يحتوي القرآن الكريم على مجموعة من الأخبار الغيبية سواء تلك التي حدثت قبل نزوله بسنين متمادية أو تلك التي حدثت في وقت قريب لنزول القرآن الكريم أو بعض الإخبارات الغيبية التي لم تحدث حتى الآن فمن القسم الأول اخبار القرآن بقصص الأنبياء بدءا من آدم مروراً بنوح وإبراهيم ويوسف وموسى ووصولاً إلى عيسى عليه السلام وأخبار الأقوام والأمم ومن القسم الثاني اخباره عن غلبة الروم بعد هزيمتهم والتي تحدثت عنها الآيات الأول من سورة الروم ومن القسم الثالث اخبار القرآن الكريم عن وراثة الأرض للمستضعفين وبعض الآيات الواردة في سورة الإسراء...وتعتبر هذه الأخبار الغيبية من الدلائل الواضحة على أن القرآن الكريم من عند الله فلو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً.
وقد طرحت العديد من الإشكاليات من قبل البعض حول تطابق تلك الإخبارات مع الواقع سواء ما حدث في الماضي البعيد عن عصر نزول القرآن الكريم كبناء ابراهيم عليه السلام للكعبة المشرفة أو ما حدث في الماضي القريب نسبياً من عصر البعثة النبوية كقصة أصحاب الفيل ومن ضمن تلك الإشكاليات طرحت قضية إنذار النبي محمد صلى الله عليه وآله لقومه كما وردت في سورة فصلت: ﴿فإن أعرضوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ﴾ فالآية الكريمة تشير بوضوح إلى تهديد النبي وإنذاره لقومه بالصاعقة في حال أعرضوا وتعتبر نوعاً من الأخبار بالغيب أنه في حال أعرضتم فسوف تصيبكم الصاعقة علماً أن التاريخ لم يحدثنا عن وقوع تلك الصاعقة رغم أن قوم النبي صلى الله عليه وآله أعرضوا عنه وآذوه وأخرجوه من قريته وحاولوا قتله وحاربوه! إضافة إلى اشكالية أخرى حول ما تقرره آية أخرى من كتاب الله تعالى وهي: ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم﴾ فكيف ينذرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بعذاب الصاعقة والله تعالى لا يعذبهم ورسول الله صلى الله عليه وآله بينهم؟
يمكن أن يلاحظ القارئ أن الآية تحدثت بصيغة الماضي وليس بصيغة الحاضر ففي قوله "أنذرتكم" دلالة أن النبي صلى الله عليه وآله كان يذكرهم بصاعقة عاد وثمود وليس بالضرورة أن تكون الصاعقة حتمية الوقوع بل هي محتملة الوقوع فالآية إذن لا تتحدث بلسان الإخبار عن وقوع أمر حتمي بل تتحدث عن أمر محتمل الوقوع فلاحظ مثلا قوله تعالى حكاية عن قوم صالح: ﴿فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ﴾ (هود:11) والتي تتضمن إخباراً واضحاً بنزول العذاب بعد ثلاثة أيام وبين الآية المذكورة.
أما الإشكالية الناشئة من الآية الكريمة: ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم﴾ والتي تنفي حتى احتمال نزول العذاب فالجواب عنه أن الآية الكريمة لم تنف نزول العذاب مطلقا أو احتمال نزول العذاب بل نفت ذلك في حالتين الأولى هي وجود رسول الله صلى الله عليه وآله والثانية هي الاستغفار فإذا انتفى وجود الرسول صلى الله عليه وآله وانتفى الاستغفار قلا مانع من نزول العذاب قال تعالى: ﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلً﴾(الاسراء:17) وعليه فلا يمكن اعتبار أن هناك وعدا لم يتم وإخبارا لم يتحقق وذلك بسبب أن الآية الكريمة ليست في مقام الأخبار.
إيمان شمس الدين
الشيخ باقر القرشي
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ حسين الخشن
حيدر حب الله
عدنان الحاجي
الشيخ علي رضا بناهيان
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد مصباح يزدي
الشيخ محمد مهدي الآصفي
حبيب المعاتيق
حسين حسن آل جامع
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
عبدالله طاهر المعيبد
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشّيخ صالح آل إبراهيم: كيف تنقذ زواجك من الانهيار؟
التسارع والتباطؤ وإنتاج المعارف (4)
تحمّل المسؤوليّة، عنوان الحلقة الثّالثة من برنامج (قصّة اليوم)
ناصر الرّاشد: كيف يستمرّ الحبّ؟
من بحوث الإمام الرّضا (ع) العقائديّة (2)
الإمام الرضا (ع) والمواقف من النظام (2)
شيء من الحنين الرّضويّ
الإمام الرّضا: كعبة آمال المشتاقين
العلّة من وراء خلق الشّيطان والشّرّ
السّكينة والحياة السّعيدة