قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ

الشيخ علي رضا بناهيان

 

(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)) (سورة البلد).

 

فقد خلق الله الإنسان في كبد، لا أنّه... قد اقتُرح عليه أن يكابد.

 

فما معنى الكَبَد؟ يعني الشدّة والأحداث التي لا تلائم هواي، هذه هي فلسفة الحياة، وليست أحداث جاءت بها الصدفة، فقد خُلقتَ لهذا العناء وتجرّع هذه الآلام...

 

إنّ تربية الولد بمعنى أن ترحّب صدره لاستقبال الكبد والعناء، فلا بدّ أن يصبح الولد أهلاً لتحمل الآلام والمشاكل.

 

لا بدّ أن تتحدث أمّه معه بكل سهولة عن المشاكل والآلام والمحن التي سوف تنهال عليه في حياته.

 

فكلما شعر الولد أنّه تخلّص من مشاكل الدنيا وآلامها لا بدّ أن تنبهه على اشتباهه وتقول له: "لا تنخدع عزيزي فسوف تأتيك سهامها وآلامها ومحنها، فلا تخف إذ هذه هي قاعدة الحياة".

 

يروي يونس بن يعقوب يقول سمعت الإمام الصادق (عليه السلام) يقول: "مَلْعُونٌ كُلُّ بَدَنٍ لَا يُصَابُ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ‏ يَوْماً" قُلْتُ: مَلْعُونٌ؟ قَالَ: "مَلْعُونٌ"، قُلْتُ: مَلْعُونٌ؟ قَالَ: "مَلْعُونٌ" .

 

فَلَمَّا رَآنِي قَدْ عَظُمَ ذَلِكَ عَلَيَّ قَالَ: "يَا يُونُسُ إِنَّ مِنَ الْبَلِيَّةِ الْخَدْشَةَ وَاللَّطْمَةَ وَالْعَثْرَةَ وَالنَّكْبَةَ وَالْهَفْوَةَ وَانْقِطَاعَ الشِّسْعِ وَاخْتِلَاجَ الْعَيْنِ وَأَشْبَاهَ ذَلِكَ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ‏ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ يَمُرَّ عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ يَوْماً لَا يُمَحِّصُهُ فِيهَا مِنْ ذُنُوبِهِ وَلَوْ بِغَمٍّ يُصِيبُهُ لَا يَدْرِي مَا وَجْهُهُ، وَاللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَضَعُ الدَّرَاهِمَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَيَزِنُهَا فَيَجِدُهَا نَاقِصَةً فَيَغْتَمُّ بِذَلِكَ ثُمَّ يُعِيدُ وَزْنَهَا فَيَجِدُهَا سَوَاءً فَيَكُونُ ذَلِكَ حَطّاً لِبَعْضِ ذُنُوبِهِ". (التمحيص/ص31)

 

فإنْ صَبَبْتَ كلّ نشاطك في الحياة الدنيا من أجل إزالة الآلام والمتاعب عن حياتك فإنّك مشتبه تماماً وتهدف إلى غاية لا تنالها أبداً.

 

وإنْ دلّت مساعيك العقيمة على شيء فإنّها تدل على أنك لم تفهم معنى الحياة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد