مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد عبد الأعلى السبزواري
عن الكاتب :
السيد عبد الأعلى السبزواري، من أكابر علماء الشيعة الإمامية، ولد في الثامن عشر من ذي الحجّة ١٣٢٨ﻫـ في سبزوار بإيران، بدأ دراسته للعلوم الدينية في مسقط رأسه، ثمّ سافر إلى مشهد، ثمّ انتقل إلى النجف الأشرف التي استقرّ بها حتّى وافاه الأجل، مشغولاً بالتدريس والتأليف وأداء واجباته الدينية. من مؤلفاته: مواهب الرحمن في تفسير القرآن، تهذيب الأصول، لباب المعارف، جامع الأحكام الشرعية، وسوى ذلك الكثير. تُوفي في 27 صفر سنة 1414 بالنجف الأشرف، وشيع جثمانه من حرم أمير المؤمنين (ع)، ودفن بمسجده الذي كان يقيم فيه صلاته ويلقي فيه بحثه ودرسه.

موجبات محو الذنوب

نذكر المهم منها في المقام، وهي:

 

الأول: التوبة، ويدل عليه الكتاب الكريم، والسنة الشريفة، والإجماع المحقق بين المسلمين، فمن الكتاب آيات كثيرة، قال تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 17]

 

وقال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]

 

وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى: 25]

 

وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } [النساء: 48]

 

وغير ذلك من الآيات المباركة وإطلاقها يشمل التوبة عن الذنوب الصغيرة والكبيرة.

 

الثاني: الطاعات، فإنها مكفر للسيئات، بل تمحو آثارها، قال تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]، وإطلاقه يشمل جميع السيئات، الصغائر والكبائر، وقال نبينا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): "الصلوات الخمس مكثرة لما بينها، ما اجتنب الكبائر"، وفي حديث آخر عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"، ويقيد إطلاق الآية الشريفة بمثل هذه الأخبار.

 

الثالث: اجتناب الكبائر كما تدل عليه الآية الشريفة المتقدمة، والمستفاد منها أن الاجتناب بنفسه مكفر للسيئات كالتوبة والطاعة، لا أن الاجتناب عن الكبائر يوجب التخلية بين الصغائر والطاعات الحسنة وهذه الأخيرة تكثر السيئات، فيدخل تحت قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]، بل للاجتناب دخل في التكفير، وله خصوصية خاصة.

 

بل يمكن إقامة الدليل العقلي على المطلوب، وهو: أن الأخذ بالصغائر بعد الاجتناب عن الكبائر، مداقة منه عز وجل في الحساب، ولا ينبغي ذلك بالنسبة إليه تعالى، لأنه الجواد المطلق والغفور الرحيم.

 

ثم إن إطلاق الآية الشريفة يشمل جميع الكبائر، وهي تكثر عن السيئات جميعاً، ما تقدم منها وما تأخر، إلا أن تكون من حقوق الناس؛ فإنها لا تكثر إلا بأدائها إلى أصحابها....

 

والمستفاد من هذه الآية الشريفة ترتيب الثواب على اجتناب الكبائر والابتعاد عنها ؛ لقوله تعالى: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء: 31]، مضافًا إلى ما ورد في بعض الأخبار الوعد بالثواب.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد