مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

لماذا لا يُمنَحَ الجميعُ المعارفَ كلَّها؟!

الشيخ علي رضا بناهيان

ليست المعارف الدينية ممّا یُمنَح الجميعُ فإن الله نفسَه يتدخل مباشرةً ولا يسمح لبعض المعارف الدينة أن تطرق أسماع البعض.

 ليس الأمر كذلك أبدًا، ليس الأمر هو أن يُمنَحَ الجميعُ المعارفَ كلَّها، لا يُعطَون فإنّ لها آدابًا إن لها أسرارًا يمنح الله الإنسان شيئًا من المعرفة والفهم والمعلومات ثمّ يرى ردّ فعل الإنسان، فإن كان تفاعله جيّدًا زاده بعض الشيء، وإن كان تفاعله سيئًا سَحَب منه ما أعطاه وزاده جهلًا يقول تعالى: (یُضِلُّ مَنْ یَشاءُ).

أنا أغلّطه لماذا لم يعرف قدر ما قلت له؟! إن أسلوب الله مع عباده في منحهم المعلومات والمعارف الدينية أسلوب معقّد جدًّا بمجرّد أن يتذرع البعض يومَ القيامة ويقول: لم أكن أعلم يا إلهي يقول الله: أتعلم ما الذي فعلته؟ فلم أسمح لك بأن تعلم؟ أتدري ما الذي فعلتَه فصرتَ تسمع الكلمة ولم تفقهها؟ مثلاً قال تعالى في القرآن الكريم: (خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلوبِهِم) أنا أختم على قلبه لكي لا يفقه شيئاً فلا يكاد يفقه مهما تحدّثه، أنا لا أسمح بأن يفهم، هذا استنكاف ربّ العالمين عن إيصال كلمة الحق إلى أسماع البعض فماذا يفعل؟

إما أن لا يذهب به إلى حيث تطرق سمعَه كلمة حقّ كأن يورّطه في مشاكل تعيقه عن الذهاب إلى مجلس الذكر أو يحرف قلبَه إن ذهب إلى مجلس الذكر فلعلك تذهب به إلى المسجد بالكاد، وإذا بسارقٍ يسرق حذاءه! فيرجع غضبانَ يقول: أيا كذا على أهل المسجد الذين سرقوا حذائي فلن أدخل مسجداً بعد هذا أبدًا ـ

عساك أن لا تدخله مئة سنة! وأساسًا قدّر الله لك هذا الحَدَث لكي لا تُرى هنا بعد ذلك فقد جاء بك صديقُك بالكاد، وكان مخطئًا بالمناسبة! يجب أن نعرف هذه المسائل! لیس الأمر بحيث يلتمسوك: أن تعال رجاءً واعلم فلعلّك تفهم كلّا! عساك أن لا تفهم.

بعضهم لا يستطيع أن يفهم فيصاب بسوء الفهم لقد قال الإمام الصادق(ع) لأصحابه: يا جماعة! إذا رأيت أحدًا لم يفهم ولم يفقه ولم يتقبّل فدعه ولا تلح! فسمع بهذا الكلام بعض تلامذته فجاء إلى الإمام الصادق(ع) قال: أوهل تأمرنا بأن لا نبيّن الولاية؟ فقال: أجل لا تبيّنوها قال: ولكن لا ينبغي ذلك! فما شأن الهداية إذن؟ وما شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال: طيب إذا ألفيتم قلبًا مستعدًّا فأبلغوه فليس الأمر بأن يأتي الدين ويلتمس الناس ومن ثَمّ يمنحهم كلّ شيء من معلومات وشتى المستويات والمراتب العميقة من المعارف ثم يقول لهم إن شئتم فآمنوا وإن شئتم فاكفروا، لا يمنحهم من البداية یفحص الإنسانَ أوّلًا ليستكشف أوضاعَه ثم نُعطى درجةً على أساس ما أعطونا من معلومات فإن عَرَفنا قَدرَها أعطونا الباقي أيضًا فإذا عرفنا قدرها، تنهال علينا المعلومات وتنتقل إلى القلب حتى يصل بنا الأمر إلى ما قال الشيخ بهجت: تنزل عليك من كل حدب وصوب وسيجعلك الله عالـمًا غير مُعَلَّم.

 من هذا الجانب تحصيص صعب  وتشدّد في انتقال المعارف ومن جانب آخر إن عرفت قدرها تأتِك من كل حدب وصوب بل ستجري عيون الحكمة من قلبك على لسانك أو تَحدُس بالروايات بغير مطالعة  أي تحدس بوجود بعض الأحاديث والمضامين في الروايات على القاعدة وهذا أيضا موجود من ذاك الجانب يمنح الله الإنسان شيئا من المعرفة والفهم والمعلومات ثمّ يرى ردّ فعل الإنسان، فإن كان تفاعله جيّدًا زاده بعض الشيء وإن كان تفاعله سيئًا سحب منه ما أعطاه يقول تعالى: (یُضِلُّ مَنْ یَشاءُ) أنا أغلّطه لماذا لم يعرف قدر ما قلت له؟!

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد