(4). المصدر السابق : ص 481 ، ح 6.
(5). المصدر السابق : ص 479 وص 480 ، ح 1 و 2.
(6). وسائل الشيعة : ج 4 ، ص 1120 ، ح 1.
(7). المصدر السابق : ص 1126 و 1127 و 1135.
(8). بحار الأنوار : ج 90 ، ص 300 و 374.
(9). للوقوف على المزيد راجع بحار الأنوار : ج 90 ، ص 348 ، ح 15 وص 351 ، ح 16.
(10). سورة الفتح : الآية 6.
(11). جمال الأسبوع : ص 326 بتلخيص.
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد حسين الطهراني
عدنان الحاجي
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
السيد عباس نور الدين
السيد عبد الأعلى السبزواري
حيدر حب الله
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ جعفر السبحاني
أحمد الرويعي
علي النمر
حسين حسن آل جامع
حبيب المعاتيق
زهراء الشوكان
الشيخ علي الجشي
عبدالله طاهر المعيبد
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
رائد أنيس الجشي
هل كان القاسمُ بنُ الحسن (ع) صبيًّا لم يبلغ الحلم؟
عريس كربلاء
خذني
القاسم بن الحسن: الـمخضّب بالدّماء
أيّام عاشوراء والتّكامل المعنوي
الرّضّع يوائمون أساليب تعلّمهم بحسب المواقف والظروف
هل كان للعباس (ع) أولاد في كربلاء؟
العباس (ع): نافذ البصيرة
ترشيد الحضارة البشرية ودور مدرسة أهل البيت (ع)، محاضرة للدكتور الخليفة في مأتم بقية الله
محاضرة بعنوان (أريد حلًّا) خلال أيّام عاشوراء للشّيخ صالح آل إبراهيم