قراءة في كتاب

كتاب (قُرْب الإسناد) للحِمْيَري القمّي

 

موسوعة في الأحاديث ذات الوسائط القليلة
محمد باقر الكرماني
 مجلة شعائر
الكتاب: قُرب الإسناد
المؤلّف: عبداللّه بن جعفر الحِمْيَري القمّي (من أعلام القرن الثالث)
الناشر: «مؤسسة آل البيت لإحياء التراث»، قم المقدّسة 1413 هجرية
(قُربُ الإسناد)، هو من الكتب الروائية القديمة عند الإمامية، تأليف عبدالله بن جعفر الحِمْيَري القُمّي، من أعلام القرن الثالث الهجري.
يتناول الكتاب الأحاديث ذات الوسائط القليلة والأسانيد القصيرة لجمعها بين دفّتين، وذلك اجتناباً عن الخطأ الذي قد يعتري الحديث، ويلحق به من جرّاء كثرة الرواة والوسائط. ذكر المؤلف فيه 1387 حديثاً، واقتصر على أحاديث ثلاثة أئمّة من أئمّة أهل البيت عليهم السلام: الإمام الصادق، والإمام الكاظم، والإمام الرضا عليهم السلام.
تضمّن الكتاب مختلف أبواب الفقه وروايات أُخرى متفرّقة تتعلّق بالعقيدة، والأخلاق، والتاريخ، وغيرها...


المؤلف
هو عبداللّه بن جعفر الحِمْيَري، أبو العبّاس القمي، العالم والمحدّث الشيعي في القرن الثالث الهجري. كان شيخ القمّيين ووجههم. قدِم الكوفة سنة نيف وتسعين ومائتين. وحول تاريخ ولادته ووفاته لم تصلنا معلومات دقيقة بشأنه، إلّا أنه يمكن القطع بحياته أيام إمامة الإمام الهادي والإمام الحسن العسكري عليهما السلام، وفترة الغيبة الصغرى.
 انتساب الكتاب إلى الحِمْيَري
هناك نقاش بين العلماء والمحققين حول انتساب الكتاب إلى مؤلفه، ولكن الكثير منهم يقطعون بانتسابه إلى عبد الله بن جعفر الحِمْيَري، منهم: الشيخ الطوسي في (الفهرست)، والنجاشي في كتاب (الرجال)، والعلامة المجلسي في (بحار الأنوار)، وابن شهر آشوب في (معالم العلماء)، والحرّ العاملي في كتاب (وسائل الشيعة)، وآقا بزرك الطهراني في (الذريعة إلى تصانيف الشيعة)، والسيّد أبو القاسم الخوئي في (معجم رجال الحديث).
ويرى جمعٌ من المحقّقين أنّ مؤلف الكتاب هو ابن صاحب الترجمة المذكورة أعلاه، وهو محمد بن عبد الله بن جعفر الحِمْيَري، وأنه كان ينقل الروايات عن أبيه. وارتأى هذا الرأي ابن ادريس في (مستطرفات السرائر).
ويمكن القول إنّ المؤلّف الحقيقي لهذا الكتاب هو الأب (عبدالله بن جعفر)، ثمّ قام ابنه محمّد بنقله عن والده. وجميع نُسَخ الكتاب تعود في أصلها إلى نسخة قديمة لمحمّد بن عبد الله الحِمْيَري، ويتبيّن ذلك من الإجازة المروية عنه والموجودة في كافة نُسَخ الكتاب.
 

مضامين الكتاب
يُعنى الكتاب، كما يتبادر من عنوانه، بالأحاديث ذات الوسائط القليلة المنتهية أسانيدها إلى الإمام المعصوم بأقل الوسائط، وكان لكلّ من عليّ بن إبراهيم القمّي، ومحمّد بن عيسى اليقطيني، وعليّ بن بابويه، كُتباً سُمِّيت بـ(قرب الإسناد) كذلك، إلّا أنّه لم يصلنا اليوم غير كتاب الحِمْيَري.
تكمُن أهمية طريقة انتقاء الحديث هذه، في ارتفاع نسبة الأخطاء في الأحاديث الطويلة السند، وإن كان رواتها قد بلغوا الثقة الكاملة؛ لذلك فإنّ الهدف من وراء الكتاب إنّما هو تقديم الأحاديث البالغة في الصحّة، التي قد يطال مضمونها أو ألفاظها الخطأ بازدياد نسبة الرواة وكثرة الوسائط.
يتضمّن الكتاب حاليّاً 1387 حديثاً، في ثلاثة أبواب:
1) باب قرب الإسناد عن الإمام الصادق عليه السلام، ويشمل قسمين:
القسم الأول: روايات الإمام الصادق عليه السلام في الأدعية (27 رواية).
القسم الثاني: الروايات المتفرقة المتعلقة بالمسائل الفقهية والتاريخية وكذلك بعض المسائل الأخلاقية (بدايةً من الرواية 27 حتى الرواية 645).
2) باب قرب الإسناد عن الإمام الكاظم عليه‌السلام، ويشمل قسمين:
القسم الأول: الروايات التي نُسِّقَت حسب الكتب الفقهية، وقد ورد فيه أسئلة عليّ بن جعفر الصادق لأخيه الإمام موسى بن جعفر (من الرواية 646 حتى 1229). وأحاديث هذا القسم هي التي سُمّيَت وعُرِفت بـ«مسائل عليّ بن جعفر».
القسم الثاني: روايات متفرقة عن الإمام الكاظم عليه السلام (من الرواية 1230 حتى 1248).
3) باب قرب الإسناد عن الإمام الرضا عليه ‌السلام:
يتضمّن هذا القسم روايات الإمام الرضا عليه السلام من غير تبويب، ومُعظمها تتعلق بالمسائل الفقهية كالإرث والنكاح والجهاد والحجّ والخراج والغناء و... كما يتضمّن روايات تاريخية كأحاديث شأن النزول، أخبار نبّي الله إبراهيم وآدم، أحوال الزمان، لا سيّما المتعلّقة بالمهديّ القائم من أهل البيت عليه السلام، والسفياني، وبعض المسائل الأخلاقية (بداية من الرواية 1249 حتى النهاية).
تُشكِّل الرواياتُ الفقهية في أبوابه المختلفة معظمَ أبحاث كتاب (قرب الإسناد). وقد نقلها العلامة المجلسي في (بحاره)، والشيخ الحرّ العاملي في كتاب (وسائل الشيعة).


النُسَخ
* نسخة المكتبة التابعة للعتبة الرضوية المقدسة (آستان قدس رضوي) بمدينة مشهد.
* نسخة مكتبة آية الله المرعشي النجفي بمدينة قمّ المقدّسة، وهي منقولة من خط يد ابن إدريس (543 -598ه)، ويعود تاريخ استنساخها إلى سنة 1066هجرية، من على نسخة كان عليها إجازة الحِمْيَري الروائية.
* نسخة أُخرى من المكتبة نفسها يعود تاريخ استنساخها إلى سنة 983 هجرية، من نسخة ابن إدريس وقام الشيخ الحرّ العاملي بمقابلتها.
* ويذكر الشيخ آقا بزرك الطهراني ثلاث نُسَخ خطية، منها: نسخة المحدّث النوري، حصل عليها من قِبَل إعجاز حسين (1240 -1286ه) صاحب كتاب (كشف الحُجب والأستار).
طبعات الكتاب
قام بتحقيق الكتاب «مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث» بقمّ سنة 1413 هجرية، في 543 صفحة، وفي آخر الكتاب (من الصفحة 397) فهارس عامة تتعلّق بكلّ من مواضيع: الآيات، والأحاديث القدسية، والروايات، والكتب، والأعلام، والأيام، والوقائع، والأطعمة، والأشربة، واللباس، والزينة، والحيوانات، والمصادر.
وقد طَبَع الكتاب قبل ذلك «دار نينوى للنشر» بطهران في ثلاث مجلدات.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد