ليس لدينا إحصاء نعرف منه بصورة دقيقة توزيع رجال الثورة على المواطن الثلاثة (الكوفة، والبصرة، والحجاز) فلم تشتمل روايات المؤرخين على ما يدل على المواطن إلا بالنسبة إلى رجال قليلين من الثوار. ولكننا مع ذلك نستطيع أن نرجح أن غالبية الثائرين كانت من الكوفيين، وكان الباقون من الحجاز والبصرة.
إنّ ما سوف نبيّنه لاحقاً من أنّ حركة الدعوة لمراسم العزاء جاءت بالتدريج منذ عصر الإمام زين العابدين وحتى عصر الإمام الرضا، لا علاقة له بحجيّة هذه النصوص أو عدم حجيّتها؛ لأنّ الاعتقاد الإمامي لا يرى فرقاً بين صدور نصّ عن هذا الإمام أو ذاك، ومجرّد التدرّج في بيان الشعائر لا ينافي ـ عند كثير من الفقهاء ـ كون جميعها جزءاً من الدين؛ لقيام البيان في عصر الأئمّة عندهم ـ مثل السيد الخوئي ـ على التدريج
الواضح من هذا النصِّ المأثور أنَّ القاسم (ع) كانتْ عليه حين قُتل لامةُ الحرب، ويتأيَّد ذلك بما رواه الصدوق أنَّ القاسم برز فارسًا ولم يكن راجلًا، فهو إذنْ قد خرج إلى المعركة مُحاربًا، ولا يخرجُ كذلك إلا بإذن الإمام الحسين (ع)، والإمامُ الحسين (ع) لا يأذنُ لصبيٍّ -غير مكلَّف- بالمشاركة في القتال حتى وإنْ أصرَّ وألحَّ في طلب المشاركة، فإذنُه (ع) لابن أخيه بالمشاركة يكشفُ عن أنَّه كان في مصافِّ الرجال وإنْ كان في مُقتبل العمر.
وثمة قرينة أخرى تُؤكِّد أنَّ العباس الأصغر الذي استُشهد في كربلاء ليس من أولاد أمير المؤمنين (ع) وهي ما رواه السبط بن الجوزي في تذكرة الخواص عن هشام بن محمد عن القاسم بن الأصبع المجاشعي قال: لـمَّا أُتي بالرؤوس إلى الكوفة إذا بفارسٍ أحسن الناس وجهًا قد علَّق في لبب فرسِه رأس غلام أمرد كأنَّه القمر ليلة تمامه، والفرس يمرح فإذا طأطأ رأسه لحق الرأس بالأرض
وأمَّا أنَّ حبيب بن مظاهر رضوان الله عليه كان شيخ الأنصار فالظاهر أنَّه كان كذلك فمضافاً إلى أنَّه كان مقدَّماً في قومه، وكان من شرطة الخميس الذين عاهدوا عليَّاً (ع) على الموت، وكان من خواصِّ أمير المؤمنين (ع) الذين أخذوا عنه علم المنايا فمضافاً إلى كلِّ ذلك فإنَّ الحسين (ع) قد جعله قائداً على ميسرة أصحابه وحين قتل هدَّ قتلُه الحسين (ع) وقال عند ذلك: أحتسب نفسي وحماة أصحابي
تدلّ بعض النصوص على أن هذا أو ذاك من شهداء الثورة الحسينية كان من الشبان كالذي نستفيده بالنسبة إلى عبيد الله وعبد الله ابني يزيد ومن أشبه حالهما، أو تدل على أنه كان من الشيوخ كالذي نستفيده بالنسبة إلى الصحابة ومن عاصرهم كمسلم بن عوسجة وأنس بن الحارث الكاهلي ومن أشبه حالهما.
إنّ وقودها من بني هاشم كان من الطالبيين: من أبناء علي بن أبي طالب، وجعفر بن أبي طالب، وعقيل بن أبي طالب. أما العباسيون، أبناء العباس بن عبد المطلب، فلم يشترك منهم فيها أحد، ولا يذكر في أحداثها، منذ بدأت إلى نهايتها في كربلاء، أحد من بني العباس، سوى عبد الله بن عباس حين نصح للحسين بأن لا يخرج إلى العراق، ثم كلامه، بعد خروج الحسين، مع عبد الله بن الزبير
رسول الحسين إلى أشراف البصرة هو أول من استُشهد في طريق نهضة الحسين (ع) فقد ذكر عدد من المؤرِّخين أنَّ الإمام الحسين (ع) بعث برسولٍ له إلى رؤوس الأخماس وأشراف البصرة، فكان منهم مالك بن مسمع البكري، والأحنف بن قيس والمنذر بن الجارود، ومسعود بن عمرو، وقيس بن الهيثم، وعمرو بن عبيد الله بن معمر، فكانت رسالته إليهم نسخة واحدة
وهاتان الروايتان موافقتان، من حيث العدد، لرواية الطبري (5 / 468 - 469)، فقد عد الشهداء تسعة عشر رجلاً منهم (مسلم بن عقيل) ومنهم: أبو بكر بن علي بن أبي طالب. وقال عنه: (شك في قتله) فيكون الباقي عند الطبري، وهم من ثبت عنده استشهادهم في كربلا، سبعة عشر رجلاً، ويكون بذلك متفقًا مع الزيارة والشيخ المفيد.
تتحدث الروايات هنا عن أن مقاتلي بني أمية بعدما أحاطوا بشريعة الفرات وجعلوا عليها حراساً يمنعون من يأتي إليها من الاستقاء وحيث أن الماء قد نفد من مخيم الإمام الحسين عليه السلام فقد أخذ العباس بن علي بن أبي طالب عددًا من بني هاشم وأنصارهم وجاؤوا إلى النهر لكي يملؤوا قربهم وأوعيتهم ولما لم يسمحوا لهم بذلك هاجموا الفرقة المكلفة بالحراسة وأزالوها عن موقعها وملأوا الأوعية والقرب.
عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال: ذكرنا خروج الحسين (عليه السّلام) وتخلّف ابن الحنيفة فقال أبو عبد اللّه (عليه السّلام): يا حمزة إنّي سأخبرك بحديث لا تسأل عنه بعد مجلسك هذا؛ إنّ الحسين (عليه السّلام) لـمّا فصل متوجّها دعا بقرطاس و كتب فيه: بسم اللّه الرحمن الرحيم من الحسين بن عليّ بن أبي طالب إلى بني هاشم؛ أمّا بعد فإنّه من لحق بي منكم استشهد ومن تخلّف لم يبلغ مبلغ الفتح والسلام.
في هذه الأيام كانت أعداد المقاتلين الأمويين تترادف في الوصول إلى كربلاء، ونفترض أن حبيباً بن مظاهر الأسدي رضوان الله عليه قد وصل في هذه الأيام، ولعله في اليوم الرابع أو الخامس، ولما يتمتع به من وجاهة وموقع تاريخي في الولاء لأهل البيت عليهم السلام فقد أخذ موقعه المتميز حتى أنه في يوم العاشر أعطي راية من الرايات.
عدنان الحاجي
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
حيدر حب الله
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد حسين الطهراني
السيد عباس نور الدين
السيد عبد الأعلى السبزواري
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ جعفر السبحاني
أحمد الرويعي
علي النمر
حسين حسن آل جامع
حبيب المعاتيق
زهراء الشوكان
الشيخ علي الجشي
عبدالله طاهر المعيبد
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
رائد أنيس الجشي
الموادّ البلاستيكيّة وتأثيرها على الصحّة
عناصر النهضة الحسينية
الكوفة والبصرة والحجاز وأنصار الحسين (ع)
تاريخ المأتم الحسيني في القرون الهجريّة الأولى (1)
هل كان القاسمُ بنُ الحسن (ع) صبيًّا لم يبلغ الحلم؟
عريس كربلاء
خذني
القاسم بن الحسن: الـمخضّب بالدّماء
أيّام عاشوراء والتّكامل المعنوي
الرّضّع يوائمون أساليب تعلّمهم بحسب المواقف والظروف