صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
أسمهان آل تراب
عن الكاتب :
شاعرة تكتب الشعر الفصيح والعمودي والتفعيلة، حاصلة على بكالوريوس لغة عربية من كلية الآداب بالدمام عام 1418هـ، حائزة على المركز الثاني في مسابقة الشعر بكلية الآداب بالدمام عام 1417هـ. لها قصائد شعرية مخطوطة أغلبها في مدح ورثاء أهل البيت .

سجود القيد في محراب العشق

وأيُّ أسيرٍ بالقيود يعذّبُ                     

فتئنّ حزنًا من بكاه وتنحبُ

 

تسير النّياق العجف يحرقها لظى      

ترانيمه الحرّى، بها تتعذّبُ

 

يناجي بصمتٍ والصّغار تحيطه             

ونسوته بالهمس خوفًا تندبُ

 

مناجاته (الشّاكين) إنْ حزّ قيدهُ          

وآلمه ذاك الحديد المذرّبُ

 

يتمتمُ فيها كلّما دار طرفُه                 

ولاحتْ له في السّبي بالذلّ زينبُ

 

ويقهرُ دمع الحزنِ بالصبرِ تارةً              

وأخرى يموتُ الصبر والدّمع يسكبُ

 

تراهُ على تلك المطيّة مطرقًا               

يغالب نار الوجدِ والوجدُ أغلبُ

 

يظنُّ -عزاءً- أنّ في الرأس سلوةً           

بها عن جحيم القيد منجىً ومهربُ

 

فإن رمق الرّأس الشريف على القنا     

تراه على جمر الغضا يتقلّبُ

 

وتختزنُ الآهَ الرمالُ وبوحَهُ                  

فتحسبُه يُملي عليها وتكتبُ

 

وترمقه سُحْبُ السّما بتوجُّعٍ              

تمنّى لو انّ الصّبرَ ديمٌ فيوهبُ

 

وكم ضمّ نايُ اللّيل نغْمَ شجونهِ          

فباح به لحنًا من الغيب يُطرب

 

فإن بات يرجو اللّطف يومًا سمعتَه       

يرتّل بـ (الرّاجين) يرجو ويطلبُ

 

وإنْ طرقَ الخوفُ الفؤادَ سمعتَه          

بأنّات وِرد (الخائفين) يُعذّبُ

 

وفي آنِ شكرٍ يُسمعُ الأرض والسّما    

مناجاة حمد (الشّاكرين) فتعجبُ!

 

أيشكرُ؟ والحزن استبدّ بروحهِ            

وجرّحه في قلبه منه مخلبُ؟

 

أيشكر والدّمع السّخيّ بخدّه              

أخاديدُ تجري الآهُ فيها وتنعبُ؟

 

أيشكرُ أشباحَ الأسى إذ تحيطُهُ          

تدكّ عروش الصّبر فيه وتهربُ؟

 

أيشكرُ جرحًا خلّف القيدُ نزفَهُ             

أم انّ جروح الذلّ في الأسر أصعبُ؟!

 

ويبقى سؤالاً في فم الكون نابضًا        

فلا الكون ينساهُ ولا عنه يعزبُ

 

إلى أن تناهت ذات فجرٍ لسمعه          

ترانيم صوت العشقِ سحرٌ يخلّبُ

 

يناجي ببوحٍ لـ (المحبّين) لحنهُ           

يصبّ كؤوس العشق والكون يشربُ

 

ويسقيه إكسيرًا من الحبّ سحره         

يبدلُ ألوان الأسى ويقلّبُ

 

يعلمه: حبُّ الإله يريكَ ما                    

يصرفُهُ المولى جميلٌ مُحبّبُ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد