قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ محمد صنقور
عن الكاتب :
عالم دين بحراني ورئيس مركز الهدى للدراسات الإسلامية

﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ﴾ مفادها وفيمن نزلت (2)

ومنها: ما رواه الشيخ الطوسي في الأمالي من طُرقٍ ثلاثة عن عمَّار بن ياسر وأبي رافع مولى النبيِّ (ص) وهند بن أبي هالة الأسدي ربيب رسول الله (ص) وكان هؤلاء الثلاثة هند بن هالة وأبو رافع وعمار بن ياسر جميعاً يُحدِّثون عن هجرة أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب صلوات لله عليه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالمدينة ومبيته قبل ذلك على فراشِه، قال: وصدر هذا الحديث عن هند بن أبي هالة، واقتصاصه عن الثلاثة: هند وعمار وأبي رافع، وقد دخل حديث بعضِهم في بعض، قالوا: "كان الله عزَّوجل ممَّا يمنع نبيَّه (ص) بعمِّه أبي طالب، فما كان يخلصُ إليه من قومِه أمر يسوؤه مدَّة حياته، فلمَّا مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله (ص) بغيتَها وأصابته بعظيم من الأذى .. قال هند: ثم انطلق ذوو الطول والشرف من قريش إلى دار الندوة، ليأتمروا في رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأسرَّوا ذلك بينهم، فقال بعضُهم .. فقال له أبو جهل: لكن أرى لكم أن تعمدوا إلى قبائلكم العشرة، فتنتدبوا من كلِّ قبيلةٍ رجلاً نجداً، ثم تُسلِّحوه حساماً عضباً، وتمهل الفتية حتى إذا غسق الليل وغور بيتوا بابن أبي كبيشة بياتاً، فيذهب دمُه في قبائل قريش جميعاً فلا يستطع بنو هاشم وبنو المطَّلب مناهضة قبائل قريش في صاحبِهم، فيرضون حينئذٍ بالعقل -الدية- منهم، فقال صاحبُ رأيهم: أصبتَ يا أبا الحكم.

 

ثم أقبل عليهم فقال: هذا الرأي فلا تعدلوا به رأياً، وأوكئوا في ذلك أفواهَكم حتى يستتبَّ أمرُكم، فخرج القوم عزين، وسبقهم بالوحي بما كان من كيدهم جبرئيل (ع) فتلا هذه الآية على رسول الله (ص): ﴿وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين﴾ فلمَّا أخبره جبرئيل (ع) بأمر الله في ذلك ووحيه، وما عزم له من الهجرة، دعا رسول الله (ص) عليَّاً (ع) وقال له: يا علي إنَّ الروح هبط عليَّ بهذه الآية آنفًا، يُخبرني أنَّ قريشاً اجتمعوا على المكر بي وقتلي، وأنَّه أوحى إليَّ ربِّي عزَّوجلَّ أنْ أهجر دار قومي، وأنْ انطلق إلى غارِ ثور تحت ليلتي، وأنَّه أمرني أنْ آمرك بالمبيت على ضجاعي -أو قال: مضجعي- ليخفى بمبيتك عليه أثري، فما أنت قائل، وما صانع؟ فقال عليٌّ(ع): أوَ تسلمُ بمبيتي هناك يا نبيَّ الله؟ قال: نعم، فتبسَّم عليٌّ(ع) ضاحكاً، وأهوى إلى الأرض ساجداً، شكراً بما أنبأهُ رسولُ الله (ص) من سلامته، وكان عليٌّ (صلوات الله عليه) أولَ من سجد لله شكرًا، وأولَ من وضع وجهه على الأرض بعد سجدتِه من هذه الأمَّة بعد رسول الله (ص) فلمَّا رفع رأسَه قال له: امضِ لما أُمرتَ فداك سمعي وبصري وسويداءُ قلبي، ومُرني بما شئتَ أكنْ فيه كمسرتك -كمشيئتك-، واقعٌ منه بحيث مُرادِك، وإنْ توفيقي إلا بالله. قال: وإنْ ألقيَ عليكَ شبهٌ منِّي، أو قال: شبهي، قال: إن -بمعنى نعم- قال: فارقد على فراشي واشتمل ببردي الحضرمي، ثم إنِّي أخبرك يا علي أنَّ الله تعالى يمتحنُ أولياءه على قدر إيمانهم ومنازلهم من دينه.. وقد امتحنك يا بن عم وامتحنني فيك بمثل ما امتحنَ به خليلَه إبراهيم والذبيح إسماعيل، فصبراً صبرا، فإنَّ رحمة قريبٌ من المحسنين.

 

ثم ضمَّه النبيُّ (ص) إلى صدره وبكى إليه وجداً به، وبكى عليٌّ (ع) جشعاً لفراق رسول الله (ص) .. ولبث رسول الله صلَّى الله عليه وآله بمكانه بمكانه مع عليٍّ (ع) يُوصيه ويأمرُه في ذلك بالصبر حتى صلَّى العشاءين. ثم خرج رسول الله (ص) في فحمة العشاء الآخرة، والرصَدُ من قريش قد أطافوا بداره، ينتظرون أن ينتصفَ الليل وتنام الأعين، فخرج وهو يقرأ هذه الآية: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ وأخذ بيده قبضةً من تراب، فرمى بها على رؤوسِهم، فما شعر القومُ به حتى تجاوزهم، ومضى .. فلمَّا غلق الليل أبوابه وأسدل أستاره وانقطع الأثر، أقبل القوم على عليٍّ(ع) يقذفونه بالحجارة والحلم، ولا يشكون أنَّه رسولُ الله (ص) حتى إذا برق الفجر وأشفقوا أن يفضحَهم الصبح، هجموا على عليٍّ(ع) فلمَّا بصر بهم علي(ع) قد انتضوا السيوف وأقبلوا عليه بها، وكان يقدمهم خالد بن الوليد بن المغيرة، وثب له عليٌّ (ع) فختله وهمَزَ يده، فجعل خالد يقمصُ قماص البكر، ويرغو رغاء الجمل، ويذعر ويصيح، وهم في عرج الدار من خلفه، وشدَّ عليهم عليٌّ (عليه السلام) بسيفه -يعني سيف خالد- فأجفلوا أمامَه إجفال النعم إلى ظاهر الدار، فتبصَّروه فإذا هو عليٌّ (ع) فقالوا: إنَّك لعلي؟ قال: أنا علي. قالوا: فإنَّا لم نردْك، فما فعل صاحبك؟ قال: لا علم لي به .. فأذكتْ قريش عليه العيون، وركبت في طلبِه الصعبَ والذلول ..

 

قال أبو اليقظان -عمار-. فحدَّثنا رسولُ الله (ص) ونحن معه بقباء، عمَّا أرادتْ قريش من المكر به ومبيت عليٍّ (ع) على فراشه، قال: أوحى الله عزَّوجلَّ إلى جبرئيل وميكائيل (ع) أنِّي قد آخيتُ بينكما وجعلتُ عمرَ أحدكما أطولَ من عمْرِ صاحبِه فأيُّكما يُؤثر أخاه؟ فكلاهما كرها الموت، فأوحى الله إليهما: عبداي ألا كنتما مثل ولييِّ عليِّ بن أبي طالب، آخيتُ بينه وبين نبييِّ فآثره بالحياة على نفسه، ثم ظلَّ -أو قال: رقد- على فراشِه يفديه بمهجتِه، اهبطا إلى الأرض كلاكما فاحفظاه من عدوِّه، فهبط جبرئيل فجلس عند رأسِه، وميكائيل عند رجليه، وجعل جبرئيل يقول: بخٍ بخٍ مَن مثلُك يا بن أبي طالب والله عزَّوجلَّ يُباهي بك الملائكة! قال: فأنزل اللهُ عزَّوجل في عليٍّ (ع): ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ .. وتلا (صلى الله عليه وآله): ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ قال: وقال: يا عليُّ أنتَ أولُ هذه الأمة إيماناً بالله ورسولِه، وأولُهم هجرةً إلى الله ورسوله، وآخرُهم عهداً برسوله، لا يُحبُّك -والذي نفسي بيده- إلا مؤمنُ قد امتحنَ اللهُ قلبَه للإيمان، ولا يبغضُك إلا منافق أو كافر"(1).

 

ومنها: رواياتٌ أخرى أوردها الشيخ الطوسي في الأمالي أعرضنا عن نقلها حشيةَ الإطالة، ومنها ما أوردة القاضي النعمان في شرح الأخبار(2) والشيخ المفيد في الإرشاد(3) والقمِّي في تفسيره، والعياشي في تفسيره(4) وأبو الفتح الكراجكي في كتابه التعجب من أغلاط العامة وكنز الفوائد(5) ومنها: ما أورده الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل من تسعةِ طُرق(6) ومنها غير ذلك.

 

بعض ما روتْه كتب العامَّة من نزول الآية في عليٍّ (ع):

 

هذا وقد روت العديد من كتب العامَّة نزول الآية المباركة في عليٍّ (ع) لمبيته على فراش الرسول (ص) ليلة الهجرة، ونقل ابنُ أبي الحديد في شرح نهج البلاغة عن شيخه أبي جعفر الإسكافي قال: "وقد روى المفسِّرون كلُّهم إنَّ قول الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ أُنزلت في عليٍّ (ع) ليلة المبيت على الفراش"(7).

 

وروى الثعلبي ذلك في تفسيره عن ابن عبّاس قال: نزلت في عليِّ بن أبي طالب(8) وكذلك القرطبي في الجامع لأحكام القرآن(9) وأبو حاتم الأندلسي في تفسير البحر المحيط(10)، والرازي في التفسير الكبير قال: والرواية الثالثة نزلت في عليِّ بن أبي طالب بات على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة خروجه إلى الغار، ويروى أنَّه لما نام على فراشه قام جبريل عليه السلام عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجبريل ينادي: بخٍ بخٍ من مثلُك يا ابن أبي طالب يباهي اللهُ بك الملائكة(11) وكذلك المقريزي في إمتاع الأسماع قال: ".. أمر عليَّا بن أبي طالب رضي الله عنه أنْ ينام على فراشِه ويتَّشح ببرده الحضرمي الأخضر، وأنْ يؤدِّيَ ما عنده من الودائع والأمانات ونحو ذلك. فقام عليٌّ مقامَه عليه السلام وغطي ببرد أخضر، فكان أول من شرى نفسَه، وفيه نزلت: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ﴾ (12) وكذلك غيرهم (13) وقد تصدَّي الشيخ عبد الحسين الأميني رحمه الله في كتاب الغدير لتعداد الكثير من مصادر العامَّة التي نصَّت على نزول الآية في عليٍّ (ع)(14).

 

المناقشة لدعوى نزول الآية في صهيب:

 

هذا وقد نقلت العديد من كتب التفسير -بإزاء ما رُوي من أنَّ الآية نزلت في عليِّ(ع) ليلة المبيت- أنَّ الآية نزلت في صهيب الرومي، وفي بعضها أنَّها نزلت فيه وفي أبي ذر الغفاري، فمن ذلك ما رواه ابن جرير الطبري في جامع البيان بسنده عن عكرمة: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ﴾ قال: نزلتْ في صهيب بن سنان، وأبي ذر الغفاري جندب بن السكن أخذ أهل أبي ذر أبا ذر، فانفلتْ منهم، فقدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلمَّا رجع مهاجراً عرضوا له، وكانوا بمرِّ الظهران، فانفلت أيضاً حتى قدم على النبيِّ عليه الصلاة والسلام. وأمَّا صهيب فأخذه أهلُه، فافتدى منهم بماله، ثم خرج مهاجراً فأدركه قنقذ بن عمير بن جدعان، فخرج له ممَّا بقيَ من ماله، وخلَّى سبيله"(15).

 

فلو صحَّ ذلك فإنَّه لا يعدو تطبيق الآية عليهما لا أنَّها نزلت فيهما، على أنَّ ظاهرها لا ينطبق على الموردين المذكورين، فأبو ذر -بحسب الرواية- انفلت من أهلِه ونجى بنفسه منهم، وأمَّا صهيب- بحسب الرواية- فهو قد افتدى نفسَه بماله- فأين ذلك من بيع النفس وبذلها والذي هو مفاد الآية المباركة.

 

وبتعبير آخر: إنَّ ظاهر الآية هو الثناء والإشادة برجلٍ باع نفسَه وبذلها لله جلَّ وعلا، وهذا إنَّما يناسب مَن وضع نفسه في طريق الموت والهلكة، ولا يُناسب من سعى للنجاة بنفسِه ببذل ماله أو بالفرار. فما نُسب إلى أبي ذر وإلى صهيب وإنْ كان حسناً في نفسِه ولكنَّه لا يعدُّ من بيع النفس وبذلِها وإنَّما هو من السعي لنجاة النفس بالفرار أو بذل المال. فتطبيق الآية على الموردين واضح التكلُّف بل التعسُّف، وعلى خلاف ذلك انطباق الآية على مبيت الإمام عليٍّ (ع) على فراش الرسول (ص) ليلة الهجرة فإنَّه من تسليمٌ النفس للموت والهلكة أو هو مِن تعريضها للموت شبه المحتوم، ولذلك فهو أجلى مصداقٍ لقوله تعالى: ﴿يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ﴾.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- الأمالي -الشيخ الطوسي- 463، 472.

2- شرح الأخبار -القاضي النعمان المغربي-ج2 / ص345.

3- الإرشاد -الشيخ المفيد- ج1 / ص53.

4- تفسير القمي -علي بن إبراهيم القمي- ج1 / ص71، تفسير العياشي -العياشي- روى عن عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: اما قوله: "ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد" فإنها أنزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام حين بذل نفسه لله ولرسوله ليلة اضطجع على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله لما طلبته كفار قريش" ج1 / ص101.

5- التعجب من أغلاط العامة -أبو الفتح الكراجكي- ص122، وكنز الفوائد -الكراجكي- ص207.

6- شواهد التنزيل -الحاكم الحسكاني - ج1 / ص123، 131.

7- شرح نهج البلاغة -ابن أبي الحديد المعتزلي- ج13 / ص262.

8- الكشف والبيان تفسير الثعلبي -الثعلبي- ج2 / ص126.

9- الجامع لأحكام القرآن -القرطبي- ج3 / ص21.

10- التفسير المحيط -أبو حاتم الأندلسي- ج2 / ص127.

11- التفسير الكبير -فخر الدين الرازي- ج5 / ص223.

21- امتاع الأسماع -المقريزي- ج1 / ص57.

13- قال ابن شهراشوب في مناقب آل أبي طالب: نزل قوله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ﴾ في علي (ع) حين بات على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله رواه إبراهيم الثقفي، والفلكي الطوسي بالإسناد عن الحكم عن السدي، وعن أبي مالك عن ابن عباس ورواه أبو المفضل الشيباني بإسناده عن زين العابدين (ع)، وعن الحسن البصري عن أنس، وعن أبي زيد الأنصاري عن أبي عمرو بن العلاء، ورواه الثعلبي عن ابن عباس والسدي ومعبد انها نزلت في علي بن مكة والمدينة لما بات علي على فراش رسول الله فضايل الصحابة عن عبد الملك العكبري، وعن أبي المظفر السمعاني باسنادهما عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: أول من شرى نفسه لله علي بن أبي طالب كان المشركون يطلبون رسول الله فقام من فراشه وانطلق هو وأبو بكر واضطجع علي على فراش رسول الله فجاء المشركون فوجودا عليا ولم يجدوا رسول الله صلى الله عليه وآله. الثعلبي في تفسيره، وابن عقب في ملحمته، وأبو السعادات في فضايل العشرة، والغزالي في الاحياء وفى كيمياء السعادة أيضا برواياتهم عن أبي اليقظان، وجماعة من أصحابنا ومن ينتمي الينا نحو: ابن بابويه وابن شاذان والكليني والطوسي وابن عقدة والبرقي وابن فياض والعبد لي والصفواني والثقفي بأسانيدهم عن ابن عباس وأبي رافع وهند بن أبي هالة ج1 / ص339.

14- الغدير -الشيخ عبد الحسين الأميني- ج2 / ص47.

15- جامع البيان -الطبري- ج4 / ص248.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد