
الأحلام ظاهرة نفسية، وقد تناولها بالبحث والتمحيص علماء النفس وكثير غيرهم من كل مذهب وتكلموا عنها كثيرَا، وما أتوا بضابط كلي يمكن الاعتماد عليه في تفسير الأحلام بشتى أنواعها..
أجل، لقد اهتدوا إلى المصدر الأول لنوع من الأحلام، وفسروه تفسيرَا صحيحَا، واكتشفوا منه بعض الأمراض العصبية، لأنه انعكاس عنها، ولكنّ هناك أحلامًا تتكلم بغير لغة الحالم ونفسه وحياته، وعجز العلماء عن تفسيرها.
وحاول «فرويد» أن يفرض التفسير الجنسي على جميع الأحلام، بل وعلى كل شيء في هذه الحياة أو على أكثر أشيائها.. فالأحلام عنده كلها رموز جنسية، دون استثناء، والأمراض العصبية سببها كبت الغريزة الجنسية، وحب الولد لوالدته ناشئ عن التفكير فيها وغيرته من أبيه عليها، وكذلك تعشق البنت أباها، وتغار من أمها عليه، بل كذلك جميع الصداقات والأشواق.. حتى فكرة التدين والضمير مصدرها الخوف من مضاجعة المحارم.. وعلى هذه فقس ما سواها..
ورد العارفون هذه النظرية بأن الإنسان مسير بالعديد من الغرائز، لا بغريزة الجنس فقط، وألف «جاسترو» البولندي كتابًا في جزءين ردًّا على فرويد، وأسماه: الأحلام والجنس، وترجمه فوزي الشتوي، ومما جاء فيه أن العلماء درسوا بضعة آلاف من الأحلام لبضع مئات من الناس، فوجدوا أن أقل من 50 بالمائة منها لا يمكن تفسيرها بنظرية فرويد، وأن هذه النظرية تترك كثيرًا من الأسئلة بغير إجابة.
وقال أديب ذكي معاصر: «إن نظرية فرويد لا تدين سوى صاحبها، فهو صاحب الخيال الجنسي الذي يرى في كل شيء مستدير عضوًا أنثويًّا، وفي كل مستطيل عضوًا مذكرًا.. أما الإنسانية فهي بريئة من هذا الرأي، إن هذه النظرية الضيقة لا يمكن أن تكون صادقة، فالإنسان ليس عبدًا للجنس فقط، وإنما هو عبد لأكثر من لذة، لذة الجنس، ولذة الحب، ولذة الصداقة، ولذة الجمال، ولذة المعرفة، ولذة السيطرة، ولذة القوة، ولذة الحرية، والسعادة هي ائتلاف هذه اللذات في حياة منسجمة، وفي نظرة رحبة واسعة الأفق».
والذي نراه ان الأحلام على أنواع:
«منها» ما هو انعكاس لعادات الإنسان وتفكيره، كالفيلسوف يرى أنه يناقش أفلاطون وأرسطو، والمسلم يصلي في المسجد، والمسيحي يصلَّب في الكنيسة والفلاح يزرع، والباني يبني، وما أشبه ذلك. وهذا النوع واضح ولا يختلف فيه اثنان، لأنه يحمل تفسيره معه.
و«منها» ما هو غريب عن حياة الحالم وتفكيره، كرؤيا الملك البقرات والسنبلات.. وما هو فلاح، ولا براعي بقر، وجاءت رؤياه إنذارا بما حدث من الجدب بعد الخصب.
و«منها» ما يقع في اليقظة، تمامًا كما رآه الإنسان في منامه دون زيادة أو نقصان.. وهذا نادر جدًّا، ولكنه حدث قطعًا، وحتى الآن لم يهتد العلم إلى تفسير هذا النوع والنوع الذي قبله، وقد يهتدي إليه في المستقبل القريب أو البعيد..
وفسرهما البعض بالصدفة.. وليس من شك أن الصدفة هي ملجأ العجزة، وقال آخر: إنهما نتيجة لحاسة في الإنسان نجهل كنهها.. وهذا أيضًا من العجز.
وفي سنة 1956 رأيت فيما يرى النائم المرحوم أخي الشيخ عبد الكريم، وكان قد مضى على وفاته عشرون سنة، وأخبرني عما سيحدث وعيّن الوقت، فكان كما قال.. وبعد هذا بسنوات رأيت رؤيا فصدقت، وكانت سوءًا كالأولى، فقلت لصديق لي مداعبًا: إن رؤيا الشر تصدق، دون رؤيا الخير.. وحين وصلت في التفسير إلى أول سورة يوسف قرأت هذه العبارة للرازي: «اعلم أن الحكماء يقولون: إن الرؤيا الرديئة يظهر تفسيرها عن قريب» فتعجبت، وتذكرت قول الشاعر البائس:
فإن أرَ خيرًا في المنام فنازح * وإن أرَ شرًّا فهو مني مقرّب
والخلاصة إنه لا يوجد ضابط كلي يمكن الاعتماد عليه في تفسير الأحلام بكاملها لأنها أنواع متضادة متباينة، فمنها صدى لوساوس النفس وظروفها، وهذا النوع واضح بوضوح مصدره. ومنها ما هو صورة طبق الأصل عن الحادث الذي يقع في اليقظة بعد الحلم، وهذا النوع نجهل سره ومصدره. ومنها ما هو رموز وإشارات مسبقة إلى الواقع المحسوس قبل وقوعه، كالكواكب التي سجدت ليوسف، والخبز الذي حمله الفتى المسجون فوق رأسه، والبقرات والسنبلات التي رآها ملك مصر، وهذا كسابقه لا نعرف له سرًّا ولا مصدرًا. أما من قال بأن هذا النوع والذي قبله بشرى من اللَّه، أو حاسة في الإنسان فقد ادعى لنفسه العلم بالغيب، ولا يرضى أن ينسب إلى الجهل، حتى بما حجب اللَّه علمه عن عباده.
صفات الأيديولوجي؛ معاينة لرحلة الفاعل في ممارسة الأفكار (1)
محمود حيدر
معنى (عيش) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ
الفيض الكاشاني
التعلم القائم على اللعب: طرق مُثبتة لتعزيز نمو دماغ الطفل وتطوّر إدراكه وشحذ ذكائه
عدنان الحاجي
مناجاة الزاهدين: زهد أحباب الله (1)
الشيخ محمد مصباح يزدي
في رحاب بقية الله: العدالة المهدويّة ترسم المستقبل
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ
الشيخ محمد جواد مغنية
في رحاب بقية الله: ليمكّننّ له الدين
الشيخ معين دقيق العاملي
النّفاق والتّظاهر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
حياتنا بين البخل والترف
الشيخ حسين مظاهري
أم البنين .. رواية من وجع الطف
حسين حسن آل جامع
واشٍ في صورة حفيد
حبيب المعاتيق
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
صفات الأيديولوجي؛ معاينة لرحلة الفاعل في ممارسة الأفكار (1)
معنى (عيش) في القرآن الكريم
لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ
التعلم القائم على اللعب: طرق مُثبتة لتعزيز نمو دماغ الطفل وتطوّر إدراكه وشحذ ذكائه
زكي السّالم: (ديوانك الشّعريّ بين النّطورة والدّندرة والطّنقرة)
أم البنين .. رواية من وجع الطف
مناجاة الزاهدين: زهد أحباب الله (1)
في رحاب بقية الله: العدالة المهدويّة ترسم المستقبل
ستّ طرق لاستخدام القلق كمصدر للنّمو
سبيل غلبة العقل على النفس