فجر الجمعة

الشيخ الحبيل: والرسول الأكرم بعث فينا ليطهر قلوبنا ويزكينا


سلط سماحة الشيخ عبدالكريم الحبيل إمام جمعة مسجد الخضر في خطبته الجمعة 25 أكتوبر الضوء على الأمراض التي تصيب القلب، كما تعرض إلى الآثار التي تركها النبي الأكرم على الأمة الإسلامية.

وذكر سماحة الشيخ الحبيل أن القلوب المريضة هي صفة تتصف بها النفوس التي تكون بعيدة عن الله وتعمل المعاصي والآثام، وسلكت طرق الشيطان حيث أوردتهم المهالك "في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضًا ".

وقال سماحته أن اول صفات القلوب المريضة أنها قلوب مليئة بالآثام ،تكتم الحق وتظهر الباطل، كأولئك الذين استشهدهم الإمام علي عليه السلام على بيعة الغدير، ورفضوا ان يشهدوا بذلك.

وأضاف أن القلوب المتقلبة الغير ثابتة هي أحد أمراض القلوب، حيث المصابين بذلك "مذبيذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء" حيث انهم يوم يظهرون الإيمان ويوم يظهرون الكفر، مشيرا إلى أنهم يصابوا بذلك لانهم أوغلو في مسالك الانحراف كنتيجة حتمية وسنة إلهية بأن من يسلكوا مسالك الزيغ والضلال والانحراف بأن يجعل قلوبهم متقلبة.

وذكر أن بعض المصابين بمرض القلب تكون قلوبهم مليئة بالضيق والحرج  وهي من صفات المنافقين، حيث هذه القلوب تبتلى بحالة الضيق وعدم الانشراح بعكس المؤمنين.

وقال الشيخ الحبيل"القسوة من صفات القلوب المريضة حيث انها تنفر من الحق ولا ترى نورها .. كأولئك الذين واجههم الإمام الحسين حيث عرض عليهم الدلائل ولكن لم يقبلوها نتيجة قسوة قلوبهم بل قتلوه شر قتلة"، لافتا أن الإنسان عندما يبتعد عن الأدلة يزيغ عن الحق، حيث انه يرى الحجة ليس بحجة، والدليل ليس بدليل فيكون قلبه قاسي.

وأفاد سماحته أن من صفات القلوب المريضة تكون لاهية عن ذكر الله، وهذا اللهو يجعل اللسان بعيد عن المواعظ والحكم والعبادات جاءت بمعنى السهو "الذين هم عن صلاتهم ساهون"، مشيرا إلى مرض الغفلة التي هي من صفات القلوب المريضة حيث يكون غافلًا عن العبادات.

واعتبر الشيخ الحبيل الغل والحقد والكراهية وقد يدخل من ضمنها الحسد من ضمن أمراض القلوب، حيث أن تلك القلوب تكون على المؤمنين حقودة ومهما احسنت عليها تظل حاقدة وملئت بالغل، وأضاف إلى الأمراض الكبر حيث القلوب تكون متكبرة ومستنكرة عن طاعة الله  ومتعالية عليها وتأخذها العزة بالإثم.

وكما قال أن القلوب المريضة منافقة وهي من اخطر الأمراض، والله سبحانه ذكر صفات المنافقين في عدة سور من ضمنها سورة البقرة واطال ذكرهم فيها ولهم سورة كاملة باسم "المنافقين" وذكر فيها صفاتهم حيث كانوا تيارا في المجتمع الإسلامي، وللأسف بعد وفاة النبي اصبحوا صحابة اجلاء علما بان سورة التوبة من اخر السور التي نزلت على رسول الله.

وأوضح سماحته من بين صفات القلوب التنافر وعدم الوحدة، بالإضافة إلى أنها تكون خائفة مليئة بالخوف والرعب بعكس المؤمنين الذي يكون مقتربا من الله حيث يزداد ايمانا وعندما يكون بعيدًا عن الله يزداد خوفًا.

وأشار إلة أن القلوب المريضة تكون مليئة بالريبة والشك ولا يوجد فيها تصديق ولا تؤمن بالحق، ومليئة بالزيغ، والغلظة، مقفلة عن الإيمان بالحق واليقين والتصديق به، مشددا على أنه ينبغي بالمؤمن ان يراقب قلبه من هذه الأمراض ويسعى لتزكية القلب والرسول بعث فينا ليطهر قلوبنا ويزكينا .

وقال الشيخ الحبيل: "قد بذل رسول الله في سبيل هدايتنا وهداية البشرية جمعاء الذي جاء لذلك المجتمع الضال والصائغ والمشتت فأنقذ ذلك المجتمع الجاهلي وأنقذهم"، وأضاف: "نحن حجمنا وضيقنا رسول الله حيث انه لم يأتي للعرب فقط وللبشر فقط بل للعالمين جميعا لينقلهم إلى هداية الله، وضيقناه وضيقنا على أنفسنا"

وذكر سماحته أن الأمة الإسلامية ليست مستعدة أن تكون متحدة مع بعضها البعض بل تحجم نفسها في أحزاب وتيارات حتى بات يطلق على عالم الدين خاص بالتيار الكذائي.
وقال الشيخ الحبيل: "ينبغي ان تكون صدورنا كصدر رسول الله منشرحة وحري بنا ان نفهم رسول الله ونقدمه مثالا عظيما للبشرية جمعاء ، ولا نحجمه كأولئك المجرمين التكفيريين فصاروا يفجروا حتى المسلمين الذين لا يرون الدين كما يرونه".
ولفت إمام جمعة مسجد الخضربخصوص حلول ذكرى وفاة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أن المسلمين كانوا يعظمون ذكرى وفاة رسول الله وأن الروايات جاءت مستفيضة بأنه إذا أصيب الإنسان بمصيبة فليتعزى بعزاء رسول الله ، وأن المسلمين كانوا يقولون كيوم مات رسول الله .

وأعرب الشيخ الحبيل عن تعازيه لعائلتي الدرويش والأبو حسين في وفاة أحبتهم، داعيا الله أن يلهمهم الصبر والسلوان.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد