صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
ناجي بن داود الحرز
عن الكاتب :
شاعر وكاتب وإعلامي، مؤسس ورئيس منتدى الينابيع الهَجرية الأدبي، نشرالكثير من قصائده في الصحف والمجلات المتخصصة ترجمت مختارات من شعره إلى اللغة الأوردية والإنجليزية، من مؤلفاته المطبوعة ( يا حبيبي يا محمد ) ( نشيد ونشيج ) ( الوسيلة ) ( تحفة المحبين في رثاء السيدة خديجة وأم البنين ) ( الإمام علي في وجدان الشاعر بولس سلامة ) وغيرها من الدراسات والدواوين الشعرية.

كبريتُ لاء..


ناجي حرابة

على كفّهِ سقطتْ كربلاءْ
فأطلقَ هامتَها في السّماءْ
على خدِّها لطمةُ الافتجاعِ
وفي عينِها حمرةٌ من دماءْ
ولكنها قد سرتْ والخلودُ
اقتفاها؛ فأنهكهُ الاقتفاءْ
غداةَ (الحسينُ) انحنى نحوها
وأوحى لها من كنوزِ الإباءْ
تدورُ الشّموسُ بأبراجها
لتستافَ من مَحجريها السّناءْ
(حسينٌ) من اللهِ من ذا إذنْ
سيعرفُ ما يُضمرُ الانتماءْ؟
عشقناهُ جمراً همى أنهراً
هل العشقُ إلا ندىً واكتواءْ
على كفهِ سَبَحَتْ رملةٌ
وفي قلبهِ النّار تنثالُ ماءْ
بهِ وجعٌ طاعنٌ في الأسى
ولكنهُ فوقَ سقفِ الرّثاءْ
نزيفُ الجراحاتِ من صدرهِ
تفجّرَ بين البرايا فداءْ
فلا جبلٌ يَعصمُ المستبدَّ
إذا ركبتْ فُلكَهُ الأبرياءْ
هنا الأرضُ حينَ التظى ذِلُّها
وجفّفَ آمالَها الانحناءْ
أتتهُ وقدْ أوقرتْ ظهرَها
جبالُ الجراحِ من الامتطاءْ
فأطعمَها من دمٍ عزةً
وروّى ظماها من الكبرياءْ
وعلّمَها كيفَ تَستلُّ من
حُطامِ المهانةِ كبريتَ لاءْ
ولما شكتْ جورَ ظُلامها
وما عصفتْ من رياحِ البلاءْ
بزلزالِ هيهاتِهِ أَوقفَ الطواغيتَ
واقتادَهم للفناءْ
وأَطلقَ أفكارَهُ عالياً
عصافيرَ نشوانةً بالغناءْ
بَنَتَ في ضميرِ الورى عشَّها
ففقّسَ تاريخُها بالولاءْ
حسينٌ هنا أعينٌ الوالهينَ
كما غيمةٍ فوقَ أُفقِ البكاءْ
تهادتْ هدىً كي يموتَ الجفافُ
جفافُ الضّلالاتُ والافتراءْ
فإنْ لمْ تسِلْ أدمعاً من لظى
ولم تَنقدحْ ثورةً من ضياءْ
فليستْ سوى أدمعٍ خُلَّبٍ
وليستْ سوى أعينٍ من هَباءْ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد