مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ رضا الصغير
عن الكاتب :
طالب علوم دينية في حوزة قم المقدسة

برامج الجهال !


الشيخ رضا الصغير

التضحية بالنفس أعلى مراتب التضحيات، فلا يوجد بعد النفس شيء ، فمن يخرج في سبيل الله فهو باذلٌ نفسه حتى إذا رجع من ساحات القتال، قوبل بأن هذا ليس إلا جهاداً أصغر! والجهاد الأكبر هو جهاد النفس . 
عن  علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله بعث بسرية فلما رجعوا قال: مرحبًا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي الجهاد الأكبر، قيل: يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد النفس.
اهتم الإسلام  بقضية تربية النفس والمجاهدة لها، وركز على تثبيت القيم والأخلاق، ونزع الأنانية، ونبذ التعصب والغرور، ودعا إلى التآخي والترابط، وإلى الإيثار، والبساطة في العيش والإخلاص في العمل، هذه الصفات وأمثالها إذا ما أولاها الإنسان اهتمامه، صقل نفسه، وانعكس ذلك على ذاته، وبالتالي على من هم حوله، ثم على مجتمعه، وهذا عنصر ارتقاء الأمم، فالأمة المتكاتفة المتعاضدة، يشح فيها الفقر، وتذوب البطالة، وينتشر الخير والعدل، فأين هي مسببات الفشل ؟
 محيت بجهاد النفس .
في الآونة الأخيرة ! تم استخدام سلاح قوي وفتاك، يحطِّم الأواصر المجتمعية، ويدك الحصون العائلية، ويعزز الأنا، ويُغفل الخير، ويُميت الغيرة، ويلبد الأحاسيس والمشاعر، ويقوقع الإنسان في توافه الأشياء، وينتهك كل محرم،  ويطلق كل أنواع البذاءة والسفاهة، وما ذاك إلا برامج الجهال .

برامج الجهال: هي برامج التواصل الاجتماعي، ولست بصدد الحديث عن الحكم الشرعي، وجواز استخدامها أم لا ؟ 
الحديث حول ما تهدف إليه هذه البرامج، وما يتم استخدامها فيه، فعلى الرغم من تسميتها بوسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن المجتمعات باتت متفككة، منشغلة عن أهدافها متحاربة فيما بينها، فبمجرد أن يقع خلاف بين طائفتين في مجتمع واحد، وبلمحة بصر يتم التصعيد والتأجيج والانحياز والتطرف، فهي على العكس برامج تحطيم الأواصر الاجتماعية!
الزوجة غير مبالية بحقوق زوجها، بل هو على الهامش، هو آلة لسحب النقود، وإحضار اللوازم، وكذلك الزوج لا يدري ماذا يوجد داخل الخدور، لكن العالم بأسره يعلم ما هناك يدور، فتدكدكت كل الحصون! وترى الكثير مشغولين بالتقاط الصور لأنفسهم وممتلكاتهم ومصنوعاتهم، وبدون إدراك أو شعور، تنبثق الأنانية والأنا وتكون النفس طاغوت!  
إن الأم أصبحت لا تهتم بصحة أطفالها ولا تغذيتهم، وكل ما يهمها أن تزين طبخًا، وإن كان من مواد غير صالحة للأكل، لتلقط له صورة وتنشره على تلك الوسائل.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد