مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ رضا الصغير
عن الكاتب :
طالب علوم دينية في حوزة قم المقدسة

بريق المال!

 

الشيخ رضا الصغير
في الصباح الباكر وقبل الذهاب إلى المدرسة، كنا ندخل إلى غرفة أبينا لنأخذ مصروفنا اليومي، الذي كان يضعه لنا في مكان محدد.
وذات يوم دخلت فلم أجد المصروف فناديت أمي: ذهب أبي للعمل ولم يترك لي مصروفاً ، قالت :لم يكن عنده (فكة).
خذ هذه (الخمسين) واصرفها وخذ مصروفك وأرجع الباقي.
فعلاً صرفت ذلك المبلغ، ولكني لم أحتج إلى كامل مصروفي، فحين إعادة المبلغ بقيت واقفاً وأنا أنتخب من تلك النقود، فالجديدة البراقة احتفظت بها، والمهترئة البالية أعطيتها لأمي مع بقية المبلغ.

 عندما نتولى مقامات لخدمة الآخرين، هناك نجد المميزات، والخدمات الخاصة، وأموراً مطوية لم تكن لولا ذاك المنصب، فهل يمكننا أن نزهد في كل تلك المميزات؟ ونبين للآخرين حقوقهم التي لو اطلعوا عليها، لخسرنا جزءًا كبيرًا من صلاحياتنا ؟  
 أغلب الناس ممن يمرون بهذا الامتحان يخفقون، مع أنهم يتشدقون بالمبادئ، ويعلنون في كل ناحية عن نزاهتهم، وتفانيهم، والعامل الرئيس في ذلك الصراع النفسي بين حب الذات وبين المبادئ والقيم، وتجتمع أيضًا بعض العوامل من وسوسة الشيطان أو أتباعه، أو لذة الحرام وإدمانه، فما كان يصب في مصلحته الشخصية يقدم عليه، وما يسبب له ضرراً فهو يتحاشاه، إلا أن هناك من لا يبالي بمصلحته الشخصية في مقابل أن ينطق بالحق ويؤدي الأمانة التي كلفه الله إياها، وإن وقع عليه الظلم والقطيعة. 
" وَاللهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلاَكِهَا، عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جِلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ، وَإِنَّ دُنْيَاكُمْ عِنْدِي لَأَهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فِي فَمِ جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا،مَا لِعَلِيّ وَلِنَعِيمٍ يَفْنَى، وَلَذَّةٍ لاَ تَبْقَى".
السلام عليك يا أمير المؤمنين 

اللهم عجل لولي

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد