مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

اللغز وراء وثوق عوام الناس بالمنافقين


الشيخ علي رضا بناهيان ..

ما سرّ وثوق الناس بالمنافقين؟ لأي شيء يعوّلون على المنافقين أساساً؟! لِمَ لا يعوّلون على المؤمنين؟! في الأمر لغز.
أيّما امرئٍ تحدّثه عن هذا الموضوع فحدّثه عنه بوصفه لغزاً، فما من أحدٍ قطّ سيقول لك: الأمر واضح تماماً لماذا تقول إنه لغز؟ اللغز وراء وثوق عوام الناس بالمنافقين.
سأكشف لكم هذا اللغز استناداً إلى الآيات والروايات التالية. إنه لغز حقاً! أصلُ النفاق سوءُ الظن بالله. المنافق: «لا، لا أحسبك يا إلهي... تمدّنا بكل هذا العون! أعني أظن أنك لا تعيننا!! أعني.. أعني هل أنت قادر؟! قادر..!! بالطبع أنت عموماً قادر، لكن أظن أن الظروف أساساً لن تتهيّأ لإعانتك إيّانا!».
قُضي الأمر، إنه سوء الظن، وهذا يقود إلى النفاق. «وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقينَ وَالْمُنافِقات وَالْمُشْرِكينَ وَالْمُشْرِكاتِ»، إذن يضعهم إلى جانب المشركين والمشركات. يعذّبهم لأيّ خصوصية فيهم؟ «الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ». أهم خصوصية في المنافقين هي إنهم يسيئون الظن بالله.
حسب المنطق القرآني ما هو أصعب ما يتعيّن على الإنسان أن يؤمن به؟ أَهُو الله؟ لا. القيامة؟ ليس كثيراً. إنه الإيمان بوعود الله والإيمان بنصره، فمتى عِدمْتَ الإيمان بنصرة الله أصبحتَ مُسيءَ الظنّ به، وهذا هو النفاق. لكن ما بال الناس يرون الحقّ مع المنافقين ويثقون بهم؟ لأن المنافق يقول: يا رجل، لا يمكن الاعتماد ببساطة، هكذا، على عدَم! ـ يا هذا، ليس هو على عدم! الله وعَدَ بالنصر. ـ ليس لي أن أطمئنّ بذلك!  فترى الذين لا يؤمنون بنصر الله يثقون بهذا الشخص. يقولون: «هذا الشقيّ لا يتكلّم هراءً الحق معه، فليس هذا بمعقول».
سرّ وثوق عوامّ الناس بالمنافقين هو أن المنافقين يعتبرون سوءَ الظن بالله واقعيّةً، وإن الناس يعُدّونهم واقعيّين، فيثقون بهم! وأرجو أن لا تحاولوا أبداً تقليب أوراق الثورة للوقوع على هوية أولئك الذين لم يصدّقوا بوعود النصر الإلهي التي كان يطلقها الإمام الخميني لأنهم سيصبحون في نظركم من المنافقين، الظانّين بالله ظنّ السَّوء. كان الإمام يقول: بمجرد أن تدخل البارجات الأمريكية الخليج الفارسي اضربوها! على ماذا كان يعوّل في قوله: اضربوها؟ على مخازن الصواريخ؟! على المقاتلات التي سيستخدمونها في الهجوم؟! لا، إنما كان يعوّل على «نصرة الله». جميع الذين كانوا في الاجتماع قالوا: لا نضرب!! الظانّين باللهِ ظنَّ السَّوء، كانوا يسيئون الظن بالله. بالأحرى ليس جميعهم، بل بعضهم، بعضهم وقف بوجه الإمام بكل قوة. الإمام قال: دكّوها، لا تخافوا، اضربوا.. يعني: الله معينُنا لا محالة. ـ لكن إلى أي مدىً يستطيع الله أن يعيننا؟!! المنافقون يعتبرون سوءَ الظن بالله واقعيّةً، والناس يعُدّونهم واقعيّين، فيثقون بهم!

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد