مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

لا تكن كمن قاتل بين يدي رسول الله (ص) في بدر!...

الشيخ علي رضا بناهيان

أيها الشباب الأعزة، يا من درستم تاريخ الإسلام، ومن المطالعين درستموه في الجامعة، أو في المدرسة، ما الخلل الذي كان في الـ313 الذين قاتلوا بين يدي رسول الله(ص)؟ أوَدّ أن أحدّثكم عن العيب الكبير الذي كان في أصحاب رسول الله(ص) الـ313! ما أخبركم به الليلة سيبقى ذكرى.

ستقولون: ذات يوم في الطريق التقينا بطالب حوزة فحدّثنا.. عن أصحاب النبي(ص) الـ313، الذين كان "عددهم" سبباً لنصرة دين الله، ثم أصبح رمزاً لعدد أصحاب الإمام المهدي(عج)، قال في مسيرة الأربعين: أنتم يجب أن تكونوا أرقى من أولئك الـ313 رجلاً! وأخبرَنا بالعيب الذي كان فيهم أيضاً!

انتهت المعركة بالنصر. وقعَ في يد رسول الله(ص) أسرى. كانوا 72 أسيراً. فأمر الله: يا محمد، ما زالت أُمّتك ضعيفة فلا يحق لك أن تحتفظ بالأسرى.. اُقتُلهم! فأمر رسول الله(ص) عليّاً(ع) بضرب عنُق اثنين منهم. فضرب أمير المؤمنين(ع) عنق الرجلين. فقال أهل المدينة، أي أولئك الـ313 رجلاً.. أولئك الصفوة! قالوا: يا رسول الله، أوَتريد قتلَهُم؟!

- أجل، إنه أمرُ الله.. لقد حاربونا.. لقد أجرَموا.. لقد خانوا.. لقد قاتلوا المسلمين..

قالوا: إنْ قتلتَهم سالَتْ بيننا وبين أهل مكة دماء! وسيعادوننا.. فتتأزّم الأمور.

فقال(ص): لا تخافوا، إن الله معكم.

بإيجاز: كأنّهم قالوا: صحيح أن الله معنا، لكننا خائفون، تجاوَز ولا تقتلهم!

فقال رسول الله(ص): سأتجاوز، لكن سيُقتَل منكم في العام القادم بعددهم!

- لا بأس، سنتدبّر الأمر حينها.. إن شاء الله لن يُقتَل منا أحد!

ـ يا قوم، ليس هذا محل "إن شاء الله"، إنني أخبركم! إنه أمر الله، لا تخافوا، نفّذوه..

- يا رسول الله، نستحلفك بالله، تنازل إن أمكن!

خافوا.. لم يصدّقوا..

(الله:) لا تصدّقون؟! إذاً سأسلّطهم عليكم!.. ألا تصدّقون أن بإمكاني نصرتكم؟

- لا بأس (قال رسول الله)، لكم ما أردتُم..

في بعض الأوقات أولياء الله يستجيبون لمطالب الناس وينتهي ذلك بخسران الناس!

- لا بأس.

فأطلَقوا السبعين رجلاً وأخذوا إزاءهم الفداء من المشركين. قالوا: حسنٌ، مرّتْ هذه المرّة بسلام. في العام التالي دارتْ معركة أُحد وتحققتْ نبوءة رسول الله(ص) وقُتل منهم سبعون رجلاً، منهم "حمزة" سيد الشهداء!

الحجة بن الحسن العسكري، أرواحنا له الفداء، يريد 313 ناصراً ليسوا كأصحاب النبي(ص) الـ313! بل أرقى منهم.. أفضل منهم.. إنْ أشارَ المولى إشارة أجابوه بما أُوتوا من إيمان راسخ بوعد الله بالنصر. بل جاء عن الإمام الجواد(ع) أنه ناهيك عن الـ313 رجلاً فإن الإمام(ع) يتطلّب عشرة آلاف ناصر آخرين، وهؤلاء أيضاً يجب أن يكونوا على مستوى عالٍ.

أنا لا أظن أنه يوجد بين هؤلاء العشرة آلاف من أمثال أصحاب رسول الله(ص) الـ313! فيهم مثل ذلك الخلل!

فلتكونوا مؤمنين بنصر الله. فليكن إيماننا راسخاً.. نحن أقوى من الاستكبار.. الحجة بن الحسن العسكري، أرواحنا له الفداء، يريد 313 ناصراً ليسوا كأصحاب النبي(ص) الـ313! بل أرقى منهم.. أفضل منهم.. إنْ أشارَ المولى إشارة أجابوه بما أُوتوا من إيمان راسخ بوعد الله بالنصر. فلتؤمن بنصر الله...

...فَلَمَّا قَتَلَ رَسُولُ اللهِ(ص) النَّضْرَ وَعُقْبَةَ خَافَتِ الأَنْصَارُ أَنْ يَقْتُلَ الأُسَارَى كُلَّهُمْ، فَقَامُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ(ص) فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ(ص)، قَدْ قَتَلْنَا سَبْعِينَ وَأَسَرْنَا سَبْعِينَ وَهُمْ قَوْمُكَ وَأُسَارَاكَ، هَبْهُمْ لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ وَخُذْ مِنْهُمُ الْفِدَاءَ وَأَطْلِقْهُمْ... فَأَطْلَقَ لَهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا الْفِدَاءَ وَيُطْلِقُوهُمْ، وَشَرَطَ أَنَّهُ يُقْتَلُ مِنْهُمْ فِي عَامٍ قَابِلٍ بِعَدَدِ مَنْ يَأْخُذُوا مِنْهُمُ الْفِدَاءَ. فَرَضُوا مِنْهُ بِذَلِكَ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ(ص) سَبْعُونَ رَجُلاً...

(تفسير القُمّي، ج‏1، ص269-270)

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد