مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

بلورة شخصية دينية

الشيخ علي رضا بناهيان

ينبغي لمَن يريد التديّن أن يُعِدّ شخصيّته على مراحل لتقبّل الدين

تكوين شخصية الإنسان وتغييرها يحصل بالتدريج

لا بد لعملية تكوُّن شخصية الإنسان من المرور بمراحل تعمل بشكل مُطّرد على تشكيل أجزاء شخصيته حتى يكتسب في نهاية المطاف شخصيته المطلوبة.

إن من الواجب على كل من يسعى لإيجاد تغيير في نفسه، وبلوغ مستوى من التكامل، واكتساب روح سامية أن يُقنع نفسَه ويتمرّن، في شتى المجالات، مرحلةً مرحلةً حتى يتكامل. وهذا في العادة لا يمكن أن يحصل بين ليلة وضحاها.

لا بد، فيما يتصل بتهذيب إنسانٍ ما، من اجتياز مراحل للوصول إلى المنزلة والحالة المطلوبة. والشيء ذاته ينطبق على طالب التديّن؛ فالذين يرومون بناء ذواتهم، أو تهذيب إنسانٍ ما ينبغي لهم، على وجه الخصوص، أن يضعوا هذه الحالة المُحبَّذة نُصبَ أعينهم، ويجزّئوها أجزاءً، ثم يعملوا بالتسلسل على جعل هذه الأجزاء قابلة للتصديق بالنسبة لهم، والتمرُّن عليها، وتسهيلها لأنفسهم جزءًا جزءًا. وحينئذ سترى أن هذا الإنسان عمومًا قد قطع مراحل وحَلَّ لنفسه كل مُشكِل.

هذه الحال ذاتها تنطبق على الكثير من الألعاب الرياضية؛ فإن أرادوا تعليم شخصٍ السباحةَ علّموه إيّاها مرحلةً مرحلة. وإن أحبّوا تدريب شخص على الجمباز فسوف لا يطلبون منه منذ اليوم الأول تنفيذ عشر قلبات هوائية! إذ قد تُكسر يده أو رجله في اليوم الأول من التدريب.

لذا يقال له أولًا: "حاليًّا سِرْ على البساط". ثم: "الآن ارفع قدميك أكثر قليلًا". ثم: "اقفز"،... أي إنهم يُعِدّونه تدريجيًّا لأداء القَلبة الهوائية.

حينما يكون بإمكاننا أن نتصوّر تجزئة الأمور إلى مراحل بالنسبة لجسم الإنسان فإن الأمر ذاته ينطبق على روحه. أقول هذا بالطبع من باب التشبيه وليس الاستدلال. حتى أولئك الذين تدهورتْ شخصياتهم إنما وصلوا إلى هذا المستوى بالتدريج؛ أي إنهم اقتنعوا بهذا الوضع بالتدريج، ونسوا الحقائق المهمة بالتدريج، وسهُلَ عليهم ممارسة الموبقات بالتدريج، بل لربما كان الأمر صعبًا عليهم في البداية.

من الممكن أحيانًا أن يتنبّه الإنسان فجأة في غضون لحظات ويطرأ عليه تغييرٌ ما، لكن في وسعنا - إذا تغاضينا عن الحالات الشاذة الخاضعة هي الأخرى للنقاش – أن نقول عمومًا: إن التدرّج ضروري لتكوين شخصية إنسان، أو تغييرها، أو بلورة شخصية دينية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد