سياحة ثقافية

مقام وَلَدَي مسلم بن عقيل في مدينة المُسَيَّب


يقع مرقد ولدَي الشّهيد مسلم بن عقيل على بُعد حوالي ثلاث كيلومترات شرقيّ مدينة المسيَّب. والمسيّب مدينة عراقيّة (مركز محافظة بابل) يخترقها نهر الفرات ويشطرها إلى نصفَين، وتقع على الطريق العامّ بين كربلاء وبغداد.
قيل في سبب التسمية إنّها أُنشِئت على أراضي المسيّب بن نجَبة الفزاري أحد قادة التّوّابين، وقيل غير ذلك.
وهناك المرقد المشهور بـ (مرقد أولاد مسلم بن عقيل بن أبي طالب عليه السّلام)، أو (مرقد وَلَدَي مسلم) اللّذَين ذكر قصّتَهما الشّيخ الصّدوق قدّس سرّه في (الأمالي)، وخلاصتُها أنّ محمّد الأصغر وإبراهيم ابنَي مسلم بن عقيل قد فرّا بعد واقعة عاشوراء، حين هجمت خَيل عمر بن سعد على مخيّم الإمام الحسين عليه السّلام، عند غروب يوم العاشر من محرّم سنة 61 هجريّة، فَضَلّا طريقهما حتّى أُسِرا وأُودِعا السّجن، ثمّ هرّبهما السّجّان، فالتجآ إلى امرأة، وتكرّرت معهما قصّة أبيهما حيث قبض عليهما زوج ابنتها حارث بن عروة الطّائيّ، وهو كوفيّ من مَرَدة عبيد الله بن زياد، خرج مع عمر بن سعد لقتال الإمام الحسين عليه السّلام، وقتلَهما على شطّ الفرات.
وذُكر أنّ محمّداً الأصغر كان وُلدِ عام 52 للهجرة، وإبراهيم وُلد عام 53، وقُتِلا شهيدَين مظلومَين بريئَين عام 62 (يُقال في 26 صفر من تلك السّنة)، فيكون عمر الأوّل عشر سنوات والثّاني تسع سنوات رضوان الله عليهما.


الفقرات الأخيرة من رواية الشّيخ الصّدوق تصفُ مشهد القتل على النّحو التالي:
..وأخذ [حارث بن عروة الطّائي] السّيف ومشى أمامهما، فلمّا صار إلى شاطئ الفرات سلّ السّيف من جفنه، فلمّا نظر الغلامان إلى السّيف مسلولاً اغرورقت أعينُهما، وقالا له: يا شيخ، انطلق بنا إلى السّوق واستمتع بأثماننا، ولا ترد أن يكون محمّدٌ صلّى الله عليه وآله خصمَك في القيامة غداً. فقال: لا، ولكن أقتلكما وأذهب برأسَيكما إلى عبيد الله بن زياد، وآخذ جائزة ألفَي درهم.
فقالا له: يا شيخ، أما تحفظ قرابتنا من رسول الله صلّى الله عليه وآله؟ فقال: ما لكما من رسول الله قرابة!
قالا له: يا شيخ، فائتِ بنا إلى عبيد الله بن زياد حتّى يحكم فينا بأمره. قال: ما إلى ذلك سبيلٌ إلّا التّقرّب إليه بدمكما.
قالا له: يا شيخ، أما ترحَم صِغَرَ سنّنا؟ قال: ما جعل الله لكما في قلبي من الرّحمة شيئاً.
قالا: يا شيخ، إنْ كان ولا بدّ، فدَعنا نصلّي ركعات.
قال: فصلّيا ما شئتما إنْ نفعتكما الصّلاة. فصلّى الغلامان أربعَ ركعات، ثمّ رفعا طرفَيهما إلى السّماء فناديا: (يا حيُّ يا حليمُ يا أحكمَ الحاكمين، احكُمْ بينَنا وبينَه بالحقّ).
فقام إلى الأكبر فضربَ عنقه، وأخذ برأسه ووضعه في المخلاة، وأقبل الغلام الصّغير يتمرّغ في دم أخيه، وهو يقول: حتّى ألقى رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وأنا مختضبٌ بدم أخي.
فقال: لا عليك، سوف أُلحقك بأخيك، ثمّ قام إلى الغلام الصّغير فضربَ عنقه، وأخذ رأسه ووضعَه في المخلاة، ورمى ببدنَيهما في الماء، وهما يقطران دماً.
ومرّ حتّى أتى بهما عبيدَ الله بن زياد وهو قاعدٌ على كرسيّ له، وبيده قضيب خيزران، فوضع الرّأسَين بين يديه، فلمّا نظر إليهما قام ثمّ قعد، ثمّ قام، ثمّ قعد (ثلاثاً)، ثمّ قال: الويل لك، أين ظفرتَ بهما؟
قال: أضافتهما عجوزٌ لنا. قال: فما عرفتَ لهما حقّ الضّيافة؟ قال: لا.
ثمّ دار الحوار التالي بين ابن زياد والقاتل:
- فأيّ شيء قالا لك؟
- قالا: يا شيخ، اذهب بنا إلى السّوق فبِعنا وانتفع بأثماننا، فلا ترد أن يكون محمّد صلّى الله عليه وآله خصمَك في القيامة.. قلت: لا، ولكن أقتلكما وأنطلق برأسَيكما إلى عبيد الله بن زياد، وآخذ جائزة ألفَي درهم...[ثمّ] قالا: ائتِ بنا إلى عبيد الله بن زياد حتّى يحكمَ فينا بأمره.. قلت: ليس إلى ذلك سبيل إلّا التّقرّب إليه بدمكما.
- أفلا جئتني بهما حيَّين، فكنت أضعف لك الجائزة، وأجعلها أربعة آلاف درهم؟
- ما رأيتُ إلى ذلك سبيلاً إلّا التّقرّب إليك بدمهما.
- فأيّ شيء قالا لك أيضاً؟
- قالا لي: يا شيخ، احفظ قرابتنا من رسول الله.. فقلت: ما لكما من رسول الله قرابة. [ثمّ] قالا: يا شيخ، ارحم صغر سنّنا. فقلت: ما جعل الله لكما من الرّحمة في قلبي شيئاً...فقالا: دعنا نصلّي ركعات. فقلت: فصلِّيا ما شئتُما إنْ نفعتكما الصّلاة، فصلّى الغلامان أربع ركعات.
- فأيّ شيءٍ قالا في آخر صلاتهما؟
- رفَعا طرفَيهما إلى السّماء، وقالا: (يا حيُّ يا حليمُ، يا أحكم الحاكمين، احكُم بيننا وبينه بالحّق).
قال عبيد الله بن زياد: مَن للفاسق؟.. فانتدب له رجلٌ من أهل الشّام، فقال: أنا له.
قال [ابن زياد]: فانطلق به إلى الموضع الّذي قَتل فيه الغلامَين، فاضرِب عنقه... وعجِّل برأسه، ففعل الرّجل ذلك، وجاء برأسه فنصبه على قناة، فجعل الصّبيان يرمونه بالنّبل والحجارة وهم يقولون: هذا قاتل ذرّيّة رسول الله صلّى الله عليه وآله.


أقوال العلماء والمؤرّخين في المكان
المكان المنسوب إلى وَلَدي مسلم أنّه قبرهما، هو مكان مقتلهما، ويذهب الظّنُّ القويّ أنّه موضع دفنهما أيضاً، وإن كان جسداهما قد رُميا بعد القتل في نهر الفرات وحُمل رأساهما إلى عبيدالله بن زياد، وكان هنالك موضع سجنهما أيضاً، فإنّهما دُفنا في الموضع ذاته بعد أن التُقِطا من الماء.
- قال السّيّد عبد الرزّاق المقرّم في كتابه (الشّهيد مسلم بن عقيل) لدى ذِكره هذا المرقد: إنّ السّيرة بين الشّيعة على المُثول بمشهدهما الواقع بالقرب من المسيّب تفيد القطعَ به، وبناءً على ما أفادته الرواية (رواية الصّدوق) مِن إلقاء بدنَيهما في الفرات، يكون هذا الموضع: إمّا محلَّ القتل، وإمّا أنّهما أُخرِجا فدُفِنا هناك.
أضاف: إنّ سيرة الشّيعة، والشّهرة بينهم، تُحقّق كونَ المشهد المعروف لولَدَي مسلم على الإجمال، ولم يحصل الشّكّ في أدوارهم اتّباعاً للخلف على طريقة السّلف، حتّى كثرت زُرافات الزائرين لهما تقرّباً إلى الله تعالى. والعمارة المتجدّدة حول القبرَين على نحوٍ غير واحد من المشاهد المحقَّق ثبوتها، وكلّ هذا بمشهد العلماء، فلا يُعتنى حينئذٍ بمَن تأخذه الوسوسة إلى مَناحٍ ممقوتة، كما هو شأنه في جملةٍ من المظاهر والمشاعر.
- وقال الفاضل الدّربنديّ في (أسرار الشّهادة) بعد ذِكر مقتل ولَدَي مسلم: وقبرهما في المكان المعروف الآن - أي قريب من الفرات عند قرية المسيّب - وكيفيّة دفنهما في ذلك المكان، وإن كانت من الأمور التي لم نظفر فيها برواية، إلاّ أنّ كون قبرهما في ذلك المكان كأنّه ممّا عليه إجماع الطّائفة الإماميّة. وقد ثبت بالنّقل المتضافر أنّ كامل الفضلاء من حزب الفقهاء والمجتهدين ومعشر المحدّثين من أهل المشاهد المقدّسة، كانوا يقصدون ذلك المكان لزيارتهما.
- وقال السّيّد عبد الرّزاق بن حسن كمّونة في (مشاهد العترة الطّاهرة) عند تحدّثه حول مشاهد المسيّب: بقربها مشهدٌ عامرٌ فيه قبرُ محمّد وإبراهيم، ابنَي مسلم بن عقيل بن أبي طالب.
- وأمّا الشّيخ محمّد حرز الدّين فيقول في (مراقد المعارف): إنّ هذه الشّهرة قد مضى عليها قرونٌ وقرون حتّى وصلت إلينا، ولم يتنكّر لها أحدٌ من مشاهير علماء الشّيعة الإماميّة إلاّ الشّاذّ النادر، وفي عصرنا فقد زار القبرَ بعضُ مَن يُعتمد عليه في التاريخ والآثار من علمائنا المحقّقين... وهذا التّباني منهم هو المعبَّر عنه بالسّيرة، فإذاً الشّهرة والسّيرة قامتا على إثبات هذه البقعة لولَدَي مسلم.
الدّفن.. ومراحل البناء
يَحتمِل الشّيخ علي القسّام في (السِّفر المطيّب) أنّ الذي تولّى دفنَ وَلَدي مسلم هم جماعة من القبائل الذين شاهدوا مقتلهما، أو مَن تولّى قتلَ قاتلهما حيث كان مِن محبّي أهل البيت عليهم السّلام حسب رواية الشّيخ فخر الدين الطّريحي في (المنتخب).
ويضيف الشّيخ القسّام بعد ترجيحه كونَ ولَدَي مسلم مدفونَين في هذا المكان: ولعلّ ما يؤيّد الشّهرةَ قولُ السّادن لمقام أولاد مسلم، وهو الحاج عليّ [ابن حسين الهلال من أهالي المسيّب، الذي تولّى سدانة مرقد أولاد مسلم في أواخر القرن الرابع عشر الهجريّ. توفّي في 1352 للهجرة]: أنّه اتّفق في بعض السّنين أن حدَثَ شقّ في القبّتين فتطلّب ذلك ترميمَ أساس المبنى، وفي أثناء ذلك وجدوا قبرينِ متقابلين، مكتوب على أحدهما: محمّد بن مسلم، وعلى الآخر: إبراهيم بن مسلم.
وإذا كان تعذّر تحديد تاريخٍ لبناء القبر، فإنّه يظهر كونه عامراً منذ القرون الأولى، حيث كان المؤمنون يَفِدون إليه للتبرّك به، حتّى تطوّر البناء وأصبح مُحاطاً ببساتين النّخيل التي قيل إنّها من الوقف الخاصّ بالمرقد.
* كان المقام في أيّامه الأولى عبارة عن قبرَين وسط بستان.
* في بداية القرن الهجري العاشر بنى بعض الصفويّين قبّتَين على القبرين.
* سنة 1220 للهجرة شُيّد البناء الأوّل على مقام أولاد مسلم، ويُنسب هذا التشييد إلى الحاجّ محمّد حسين الصّدر (ت: 1239 للهجرة) الّذي كان يشغل منصب الصّدارة – أي الوزارة - للشّاه فتح علي القاجاريّ، وكان في وسط الصّحن جدارٌ يُنصِّف الصّحن إلى نصفين: الأوّل - ممّا يلي المدخل - خُصّص ليكون مربطاً لدوابّ الزّائرين، والثّاني لراحة الزّائرين.
وفي هذا البناء نُصِب على القبرَين ضريح مُشبَّك مصنوع من البُرونز الأصفر... وعلى كلّ قبر قبّة صغيرة مغطّاة بالقاشاني. وحرمهما مفروش بالسّجّاد الإيرانيّ، وأمام حرمهما صحن تبلغ مساحته ضِعفَ مساحة الحرم، وفي طرفَيه الغربيّ والشّرقيّ غُرَف للزائرين. ومبنى الصّحن مكوَّن من طابق واحد وله باب واحد من جهة الجنوب (القِبلة)، ولا يوجد للمرقد مِئذنة. (بُنيت في السّنوات الأخيرة)
وعمارة المرقد - بشكلٍ عامّ - مبنيّة من الطّابوق (القرميد) والإسمنت، وأمّا الغرف المحيطة بالصّحن فهي مبنيّة على شكل أقواس (طاق)، وأمام كلّ غرفة إيوان صغير لحمايتها من الحرّ والبرد والمطر. ويوجد في الصّحن أماكن خاصّة للوضوء.
* في عام 1355 للهجرة/ 1935م قام جماعة مِن تجّار إيران بالاستئذان من المرجع السيّد أبي الحسن الإصفهانيّ في رفع الجدار الفاصل، فأذن لهم، فرفعوه وشيّدوا غرفاً في الإيوانات لاستراحة الزائرين.
ذكر ذلك الشّيخ علي القسّام، مضيفاً - نقلاً عن سادن الرّوضة الحاج علي الهلال: أنّه قام ببناء البهو (الطّارمة، وهو بيت من خشب كالقبّة) من جَمْع التّبرّعات من المؤمنين في العراق، وذلك عام 1352 للهجرة، وقد أشرف على بنائه المعمار العراقيّ المشهور حمّودي البغدادي.
* في عامَي 1381 و1384 للهجرة على التّوالي زوِّد المبنى بمياه الشّرب ثمّ أوصل بالتّيّار الكهربائيّ.
* في عام 1394 للهجرة [1974م] جُدِّد بناء المرقد، وأُقيمت فيه أقواس على الطّراز الإسلاميّ، وزُيّنت بالنّقوش والخطوط الجميلة.


وصف المقام من الدّاخل
حسب التّحقيق الميدانيّ الذي نهض به السيّد سلمان هادي آل طعمة في 29 شوّال سنة 1417 هجريّة: يحمل المرقد رقم القطعة 118 من المقاطعة 25 باسم: أولاد مسلم، ويقع على أرضٍ مساحتها 2500 متر مربّع، يحتلّ قسماً منها موقف لسيّارات الوافدين، أمّا القسم الآخر فخاصّ بالمرقد.
* جهة الجنوب:
الواجهة الأماميّة والتي تقع إلى جهة الجنوب من المرقد هو الصحن. يتوسّط واجهتَه الأماميّة المدخلُ الخارجيّ للصّحن، يُحاط بكَتيبة مزخرفة بالقاشانيّ الكربلائيّ كُتب في أعلاها آية (النّور): ﴿اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ..﴾ النّور:35.
وتحتها آية التطهير: ﴿.. إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عنكمُ الرِّجْسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّرَكُم تطهيراً﴾ الأحزاب:33 .
وعلى الباب مباشرة زخرفة نباتيّة على القاشاني، وفي وسطها كتيبة: لا إله إلّا الله، محمّدٌ رسولُ الله، عليٌّ وليُّ الله.
والباب محاط بعددٍ من الأقواس مكسوّة مِن كلّ جوانبها بالقاشانيّ الكربلائيّ، وإلى جانبه مشربة ماء كُتب في أعلاها:
اشربِ المـاءَ هنيئـاً يا مُحِبّْ
واذكُرِ السِّبطَ الشّهيدَ المُحتسِبْ
* الجانب الشّرقي:
الجانب الشّرقيّ من الصّحن مؤلّف من طارمة تحتوي على تسعة أقواس مبنيّة من الطّابوق تعلوها كتيبة من القاشانيّ عليها آية الكرسيّ.
* الجانب الغربيّ:
مكوّن من طابقين: الأسفل: يحتوي على ستّ غُرف يليها المصلّى، والأعلى يتألّف من اثنتَي عشرة غرفة اتُّخِذ معظمها لراحة الزّائرين.
* الجانب الشّماليّ (الرّوضة):
أمّا في الجانب الشّماليّ من الصّحن فتقع الرّوضة التي يتقدّمها البهو وهو مُسيّج بشبكٍ حديديّ، وله بابانِ جانبيّان يُفضيان إلى السّرداب الدّاخليّ الذي فيه قبرا ابنَي مسلم بن عقيل رضوان الله عليهم.
ومن الطّارمة إلى الرّوضة بابان:
- أحدهما: إلى جهة الشّرق مقابل مرقد إبراهيم بن مسلم.
-والآخر: يقع على جهة الغرب مقابل مرقد محمّد بن مسلم، وقد كُتبت عليه الآية: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ الزّمر:73. وكان هذا الباب نُقل من الرّوضة العبّاسيّة الطّاهرة بكربلاء عام 1386 للهجرة.
يبلغ طول الرّوضة 24 متراً، وعرضها من الجنوب إلى الشّمال يزيد على 12 متراً، وعلى واجهتها رِيازة مغربيّة [نقوش على الجصّ]. وفي الرّوضة المقدّسة شَمعدان صغير كُتب عليه وقفيّته المؤرّخة بسنة 1286 للهجرة.


الضَّريحان
يتوسّط الرّوضةَ ضريحان شريفان: الشّرقيّ منهما لإبراهيم بن مسلم بن عقيل، والغربيّ منهما لأخيه محمّد بن مسلم بن عقيل، والشّبّاك المعدنيّ للضّريحَين مصنوع من البرونز الأصفر يعود تاريخه إلى سنة 1301 للهجرة، وفي داخل كلّ قبر صندوق خشبي مُطعَّم بالعاج ومُغلَّف بالزّجاج، وُضع على قبريهما عام 1395 للهجرة / 1975م وقد جُلِبا من الخارج.
ويعلو بناءَ الضّريحين قبّتانِ شامختان نصف دائريّتين، مكسوّتان بالقاشانيّ الأزرق النّاصع، وفي آخرهما كتيبة تحتوي على آياتٍ قرآنيّة محيطة بكلّ قبّة، ويتخلّل قاعدة كلّ قبّة خمسة عشر شبّاكاً تُطلّ على الرّوضة الزّاكية، تُستخدم للتّنوير والتّهوية، وفي أعلى القبّتين رمّانتان من البرونز مطليّتانِ بالذهب كُتِب في أعلاهما "الله".
يذكر أحد سَدَنة مرقد أولاد مسلم أنّ رؤوساً منحوتة كانت فيه نُقلت إلى متاحف بريطانيا خلال الحرب العالميّة الأولى (1914 - 1917م)، كما تعرّض ضريحا ولَدَي مسلم إلى الحرق أثناء دخول الإنجليز إلى المسيّب في شهر تمّوز من سنة 1917م، حين دخلت القوّات البريطانيّة المدينة، وعيّنت بعد ذلك حاكماً إداريّاً لها يُدعى طمسن.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد