شكا أحد الصحابة إلى الرسول الأكرم (ص) الفقر، فقال له (ص): "أَدِمِ اَلطَّهَارَةَ يَدُمْ عَلَيْكَ اَلرِّزْقُ".
إنّ الله تعالى هو الرّزّاق، ويُقدّر للبعض رزقاً كثيراً، وللبعض الآخر رزقاً قليلاً، وذلك بحسب ما تقتضيه المصلحة، لكنّه لا يدع الإنسان الطّاهر والنّزيه في الفقر، بل يُؤمّن له رزقه، أجل بما أنّه للنجاسة "دركات"، فإنّ للطهارة "درجات"، ومن ثَمَّ فإنّ الرزق سيكون على أقسام.
ويزخر هذا الحديث بالكثير من المعارف، حيث إنّ المراد من دوام الطهارة ليس هو مجرّد أن يكون الإنسان دائماً على وضوء، فدوام الوضوء هو قسمٌ واحدٌ فقط من أقسام الطهارة.
وعلى سبيل المثال، فإنّ الذي لا يهتمّ بالعمل والاكتساب لا يكون طاهراً، إذ إنّ العمل واجبٌ على من يعول نفسه وأهله، كما أنّه لن يتمكّن أبداً من تطهير نجاسة تركه للاكتساب عن طريق الوضوء، لأنّ دوام الوضوء أمرٌ مستحب، وترك الاكتساب أمرٌ محرّم، ولا يُمكن تعويض الحرام بالمستحب.
فإذا كان الإنسان دائم الطهارة، فإنّ عليه أوّلاً أن يطّلع على تكاليفه الفقهيّة، ثم يعمل بها بعد ذلك، فالتاجر الطاهر يشتري الحلال، ويبيع الحلال، ولا يلجأ للاحتكار، ولا إلى الزيادة في الأسعار أو التطفيف...
ويُشير القرآن الكريم إلى أنّ الرزق الوفير والواسع لا يكون في مصلحة الجميع: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ} [الشورى: 27]، بمعنى أنّه إذا كانت الوضعيّة الماليّة لفئة خاصّة من المجتمع في حالة "تكاثر" وازدياد، فإنّ فسادهم سيطال البعض.
ويقول في موضع آخر: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [الروم: 41]، ويقول أيضاً: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى - أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6 - 7]، فطغيان الإنسان ناشئ من رؤية نفسه مستغنياً عن الله تعالى وعن الخلق.
فـ "التكاثر" يُساهم في الطغيان، ولهذا ليس من المصلحة أن ينشغل الإنسان به، وأمّا الكوثر الذي هو عبارة عن المال الحلال اللازم لإدارة الإنسان لأموره المعيشيّة بعزّة وشرف، فيُمكن الحصول عليه من خلال المواظبة على الطهارة.
السيد عادل العلوي
محمود حيدر
الشيخ مرتضى الباشا
السيد عباس نور الدين
الشيخ جعفر السبحاني
الشيخ محمد صنقور
حيدر حب الله
عدنان الحاجي
الشهيد مرتضى مطهري
الشيخ محمد جواد مغنية
حسين حسن آل جامع
حبيب المعاتيق
ناجي حرابة
عبدالله طاهر المعيبد
فريد عبد الله النمر
أحمد الرويعي
حسين آل سهوان
أسمهان آل تراب
أحمد الماجد
علي النمر
بوح الأسرار: خلوة النبي (ص) بالزهراء (ع) قبل رحيله
الوداع الأخير
ميتافيزيقا السؤال المؤسِّس (1)
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
خطة الرسول الأكرم (ص)
وصيّة نبي الرحمة (ص) قبيل رحيله
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ﴾ مفادها وفيمن نزلت (2)
الشخصية المرجعية للنبيّ بين الرسولية التبليغية والذاتية البشرية (2)
التجّلي الأعظم (سرّ من أسرار رسول الله محمد)
الشخصية المرجعية للنبيّ بين الرسولية التبليغية والذاتية البشرية (1)