علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
عدنان الحاجي
عن الكاتب :
من المترجمين المتمرسين بالأحساء بدأ الترجمة عام ٢٠١١، مطّلعٌ على ما ينشر بشكل يومي في الدوريات العلمية ومحاضر المؤتمرات العلمية التي تعقد دوريًّا في غير مكان، وهو يعمل دائمًا على ترجمة المفيد منها.

لدى المكفوفين خريطة دماغ للملاحظات البصريّة أيضًا

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

 

يحتاج دماغنا فقط إلى جزء من  الثانية لتحديد ما نراه. المنطقة في دماغنا التي تتمكّن من  تصنيف هذه الرّؤية البصريّة بسرعة تسمّى بالقشرة البطنيّة الصّدغيّة (الدّماغ البصري).

 

وعلى غرار الخريطة، تنقسم هذه المنطقة إلى مناطق أصغر، يتعرّف كل منها على فئة معيّنة من المرئيّات - الوجوه وأجزاء الجسم والمشاهد والأشياء.

 

لقد تساءل العلماء منذ فترة طويلة ما إذا كنّا قد ولدنا بهذه الخريطة، أو ما إذا كان تطوّرها يعتمد على المدخلات البصريّة التي نتلقّاها.

 

وللإجابة عن هذا السؤال، أجرى باحثون من مختبر جامعة ليوڤن لعلم النفس البيولوجي تجربة مع أشخاص ولدوا مكفوفين - وبعضهم حتى بدون مقل عيون - وبالتالي لم يعالجوا أيّ معلومات مرئيّة أبدًا.

 

وطلبوا من المشاركين المكفوفين الاستماع إلى  أربع أصناف من  الأصوات : الضّحك والتّصفيق وصوت الخطوات لأجزاء الجسم. وصوت الغابات والشواطئ للمشاهد. وصوت دقّات السّاعة والغسّالة والسّيّارة للأجسام. وفي الوقت نفسه،  كان هناك ماسح ضوئي يقوم بقياس النّشاط في الدماغ البصري.

 

يقول البروفيسور هانز أوب دي بيك: "وجدنا أن الأشخاص المكفوفين يستخدمون خريطة في الدماغ البصري". "يستجيب دماغهم البصري بطريقة مختلفة لكلّ فئة صوتيّة. وهذا يعني أن المكفوفين، أيضًا، يستخدمون هذا الجزء من الدّماغ للتّمييز بين الفئات، على الرغم من أنهم لم تكن لهم أي مدخلات بصرية أبداً. فتخطيط خريطتهم هو إلى حدّ كبير نفسه في النّاس المبصرين. وهذا يعني أن الممارسة البصريّة ليست مطلوبة لتطوير انتقائية الفئة الصّوتيّة في الدّماغ البصري".

 

ولكن هذه النتائج تثير أيضًا أسئلة جديدة. لشيء واحد، الأصوات تختلف جدًّا عن المدخلات البصريّة كالصور وأشرطة الفيديو، لذلك ما الذي يجري  معالجته بالضّبط في الدّماغ البصري للمكفوفين؟ المزيد من البحوث يجب أن تظهر ذلك.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد