جعل الله تعالى حياتنا كلها فرصة للوصول إليه ولقائه؛ فإن استفدنا من فرصها تقدّمنا وتكاملنا، وإن أهدرنا هذه الفرص أو عبثنا فيها واستخففنا بها وأتلفناها ابتعدنا واحتجبنا ثم هبطنا وهوينا. إهدار الفرص من خلال التعامل معها بطريقة سلبية هو ما نطلق عليه عنوان الذنوب. التعامل الخاطئ مع الموارد والمواهب الإلهية يجلب الشقاء والانحطاط.
حين ننتبه ونستيقظ من غفلتنا وسباتنا، ثم نجد أنفسنا في القعر، يجب أن نرجع ونقلع مرة أخرى. لكن ذلك غير ممكن مع وجود كل الآثار والتبعات الحاصلة من الذنوب. هنا يجب التكفير الذي يعني إزالة تلك الآثار أو انعدام تأثيرها السلبي.
وقد دلنا أهل الوحي عليهم الصلاة والسلام على سبل التكفير عن الذنوب من أجل الانطلاق في رحلة السير إلى الله بكل قوة ونشاط، وأشاروا إلى مجموعة مهمة من العوامل التي تساهم في إزالة الذنوب من صفحة النفس. بعض هذه العوامل قهرية وهي بحكم الأثر والنتيجة الحاصلة من ارتكاب الذنب، تقع وفق سنّة الله النابعة من رحمته تعالى بالمؤمنين خاصة، حيث يجري عليهم ما يُمحق ذنوبهم بتخليصهم من آثارها. والبعض الآخر اختياري يمكن للمؤمن التائب أن يقوم به بحسب الظروف والمناسبات. وسوف نذكر أهم هذه العوامل القهرية والاختيارية، ليكون ذلك عونًا لنا وهاديًا ونحن نشق طريقنا للعودة والإنابة إلى ربنا عزت آلاؤه.
أما عوامل التكفير القهرية فهي عديدة؛ أشهرها المرض والهم والغم والفقر والخوف والموت والوجع وأنواع البلايا الأخرى. وهي تجري في الغالب بعد أن يهمل المؤمن الإتيان بالعوامل الاختيارية أو يتهاون بها ويؤجلها، غير متوجه إلى ما يمكن أن يحصل له جراء ذلك. فالمؤمن الذكي هو الذي يسرع إلى التكفير عن ذنوبه، وكأنه بذلك يدفع عن نفسه البلاءات المرتبطة بهذا الجانب. فمن لم يتعلم بالحسنى لا بد أن يتعلم بالسوء.
ولا شك بأن مسارعة المؤمن للتكفير عن ذنوبه هو توفيقٌ إلهي خاص نابع من هداية الله وعنايته بعبده. ففي كلا الحالين تشمل الرحمة هذا المؤمن ما دام مؤمنًا بربّه متوجهًا إليه طالبًا لقاءه.
التكفيرات القهرية:
قَالَ الصَّادِقُ (ع): يُصْبِحُ الْمُؤْمِنُ حَزِينًا وَيُمْسِي حَزِينًا وَلَا يُصْلِحُهُ إِلَّا ذَاكَ وَسَاعَاتُ الْغُمُومَ كَفَّارَاتُ الذُّنُوب.[1]
قَالَ عَلِيٌّ (ع): فِي الْمَرَضِ يُصِيبُ الصَّبِيَّ إِنَّهُ كَفَّارَةٌ لِوَالِدَيْهِ.[2]
عن رَسُولُ اللَّهِ (ص): إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا قَارَفَ الذُّنُوبَ وَابْتُلِيَ بِهَا ابْتُلِيَ بِالْفَقْرِ فَإِنْ كَانَ فِي ذَلِكَ كَفَّارَةٌ لِذُنُوبِهِ، وَإِلَّا ابْتُلِيَ بِالْمَرَضِ فَإِنْ كَانَ فِي ذَلِكَ كَفَّارَةٌ لِذُنُوبِهِ، وَإِلَّا ابْتُلِيَ بِالْخَوْفِ مِنَ السُّلْطَانِ يَطْلُبُهُ فَإِنْ كَانَ فِي ذَلِكَ كَفَّارَةٌ لِذُنُوبِهِ، وَإِلَّا ضُيِّقَ عَلَيْهِ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهِ حَتَّى يَلْقَاهُ وَمَا لَهُ مِنْ ذَنْبٍ يَدَّعِيهِ عَلَيْهِ فَيَأْمُرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ؛ وَإِنَّ الْكَافِرَ وَالْمُنَافِقَ لَيُهَوَّنُ عَلَيْهِمَا خُرُوجُ أَنْفُسِهِمَا حَتَّى يَلْقَيَانِ اللَّهَ حِينَ يَلْقَيَانِهِ وَمَا لَهُمَا عِنْدَهُ مِنْ حَسَنَةٍ يَدَّعِيَانِهَا عَلَيْهِ، فَيَأْمُرُ بِهِمَا إِلَى النَّارِ.[3]
عن رسول الله: ... وَحُمَّى يَوْمٍ كَفَّارَةُ سَنَةٍ فَإِنَّ أَلَمَهَا يَبْقَى فِي الْجَسَدِ سَنَةً وَهِيَ كَفَّارَةٌ لِمَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا وَمَنِ اشْتَكَى لَيْلَةً فَقَبِلَهَا بِقَبُولِهَا وَأَدَّى إِلَى اللَّهِ شُكْرَهَا كَانَتْ لَهُ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ سَنَةٍ لِقَبُولِهَا وَسَنَةٍ لِلصَّبْرِ عَلَيْهَا وَالْمَرَضُ لِلْمُؤْمِنِ تَطْهِيرٌ وَرَحْمَةٌ وَلِلْكَافِرِ تَعْذِيبٌ وَلَعْنَةٌ وَلَا يَزَالُ الْمَرَضُ بِالْمُؤْمِنِ حَتَّى لَا يُبْقِي عَلَيْهِ ذَنْبًا وَصُدَاعُ لَيْلَةٍ يَحُطُّ كُلَّ خَطِيئَةٍ إِلَّا الْكَبَائِرَ.[4]
عن أبي الحسن موسى (ع): مَا يُصَفَّى بِهِ وَلِيُّنَا أَنْ يُرِيَهُ اللَّهُ رُؤْيَا مَهُولَةً، فَيُصْبِحَ حَزِينًا لِمَا رَأَى، فَيَكُونَ ذَلِكَ كَفَّارَةً لَهُ، أَوْ خَوْفًا يَرِدُ عَلَيْهِ مِنْ أَهْلِ دَوْلَةِ الْبَاطِلِ، أَوْ يُشَدَّدَ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَيَلْقَى اللَّهَ طَاهِرًا مِنَ الذُّنُوبِ، آمِنًا رَوْعَتُهُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.[5]
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): وَاللَّهِ لَا يَصِفُ عَبْدٌ هَذَا الْأَمْرَ فَتَطْعَمُهُ النَّارُ. قُلْتُ إِنَّ فِيهِمْ مَنْ يَفْعَلُ وَيَفْعَلُ، فَقَالَ: إِنَّهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ ابْتَلَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَحَدَهُمْ فِي جَسَدِهِ فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ، وَإِلَّا ضَيَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ فَإِنْ كَانَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ، وَإِلَّا شَدَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَوْتَهُ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهَ وَلَا ذَنْبَ لَهُ ثُمَّ يُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ.[6]
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا مِنْ عَبْدٍ أُرِيدُ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ إِلَّا ابْتَلَيْتُهُ فِي جَسَدِهِ فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ وَإِلَّا شَدَّدْتُ عَلَيْهِ عِنْدَ مَوْتِهِ حَتَّى يَأْتِيَنِي وَلَا ذَنْبَ لَهُ ثُمَّ أُدْخِلُهُ الْجَنَّة.[7]
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ: إِذَا ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُ كَانَ كَفَّارَةً لَهُ لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ وَيَسْتَغِيثُ فِيمَا بَقِيَ.[8]
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَبِهِ وَجَعٌ فِي شَيءٍ مِنْ بَدَنِهِ لَا يُفَارِقُهُ حَتَّى يَمُوتَ يَكُونُ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ.[9]
لَقَدْ سَمِعْتُ حَبِيبِي رَسُولَ اللَّهِ (ص): يَقُولُ لَوْ أَنَّ الْمُؤْمِنَ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا وَعَلَيْهِ مِثْلُ ذُنُوبِ أَهْلِ الْأَرْضِ لَكَانَ الْمَوْتُ كَفَّارَةً لِتِلْكَ الذُّنُوب.[10]
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ (ع) قَالَ: دَخَلَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (ع) عَلَى رَجُلٍ قَدْ غَرِقَ فِي سَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَهُوَ لَا يُجِيبُ دَاعِيًا، فَقَالُوا لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّه وَدِدْنَا لَوْ عَرَفْنَا كَيْفَ الْمَوْتُ وَكَيْفَ حَالُ صَاحِبِنَا؛ فَقَالَ: الْمَوْتُ هُوَ الْمِصْفَاةُ يُصَفِّي الْمُؤْمِنِينَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ فَيَكُونُ آخِرُ أَلَمٍ يُصِيبُهُمْ كَفَّارَةَ آخِرِ وِزْرٍ بَقِيَ عَلَيْهِم.[11]
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِذُنُوبِ الْمُؤْمِنِينَ.[12]
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) يَقُولُ: لَوْ أَنَّ الْمُؤْمِنَ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا وَعَلَيْهِ مِثْلُ ذُنُوبِ أَهْلِ الْأَرْضِ لَكَانَ الْمَوْتُ كَفَّارَةً لِتِلْكَ الذُّنُوب.[13]
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (ع) يَقُولُ: الْمُؤْمِنُ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَمُرَّ عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ يَوْمًا لَا يُمَحِّصُهُ اللَّهُ فِيهَا مِنْ ذُنُوبِهِ وَإِنَّ الْخَدْشَ وَالْعَثْرَةَ وَانْقِطَاعَ الشِّسْعِ وَاخْتِلَاجَ الْعَيْنِ وَأَشْبَاهَ ذَلِكَ لَيُمَحَّصُ بِهِ وَلِيُّنَا مِنْ ذُنُوبِهِ وَأَنْ يَغْتَمَّ لَا يَدْرِي مَا وَجْهُهُ؛ فَأَمَّا الْحُمَّى فَإِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ آبَائِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) قَالَ: حُمَّى لَيْلَةٍ كَفَّارَةُ سَنَةٍ.[14]
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع): يُحَدِّثُ عَنْ آبَائِهِ (ع) أَنَّ مَرِيضًا شَدِيدَ الْحُمَّى عَادَهُ الْحُسَيْنُ (ع) فَلَمَّا دَخَلَ مِنْ بَابِ الدَّارِ طَارَتِ الْحُمَّى عَنِ الرَّجُلِ، فَقَالَ لَهُ: رَضِيتُ بِمَا أُوتِيتُمْ بِهِ حَقًّا حَقًّا وَالْحُمَّى تَهْرُبُ عَنْكُمْ؛ فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ (ع) وَاللَّهِ مَا خَلَقَ اللَّهُ شَيْئًا إِلَّا وَقَدْ أَمَرَهُ بِالطَّاعَةِ لَنَا، قَالَ: فَإِذَا نَحْنُ نَسْمَعُ الصَّوْتَ وَلَا نَرَى الشَّخْصَ يَقُولُ لَبَّيْكَ، قَال: أَلَيْسَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَكِ أَنْ لَا تَقْرَبِي إِلَّا عَدُوًّا أَوْ مُذْنِبًا لِكَيْ تَكُونِي كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ فَمَا بَالُ هَذَا؟ فَكَانَ الْمَرِيضُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ اللَّيْثِيَّ.[15]
قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (ع) يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَنَا مِنْ شِيعَتِكُمُ الْخُلَّصِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ فَإِذَا أَنْتَ كَإِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ (ع) الَّذِي قَالَ اللَّهُ {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ * إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} فَإِنْ كَانَ قَلْبُكَ كَقَلْبِهِ فَأَنْتَ مِنْ شِيعَتِنَا، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ قَلْبُكَ كَقَلْبِهِ وَهُوَ طَاهِرٌ مِنَ الْغِشِّ وَالْغِلِّ فَأَنْتَ مِنْ مُحِبِّينَا، وَإِلَّا فَإِنَّكَ إِنْ عَرَفْتَ أَنَّكَ بِقَوْلِكَ كَاذِبٌ فِيهِ إِنَّكَ لَمُبْتَلًى بِفَالِجٍ لَا يُفَارِقُكَ إِلَى الْمَوْتِ أَوْ جُذَامٍ لِيَكُونَ كَفَّارَةً لِكَذِبِكَ هَذَا.[16]
إِنِّي كُنْتُ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا عَلِيُّ؟ فَقُلْتُ: أَصْبَحْتُ وَلَيْسَ فِي يَدِي شَيْءٌ غَيْرُ الْمَاءِ وَأَنَا مُغْتَمٌّ لِحَالِ فَرْخَيَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ (ع)، فَقَالَ لِي: يَا عَلِيُّ غَمُّ الْعِيَالِ سِتْرٌ مِنَ النَّارِ وَطَاعَةُ الْخَالِقِ أَمَانٌ مِنَ الْعَذَابِ وَالصَّبْرُ عَلَى الطَّاعَةِ جِهَادٌ وَأَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً وَغَمُّ الْمَوْتِ كَفَّارَةُ الذُّنُوب.[17]
قَالَ النَّبِيُّ (ص) إِنَّ الْمَرَضَ يُنَقِّي الْجَسَدَ مِنَ الذُّنُوبِ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، وَإِذَا مَرِضَ الصَّبِيُّ كَانَ مَرَضُهُ كَفَّارَةً لِوَالِدَيْهِ.[18]
أما الأفعال الاختيارية فقد قرأنا عن أهل الوحي ما يرشدنا إلى العديد منها. بعضها يرتبط بالأعمال العبادية المعروفة كالصلاة الواجبة والمستحبة والصوم الواجب والمندوب في أيام خاصة كأيام شعبان ورجب وعيد الغدير ويوم المبعث، وقراءة القرآن الكريم وذكر الله في الغافلين والوضوء وحضور يوم الجمعة وغسله، وإجابة المؤذن الداعي إلى الصلاة خير العمل، والحج والعمرة والدعاء والشكوى إلى الله عند المرض والوجع وغيره.
وبعضها يرتبط بخدمة الناس والإحسان إليهم ماديًّا ومعنويًّا كإغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب والتبسّم في وجه المؤمن الذي لا تعرفه ـ تفعل ذلك احترامًا لإيمانه، وخدمة المرء عياله وأسرته دون أي حرج منه، والتفكر والشهادة بالحق نصرة للمظلوم.
قَالَ الإمام علي (ع): مِنْ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ وَالتَّنْفِيسُ عَنِ الْمَكْرُوب.[19]
عن رسول الله: يَا عَلِيُّ مَنْ لَمْ يَأْنَفْ مِنْ خِدْمَةِ الْعِيَالِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لِلْكَبَائِرِ وَيُطْفِئ غَضَبَ الرَّب.[20]
عن رسول الله: أكثروا ذِكْرَ اللَّهِ إِذَا دَخَلْتُمُ الْأَسْوَاقَ وَعِنْدَ اشْتِغَالِ النَّاسِ بِالتِّجَارَاتِ فَإِنَّهُ كَفَّارَةٌ لِلذُّنُوبِ وَزِيَادَةٌ فِي الْحَسَنَات.[21]
عن أبي عبدالله: الصَّلَاةَ سِتْرٌ وَكَفَّارَةٌ لِلذُّنُوب.[22]
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): يَا سَلْمَانُ عَلَيْكَ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فَإِنَّ قِرَاءَتَهُ كَفَّارَةٌ لِلذُّنُوبِ وَسِتْرٌ مِنَ النَّارِ وَأَمَانٌ مِنَ الْعَذَاب.[23]
عن رسول الله: الْفِكْرَةُ مِرْآةُ الْحَسَنَاتِ وَكَفَّارَةُ السَّيِّئَاتِ وَضِيَاءُ الْقُلُوبِ وَفُسْحَةُ للْخَلْقِ وَإِصَابَةٌ فِي إصَلَاحِ الْمَعَادِ وَاطِّلَاعٌ عَلَى الْعَوَاقِبِ وَاسْتِزَادَةٌ فِي الْعِلْمِ وَهِيَ خَصْلَةٌ لَا يُعْبَدُ اللَّهُ بِمِثْلِهَا. [24]
عن الإمام الصادق: وَيُسْتَحَبُّ الدُّعَاءُ لِلْمَرِيضِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ وَمَا تَحْتَهُنَّ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاشْفِهِ بِشِفَائِكَ وَدَاوِهِ بِدَوَائِكَ وَعَافِهِ مِنْ بَلَائِكَ وَاجْعَلْ شِكَايَتَهُ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ وَمَا بَقِيَ. [25]
إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَام كان يقول: إِنَّمَا مَثَلُ الصَّلَاةِ مَثَلُ النَّهَرِ الَّذِي يُنَقِّي الدَّرَنَ، كُلَّمَا صَلَّى صَلَاةً كَانَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ إِلَّا ذَنْبٌ أَخْرَجَهُ مِنَ الْإِيمَانِ، مُقِيمٌ عَلَيْهِ. [26]
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ وَانْتَهَيْتُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى سَمِعْتُ الْأَذَانَ فَإِذَا مَلَكٌ يُؤَذِّنُ لَمْ يُرَ فِي السَّمَاءِ قَبْلَ تِلْكَ اللَّيْلَة... فقال: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، فَقَالَ صَدَقَ عَبْدِي ودَعَا إِلَى فَرِيضَتِي، فَمَنْ مَشَى إِلَيْهَا رَاغِبًا فِيهَا مُحْتَسِبًا كَانَتْ لَهُ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ. [27]
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): يَا أَمَتِي أَقَمْتِ الشَّهَادَةَ بِالْحَقِّ لِلضُّعَفَاءِ عَلَى الْمُبْطِلِينَ، وَلَمْ تَأْخُذْكِ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، فَصَيَّرْتُ لَكِ ذَلِكِ كَفَّارَةً لِذُنُوبِكِ الْمَاضِيَةِ، وَمَحَوًا لِخَطِيئَاتِكِ السَّالِفَةِ.[28]
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَقُولُ: مَنْ قَالَ عَشْرَ مَرَّاتٍ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ كَانَتْ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ.[29]
عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ (ع) فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ بَيْنَ يَدَيَّ وَجَلَسْتُ عِنْدَهُ حَتَّى حَضَرَتِ الْمَغْرِبُ فَدَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ قَالَ لِي: تَوَضَّأْ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنَا عَلَى وُضُوئِي، فَقَالَ: وَإِنْ كُنْتَ عَلَى وُضُوءٍ إِنَّ مَنْ تَوَضَّأَ لِلْمَغْرِبِ كَانَ وُضُوؤُهُ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ فِي يَوْمِهِ إِلَّا الْكَبَائِرَ؛ وَمَنْ تَوَضَّأَ لِلصُّبْحِ كَانَ وُضُوؤُهُ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ فِي لَيْلَتِهِ إِلَّا الْكَبَائِرَ. [30]
عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله (ع): «فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ» قال: يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما عفا من جراح أو غيره.[31]
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) يَصُومُ شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ يَصِلُهُمَا وَيَنْهَى النَّاسَ أَنْ يَصِلُوهُمَا وَكَانَ يَقُولُ هُمَا شَهْرَا اللَّهِ وَهُمَا كَفَّارَةٌ لِمَا قَبْلَهُمَا وَلِمَا بَعْدَهُمَا مِنَ الذُّنُوبِ.[32]
وَجَعَلَ صَلَوَاتِنَا عَلَيْكُمْ رَحْمَةً لَنَا وَكَفَّارَةً لِذُنُوبِنَا إِذَا اخْتَارَكُمْ لَنَا وَطَيَّبَ خَلْقَنَا بِمَا مَنَّ بِهِ عَلَيْنَا مِنْ وَلَايَتِكُم.[33]
عَنْ عَلِيٍّ (ص) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَالَ: الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةُ مَا بَيْنَهُمَا وَالْحِجَّةُ الْمُتَقَبَّلَةُ ثَوَابُهَا الْجَنَّةُ وَمِنَ الذُّنُوبِ ذُنُوبٌ لَا تُغْفَرُ إِلَّا بِعَرَفَاتٍ.[34]
قَالَ الصَّادِقُ (ع) غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ طَهُورٌ وَكَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الذُّنُوبِ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ.[35]
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ: أَوَّلُ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِ الشَّهِيدِ كَفَّارَةٌ لِذُنُوبِهِ إِلَّا الدَّيْنَ فَإِنَّ كَفَّارَتَهُ قَضَاؤُهُ.[36]
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ فَذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ طَهُرَ جَمِيعُ جَسَدِهِ وَكَانَ الْوُضُوءُ إِلَى الْوُضُوءِ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الذُّنُوبِ وَمَنْ لَمْ يُسَمِّ لَمْ يَطْهُرْ مِنْ جَسَدِهِ إِلَّا مَا أَصَابَهُ الْمَاءُ.[37]
عَنِ الرِّضَا عَلِيِّ بْنِ مُوسَى (ص) أَنَّهُ قَال: صَوْمُ شَعْبَانَ كَفَّارَةُ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ حَتَّى لَوْ أَنَّ رَجُلًا بُلِيَ بِدَمٍ حَرَامٍ فَصَامَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ أَيَّامًا وَمَاتَ رَجَوْتُ لَهُ الْمَغْفِرَة.[38]
قَالَ الإمام علي (ع): إِجَابَةُ الْمُؤَذِّنِ كَفَّارَةُ الذُّنُوبِ وَالْمَشْيُ إِلَى الْمَسْجِدِ طَاعَةُ اللَّهِ وَطَاعَةُ رَسُولِه.[39]
عن رسول الله (ص): أَمَانُ الْمُؤْمِنِ مِنَ الْقَطِيعَةِ وَالْفُرْقَةِ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَخَيْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فِي الصَّلَاةِ وَبِهَا يَتَبَيَّنُ الْمُؤْمِنُ مِنَ الْكَافِرِ وَالْمُخْلِصُ مِنَ الْمُنَافِقِ وَهِيَ عِمَادُ الدِّينِ وَمَلَاذُ الْجَسَدِ وَزَيْنُ الْإِسْلَامِ وَمُنَاجَاةُ الْحَبِيبِ لِلْحَبِيبِ وَقَضَاءُ الْحَاجَةِ وَتَوْبَةُ التَّائِبِ وَتَذْكِرَةُ الْمَنِيَّةِ وَالْبَرَكَةُ فِي الْمَالِ وَسَعَةُ الرِّزْقِ وَنُورُ الْوَجْهِ وَعِزُّ الْمُؤْمِنِ وَاسْتِنْزَالُ الرَّحْمَةِ وَاسْتِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَاسْتِغْفَارُ الْمَلَائِكَةِ وَرَغْمُ الْمُلْحِدِينَ وَقَهْرُ الشَّيَاطِينِ وَسُرُورُ الْمُؤْمِنِ وَكَفَّارَةُ الذُّنُوبِ وَحِصْنُ الْمَالِ وَقَبُولُ الشَّهَادَةِ وَعِمْرَانُ الْمَسَاجِدِ وَزَيْنُ الْبَلَدِ وَالتَّوَاضُعُ لِلَّهِ وَنَفْيُ الْكِبْرِ وَاسْتِكْثَارُ الْقُصُورِ وَمُهُورُ حُورِ الْعِينِ وَغَرْسُ الْأَشْجَارِ وَهَيْبَةُ الْفُجَّارِ وَنُثَارُ الرَّحْمَةِ مِنَ اللَّهِ.[40]
قَالَ رسول الله (ص): التَّبَسُّمُ فِي وَجْهِ الْمُؤْمِنِ الْغَرِيبِ مِنْ كَفَّارَةِ الذُّنُوبِ.[41]
عن رسول الله: أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَضَ عَلَيْهِمْ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي خَمْسَةِ أَوْقَاتٍ اثْنَتَانِ بِاللَّيْلِ وَثَلَاثٌ بِالنَّهَارِ ثُمَّ جَعَلَ هَذِهِ الْخَمْسَ صَلَوَاتٍ تَعْدِلُ خَمْسِينَ صَلَوَاتٍ وَجَعَلَهَا كَفَّارَةَ خَطَايَاهُمْ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ} يَقُولُ: صَلَوَاتُ الْخَمْسِ تُكَفِّرُ الذُّنُوبَ مَا اجْتَنَبَ الْعَبْدُ الْكَبَائِر.[42]
رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ (ص): أَنَّهُ مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ [فَقَالَ] فَقَرَأَ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ بِسْمِ اللَّهِ {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ} هَدَاهُ اللَّهُ إِلَى الصَّوَابِ وَالْإِيمَانِ، وَإِذَا قَالَ: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ} أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ وَسَقَاهُ مِنْ شَرَابِهَا، وَإِذَا قَالَ {وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ، وَإِذَا قَالَ {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} أَمَاتَهُ اللَّهُ تَعَالَى مَوْتَةَ الشُّهَدَاءِ وَأَحْيَاهُ حَيَاةَ السُّعَدَاءِ، وَإِذَا قَالَ {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّين}ِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ [خَطَأَهُ] خَطَايَاهُ كُلُّها وَإِنْ كَانَت أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ، وَإِذَا قَالَ {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} وَهَبَ اللَّهُ لَهُ حُكْمًا وَعِلمًا وَأَلْحَقَهُ بِصَالِحِ مَنْ مَضَى وَصَالِحِ مَنْ بَقِيَ، وَإِذَا قَالَ {وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} كَتَبَ اللَّهُ لَهُ وَرَقَةً بَيْضَاءَ أَنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ مِنَ الصَّادِقِينَ وَإِذَا قَالَ {وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ} أَعْطَاهُ اللَّهُ مَنَازِلَ فِي الْجَنَّةِ، وَإِذَا قَالَ {وَاغْفِرْ لِأَبِي} غَفَرَ اللَّهُ تَعَالَى لِأَبَوَيْهِ.[43]
عَن علي بن موسى الرضا قَالَ: صَوْمُ شَعْبَانَ كَفَّارَةُ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ حَتَّى لَوْ أَنَّ رَجُلًا بُلِيَ بِدَمٍ حَرَامٍ فَصَامَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ أَيَّامًا وَمَاتَ رَجَوْتُ لَهُ الْمَغْفِرَةَ، قَالَ قُلْتُ: فَمَا أَفْضَلُ الدُّعَاءِ فِي هَذَا الشَّهْرِ؟ فَقَالَ: الِاسْتِغْفَارُ إِنَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ فِي شَعْبَانَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً كَانَ كَمَنِ اسْتَغْفَرَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَرَّةٍ. قُلْتُ: فَكَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ. [44]
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) فِي قَوْلِهِ {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفًا مُنَشَّرَةً} وَذَلِكَ أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّ الرَّجُلَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ يُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيُصْبِحُ وَذَنْبُهُ مَكْتُوبٌ عِنْدَ رَأْسِهِ وَكَفَّارَتُهُ، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ (ص) وَقَالَ: يَسْأَلُكَ قَوْمُكَ سُنَّةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الذُّنُوبِ فَإِنْ شَاءُوا فَعَلْنَا ذَلِكَ بِهِمْ وَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كُنَّا نَأْخُذُ بِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَزَعَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) كَرِهَ ذَلِكَ لِقَوْمِهِ.[45]
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) النَّاسُ فِي الْجُمُعَةِ عَلَى ثَلَاثَةِ مَنَازِلَ: رَجُلٌ شَهِدَهَا بِإِنْصَاتٍ وَسُكُونٍ قَبْلَ الْإِمَامِ وَذَلِكَ كَفَّارَةٌ لِذُنُوبِهِ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ الثَّانِيَةِ وَزِيَادَةِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها}، وَرَجُلٌ شَهِدَهَا بِلَغَطٍ وَمَلَقٍ وَقَلَقٍ فَذَلِكَ حَظُّهُ، وَرَجُلٌ شَهِدَهَا وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَامَ يُصَلِّي فَقَدْ أَخْطَأَ السُّنَّةَ.[46]
ما وَرَدَ عَنِ الْإِمَامِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنَّ صِيَامَهُ (الخامس والعشرين من رجب) كَفَّارَةٌ عَنْ ذُنُوبِ مِائَتَيْ سَنَةٍ.[47]
بِسَنَدٍ مُعْتَبَرٍ عَنِ الْإِمَامِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ رُوِيَ أَنَّهُ مَنْ صَامَ يَوْمَ الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ، جَعَلَ اللَّهُ صِيَامَهُ كَفَّارَةَ ذُنُوبِ سَبْعِينَ سَنَةً. [48]
روي عَنِ الْإِمَامِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ مَنْ صَامَ السَّادِسَ وَالْعِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ جَعَلَهُ اللَّهُ لَهُ كَفَّارَةَ ذُنُوبِ ثَمَانِينَ سَنَةً.[49]
وَرُوِيَ عَنِ الْإِمَامِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ بِسَنَدٍ مُعْتَبَرٍ أَنَّهُ مَنْ صَامَ الثَّامِنَ وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَجَبٍ كَانَ لَهُ كَفَّارَةُ ذُنُوبِ تِسْعِينَ سَنَةً، وَمَنْ صَامَ التَّاسِعَ وَالْعِشْرِينَ مِنْهُ كَانَتْ لَهُ كَفَّارَةُ مِائَةِ سَنَةٍ، وَمَنْ صَامَ الثَّلَاثِينَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذُنُوبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ.[50]
وَيُرْوَى عَنِ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ شَهْرَ شَعْبَانَ وَيُوصِلُهُ بِشَهْرِ رَمَضَانَ وَيَقُولُ: كِلَاهُمَا شَهْرُ اللَّهِ وَصِيَامُهُمَا كَفَّارَةُ الذُّنُوبِ الْمُتَقَدِّمَةِ وَالْمُتَأَخِّرَةِ.[51]
عَنِ الْإِمَامِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ صَوْمَ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ كَفَّارَةٌ عَنْ ذُنُوبِ سِتِّينَ سَنَةً. وَلَيْلَةَ عَرَفَةَ مِنَ اللَّيَالِي الْمُبَارَكَةِ أَيْضًا.[52]
قَالَ الإمام الصادق عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَنْبَغِي لَكُمْ أَنْ تَصُومُوا هَذَا الْيَوْمَ (18 ذي الحجة) وَتَعْبُدُوا وَتَذْكُرُوا مُحَمَّدًا وَآلَ مُحَمَّدٍ وَتُصَلُّوا عَلَيْهِمْ، وَأَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يَتَّخِذَ هَذَا الْيَوْمَ عِيدًا، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى قَالَ: صَوْمُ يَوْمِ الْغَدِيرِ كَفَّارَةٌ عَنْ ذُنُوبِ سِتِّينَ سَنَةً.[53]
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مَرَّةً وَاحِدَةً بُورِكَ عَلَيْهِ مَرَّةً، وَإِنْ قَرَأَهَا مَرَّتَيْنِ بُورِكَ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَإِنْ قَرَأَهَا ثَلَاثًا بُورِكَ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِهِ وَعَلَى جِيرَانِهِ، وَإِنْ قَرَأَهَا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً بَنَى اللَّهُ تَعَالَى لَهُ فِي الْجَنَّةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ غُرْفَةً وَتَقُولُ الْحَفَظَةُ تَعَالَوْا أُنْظُرُوا إِلَى غُرَفِ إِخْوَانِنَا، وَإِنْ قَرَأَهَا مِائَةَ مَرَّةٍ جَعَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى كَفَّارَةَ ذُنُوبِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً مِنْهُ، وَإِنْ قَرَأَهَا أَرْبَعَمِائَةِ مَرَّةٍ جَعَلَهَا اللَّهُ كَفَّارَةَ أَرْبَعِمِائَةِ سَنَةٍ مِنْ ذُنُوبِهِ إِلَّا الدِّمَاءَ وَالْمَظَالِمَ، وَإِنْ قَرَأَهَا أَلْفَ مَرَّةٍ لَا يَمُوتُ حَتَّى يَرَى مَكَانَهُ فِي الْجَنَّةِ أَوْ يَرَاهُ غَيْرُهُ فَيُخْبِرَهُ بِهِ.[54]
قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ حَدَّثَ نَفْسَهُ أَنْ يَصُومَهُ إِنْ عَاشَهُ فَإِنْ مَاتَ بَيْنَ ذَلِكَ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَا مِنْ نَفَقَةٍ إِلَّا وَيُسْأَلُ الْعَبْدُ عَنْهَا إِلَّا النَّفَقَةُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ صِلَةً لِلْعِبَادِ وَكَانَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِمْ، وَمَنْ تَصَدَّقَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِصَدَقَةٍ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فَمَا فَوْقَهَا كَانَ أَثْقَلَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ جِبَالِ الْأَرْضِ ذَهَبًا تَصَدَّقَ بِهَا فِي غَيْرِ رَمَضَانَ، وَمَنْ قَرَأَ آيَةً فِي رَمَضَانَ أَوْ سَبَّحَ كَانَ لَهُ مِنَ الْفَضْلِ عَلَى غَيْرِهِ كَفَضْلِي عَلَى أُمَّتِي فَطُوبَى لِمَنْ أَدْرَكَ رَمَضَان.[55]
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): فِي سَابِعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا (ص) فَمَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ كَانَ كَفَّارَةَ سِتِّينَ وَيَعْصِمُهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ فَإِنْ مَاتَ فِي يَوْمِهِ أَوْ فِي لَيْلَتِهِ مَاتَ شَهِيدًا وَيَجْعَلُ اللَّهُ تَعَالَى رُوحَهُ فِي حَوَاصِلِ طَيْرٍ أَخْضَرَ يَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَ وَيَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ نَصِيبًا فِي عِبَادَةِ الْعَابِدِينَ وَالْمُجَاهِدِينَ وَالشَّاكِرِينَ وَالذَّاكِرِينَ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِذَا صَامَ الْعَبْدُ وَالْأَمَةُ وَمَاتَ لَيْلَتَهُ غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَه.[56]
فما أوسع أبواب المغفرة وما أشقى من لا يدخل منها!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]. الدعوات للرواندي، ص287.
[2]. من لا يحضره الفقيه، ج3، ص482.
[3]. مشكاة الأنوار، ص97.
[4]. عدة الداعي، ص127.
[5]. الأصول الستة عشر، ص52.
[6]. المحاسن، ج1، ص172.
[7]. الكافي، ج2، ص446.
[8]. التمحيص، ص33.
[9]. التمحيص، 42.
[10]. من لا يحضره الفقيه، ج4، ص411.
[11]. معاني الأخبار، ص289.
[12]. الأمالي للمفيد، ص283.
[13]. جامع الأخبار، ص34.
[14]. بحار الأنوار، ج78، ص187.
[15]. بحار الأنوار، ج44، ص183.
[16]. بحار الأنوار، ج65، ص156.
[17]. بحار الأنوار، ج73، ص16.
[18]. بحار الأنوار، ج78، ص197.
[19]. نهج البلاغة، ص472.
[20]. بحار الأنوار، ج101، ص132.
[21]. تحف العقول، ص104.
[22]. من لا يحضره الفقيه، ج3، ص39.
[23]. مستدرك الوسائل، ج4، ص257.
[24]. مصباح الشريعة، ص114.
[25]. مستدرك الوسائل، ج2، ص147.
[26]. الأصول الستة عشر، ص238.
[27]. بحار الأنوار، ج79، ص257.
[28]. التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري، ص676.
[29]. المحاسن، ج1، ص31.
[30]. الكافي، ج3، ص72.
[31]. تفسير العياشي، ج1، ص325.
[32]. الكافي، ج4، ص92.
[33]. كامل الزيارات، ص54.
[34]. دعائم الإسلام، ج1، ص294.
[35]. من لا يحضره الفقيه، ج1، ص112.
[36]. من لا يحضره الفقيه، ج3، ص183.
[37]. ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، ص15.
[38]. فضائل الأشهر الثلاثة، ص56.
[39]. جامع الأخبار، ص67.
[40]. جامع الأخبار، ص73.
[41]. جامع الأخبار، ص86.
[42]. إرشاد القلوب، ج2، ص412.
[43]. عدة الداعي، ص301.
[44]. فضل الأشهر الثلاثة، ص56.
[45]. تفسير القمي، ج2، ص396.
[46]. بحار الأنوار، ج86، ص189.
[47]. زاد المعاد، ص34.
[48]. زاد المعاد، ص34.
[49]. زاد المعاد، ص34.
[50]. زاد المعاد، ص40.
[51]. زاد المعاد، ص43.
[52]. زاد المعاد، ص166.
[53]. زاد المعاد، ص205.
[54]. مستدرك الوسائل، ج4، ص288.
[55]. مستدرك الوسائل، ج7، ص422.
[56]. مستدرك الوسائل، ج7، ص518.
السيد عباس نور الدين
محمود حيدر
عدنان الحاجي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ محمد مهدي الآصفي
الشيخ محمد صنقور
الشيخ محمد مصباح يزدي
الشيخ محمد مهدي النراقي
الشيخ باقر القرشي
الشيخ محمد الريشهري
حسين حسن آل جامع
الشيخ علي الجشي
عبدالله طاهر المعيبد
حبيب المعاتيق
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
فتح صفحة جديدة مع الله تعالى
ميتافيزيقا المثنَّى؛ دُربة المعرفة إلى توحيد الله وتوحيد العالم (2)
علماء فلك يرصدون جرمًا غامضًا يصدر ومضات غريبة إلى الأرض كل 44 دقيقة
أهميّة الحجّ بين الواجبات الإسلاميّة
عرفة منزل الدعاء والاستجابة
ميتافيزيقا المثنَّى؛ دُربة المعرفة إلى توحيد الله وتوحيد العالم (1)
عرفة روح الحج
﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾
المسيرة الإلهية الكبرى
ماذا يهدف إليه الحجّ؟