ولقد كانت هذه الحركة من الإمام عليه السلام بالاستهانة بعبيد الله بن زياد أمضى من سنان يمزق قلبه، ذلك أن ابن زياد قد تعود من العبيد الذين هم حوله أن يسارعوا إلى إرادته بدون أن يأمرهم، فإذا بالحسين عليه السلام لا يراه مستحقاً حتى لجواب من سطرين، لقد هشم شخصيته كلوح زجاج تناثر على الأرض، ولا ريب أن هذه الحادثة وأمثالها من الدوافع الشخصية والنفسية كانت تحرك ابن زياد في هذه المرحلة وما بعدها بشكل أكبر من سائر الدوافع، وقد استغل شمر بن ذي الجوشن هذه الجهة عنده لكي يسجر تنور الغضب
من الطبيعي أن يشار إلى رأس النظام السياسي آنئذ وهو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وكان عمره حين ارتكب جريمة قتل الإمام عليه السلام 35 سنة، إذ من المعروف أنه ولد سنة 26 هـ وعاش في طفولته ضمن أجواء وبيئة أمه المسيحية ميسون بنت بجدل الكلبية، وبالرغم من أن قبيلتها كانت تنتمي إلى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، ويفترض أن الأرثوذكس متعصبون لعقائدهم إلا أنه يظهر من بعض القرائن أن يزيد نشأ في طفولته وشبابه بعيداً عن حالة الالتزام الأخلاقي والديني
ولعل من أعظم المؤشرات دلالة على ذلك أيضًا أن عبيد الله بن زياد حين أراد إلقاء القبض على مسلم بن عقيل بعد فشل حركته في الكوفة اختار الجنود الذين أرسلهم لهذه المهمة من عرب الشمال، من قيس، ولم يكن فيهم أحد من عرب الجنوب، من اليمن، على الإطلاق، وإن كان قد جعل عليهم قائدًا من اليمن، هو عبد الرحمن بن الأشعث.
ثم إن الطبسي قد نقل عن أسرار الشهادة حادثة تتضمن حديث زهير بن القين مع أبي الفضل العباس، وقد أخذ الراية له من عبد اللّه بن جعفر بن عقيل وسلمها للعباس وحدثه بحديث عن خطبة أمه أم البنين لأبيه أمير المؤمنين بواسطة عقيل بن أبي طالب وأنه قد انتخب وأعد لمثل هذا اليوم، ليستفيد منها في بيان اطلاع زهير على خصوصيات البيت العلوي، وهذا ما لا يكون في أصحاب الاتجاه الأموي.
وإذن فنحن أمام نوعية من الشخصيات تمثل النخبة الواعية للإسلام في المجتمع الإسلامي في ذلك الحين، وهي تستمد تفردها وتفوقها من فضائلها الشخصية ومن وعيها الإسلامي والتزامها بمواقفها المبدئية، على خلاف الزعماء القبليين التقليديين الذين يستمدون قوتهم من الاعتبارات القبلية المحضة. وإن كانت هذه النخبة الواعية تضم رجالاً كثيرين جمعوا إلى فضائلهم ووعيهم الإسلامي ولاء قبائلهم لأشخاصهم.
استغرقت مسيرة الحسين (ع)، من مكة المكرمة إلى كربلاء 23 يومًا، تم فيها قطع مسافة 1475 كيلومترًا، وهي المسافة بين مكة وكربلاء بحساب طرق في ذلك الزمان. وهذا يعني أن الإمام عليه السلام والركب المرافق له، كانوا يطوون ما معدّله 65 كيلومترًا في كل يوم. فمرّوا في هذه المسافة بقريب من 38 منزلاً ين بئر وحيٍّ ومنزل جماعة، بعضها أقاموا فيه برهة من الزمان
روى الشيخ الصدوق بإسناده إلى جَبَلة المكّية قالت: سمعتُ مِيثمَ التمّار يقول: واللهِ لَتَقتُلُ هذه الأُمّةُ ابنَ نبيّها في المحرّم لعشرٍ يَمضِين منه، ولَيتَّخِذنّ أعداءُ الله ذلك اليومَ يومَ بركة، وإنّ ذلك لكائن، قد سبق في علم الله تعالى ذِكرُه، أعلمُ ذلك بعهدٍ عَهِده إليّ مولاي أمير المؤمنين (عليه السّلام)
ينبغي على حملة راية الدِّين أن يلتزموا بتلك البصيرة الّتي تحدّث عنها الإمام عليه السلام. وقد فسَّر الإمام عليه السلام ذلك في جملة موارد من نهج البلاغة، حيث كان يتحدّث عن بصيرته هو عليه السلام، قال: وَإِنَّ مَعِي لَبَصِيرَتِي مَا لَبَّسْتُ عَلَى نَفْسِي وَلَا لُبِّسَ عَلَيَّ....
وقد اختلفت طرق الحديث فيما تضمنت حكايته من ركني الخطبة وهما فقرة الثقلين وفقرة الولاء وسائر ممهداتهما ومتمماتهما. فاقتصر بعضها على فقرة الثقلين في الحديث التي تتضمن الأمر بالتمسك بالكتاب والعترة للوقاية من الضلالة. واقتصر بعضها الآخر على فقرة الولاء (من كنت مولاه فهذا علي مولاه).
اهتم النبي محمد (ص) اهتماماً بالغاً بالخلافة والإمامة من بعده؛ لأنها من أهم المراكز الحساسة في إقامة دولته، فهي امتداد لحكمه واستدامة لشريعته، وقد قرنها برسالته في بداية دعوته للإسلام حينما دعا أسرته إلى تصديقه، والإيمان بقيمه ليتخذ منهم شخصاً يؤازره على أداء رسالته فيجعله وزيراً وخليفة من بعده، فلم يستجب له أحد سوى الإمام أمير المؤمنين، فأخذ برقبته، وقال: هذا أَخِي
عدنان الحاجي
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
حيدر حب الله
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد حسين الطهراني
السيد عباس نور الدين
السيد عبد الأعلى السبزواري
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ جعفر السبحاني
أحمد الرويعي
علي النمر
حسين حسن آل جامع
حبيب المعاتيق
زهراء الشوكان
الشيخ علي الجشي
عبدالله طاهر المعيبد
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
رائد أنيس الجشي
الموادّ البلاستيكيّة وتأثيرها على الصحّة
عناصر النهضة الحسينية
الكوفة والبصرة والحجاز وأنصار الحسين (ع)
تاريخ المأتم الحسيني في القرون الهجريّة الأولى (1)
هل كان القاسمُ بنُ الحسن (ع) صبيًّا لم يبلغ الحلم؟
عريس كربلاء
خذني
القاسم بن الحسن: الـمخضّب بالدّماء
أيّام عاشوراء والتّكامل المعنوي
الرّضّع يوائمون أساليب تعلّمهم بحسب المواقف والظروف