مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

الرؤية الصحيحة الصائبة

الشيخ علي رضا بناهيان

الاتصاف بالرؤية الصحيحة الصائبة، والتي تدعى في القرآن الكريم بـ"البصيرة"، هي على قدر عال من الأهمية بحيث يقدّر الله سبحانه وتعالى الكثير من مقدراتنا في الدنيا والثواب والعقاب في الآخرة وفقاً لرؤيتنا.

وأن يقدّر الله الكثير من مقدراتنا بناء على رؤيتنا لأمر عجيب جداً!

"الرؤية السلبية" هي نموذج من الرؤى ويعبَّر عنها بـ"الفأل السيّئ" أو "الطِيَرة"، وهو ما نهى رسول الله(ص) عنه: «إنّ النبيَّ صلی الله علیه وآله کانَ یُحِبُّ الفَألَ الحَسَنَ ویَكرَهُ الطِّیَرَةَ» (مکارم ‌الاخلاق/ ص350). وقال(ص):  «لَا عَدْوَى وَلا طِیَرَةَ... » (الجعفریات/ ص168).

على أن هناك نوعاً من المغالاة حول مفهوم "الرؤية الإيجابية" في بعض العلوم المنتشرة أخيراً في عصرنا فيُقال مثلاً: "كيفما تكون رؤيتك سيتغير العالم وفقاً لها!"

بينما ليس الأمر كذلك، فالله سبحانه لا يكفّ عن اختبار عبده. لا يكفّ الله جلّ وعلا عن عقوبة أو مكافأة عبده في الدنيا - حتى وإن كان هذا الأمر مصاحباً للتعقيد - بيد أن رؤية الإنسان مؤثرة جداً في النهاية.

وبالنسبة لأهمية الرؤية يكفي القول "إن كيفية انطباعك بالنسبة لله تؤثر في كيفية تعامل الله معك". يقول تعالى ضمن حديث قدسي: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْیَظُنَّ بِي مَا شَاءَ یَجِدُنِي عِنْدَه‏»  (الفقه المنسوب للإمام الرضا(ع)/ ص361)، فكيف ظنّك بي؟ سأعاملك وفقاً لذلك!

علينا أن نرسّخ قيمة الرؤية والبصيرة وزاوية الرؤية ونمطها وأن ندرك المكانة المميّزة لرؤية الإنسان في نفسه وفي الكائنات.

جاء في القرآن الكريم أن إبليس قال: «لأزیّننّ لهم ما في الأرض» (الحجر/29)، فإبليس يصرّ على أن يعرض علينا الدنيا بهيئة أجمل من حقيقتها، أي يريد أن يشوّه نظرتنا ويجعلها غير واقعية!

ومن الأفعال الخبيثة لإبليس هذا إلقاء اليأس من رحمة الله في قلوب جميع الناس! فلكونه هو يائساً من رحمة الله، أقسم أن يلقي هذا اليأس في نفوس الجميع، وبالطبع حقق نجاحاً باهراً في هذا المضمار!

جميعنا نحمل نسبة من اليأس في ذواتنا. وكل من يظن أنه لن يتمكن من بلوغ أعلى الدرجات فقد ابتُلي بكيد إبليس، حتى لو ألبَس يأسه هذا لباس "التواضع" قائلاً: "أنا لست لائقاً ولا مؤهلاً!" فلماذا لا تستطيع بلوغ أسمى المقامات المعنوية؟!

فمن يا ترى الذي أوصل الذين بلغوا أعلى الدرجات إلى هذا المستوى؟ لا شك أن الله سبحانه هو الذي ألحقهم بهذه المقامات العالية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد