صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
فريد عبد الله النمر
عن الكاتب :
من مواليد العوامية في الثالث من اكتوبر عام ١٩٦٥

أعياد العالم لمجاعة طفل يموت

‏لم أقفّي أضالعي أيتها القصيدة

 

‏التي تركت أصابعي مشبكة على رأسي بعشرتها للوقت الأخير البئيس

 

‏كل ذلك وهم يقدمون ورقاً مكشوفاً يلمّع وجوه الصغار المغبرة يصيغون فيها أفلام الرعب والمجاعة القاسية

 

‏وهكذا أضعت مني حبر النبضات الشاهقة في أشدّها لطفل الثبات

 

‏ولأنهم لا يحتملون كثافة الجوع قدموا أنفسهم للتوابيت بملء إرادتهم غذاء للأرض الميتة

 

‏يا بريد الصمت، أنبت لهم سبع بقرات عجاف وسبع سنابل

 

‏فما عادت الأختام ذات معنى تستفيق عليها البلاد

 

‏فمن ذا سيحفر لهم قبراً لائقاً والمجاعة تأكل الحفارين بالركام

 

‏وبدلاً أن أخط كلمات تجفف المسافات بيننا سأبتسم للوجع الصغير داخلي لبراءتهم الشامخة

 

‏أيتها النساء النحيلات لتتخذن مسيرتكن أرغفة للحجارة وبطونكن للمعجزات ومجاعة العالم البليد

 

‏فلم أتح لنقش العالم الفوضوي وشياً يتفيأ الغبار بيننا

 

‏سأضغط على البلاد الكبيرة أن تحمل أعناقكن للسماء

 

‏ولن أدع الشارع يهرب من تحتي حتي لا ينتهي بين المنافي الموحشة

 

‏ولأنني أهتم بالقبلات الجامحة منكن سأجرب جائحة كبرى اسمها الخذلان لصمت المدن الكثيرة كالأوبئة

 

‏ها أنا فمٌ واحد يهذي كلما جربت حلم اللغة الأخرى طريقاً للمرايا

 

‏فلتستمرّوا إذن باختراع الأدوية من دم الجرح الغزير وحقل الذرة المحترق والبيوت المهدمة فلا شيء ستخسره الحرب في الأثير

 

‏وكنون نائمة أيتها الأخوات أيقظن الفساتين المهترئة للتلويح الكثير

 

‏بعشرات الأمتار من سعة القماش التي توشك حمل الماء في غيهبها الملحّ

 

‏وحدثن عن المواعين عن السفاحين الوحوش وزجاجات المياه الفارغة

 

‏واكتبن عن المأوى الذي يفترش الجمر والشظايا وأنتم تملأن ظرف الجسد الواقف بالسكّر والمجاعة كل يوم

 

‏ها ابتدئن العصر الحجري القاتل واغرسن أسماءكن فوق هيكل الهلاك

 

‏وكمن يقتفي كل نداءات الندامى المتعبين استعينوا بقرع الأجساد الأنثوية والأطفال في شوارع الاضطهاد

 

‏ولتغضبن المدى الأثيري الذي يستغفل القلب طعناً كل حين

 

‏افضحوا يد الموت الممتدة بالمدافع والطائرات والمقاصل حين يحترق الموتى والقدور الخالية

 

‏وكيف لا تمتد الآلام والحكايات المتعبات .. جسوراً

 

‏والمرايا الخادعة محملة بالجثث

 

‏ها أنا أحمل الوقت على دنّ الغناءات المساء للمجلات القديمة

 

‏فيا أرصفة الجوع البائسة ارتجفي

 

‏دعي لي من المس تعاويذ الأجراس من الوتر الغض الملقى 

 

‏فلا قمامة هناك يبحث الأطفال فيها عن خبز قديم

 

‏ها أنا اكتبني مرجاً لليباب والضفاف التي تتغشاني سرباً مضيّعاً أقل من حزن سواي

 

‏لكني أشاهد زرقة الموت حفراً غائرة في الوجوه والظهور الذابلة

 

‏وكلما اجلتني تربة خوف لخدر الرمل

 

‏أراني معلقاً في الزمن المستعار كالحائط الذي يحمل التلفاز اللئيم

 

‏فيا لجرحك الذي صار أحجية للأغاني الميتة

 

‏يا فلسطين

 

‏فمن ذا سيفتح صنبور الحياة لأولئك البائسين ليأكلوا أو ليشربوا

 

‏ومن سيغني لهم أغنية الجوع

 

‏ومن ذا سيخرج من جبته خبزاً أو كفناً للعناق من وريد للوريد

 

‏أوكلما تعقبت للمنى في رئة الصحاري ..!

 

‏قلت يا "أم غزة" لما لا تصيحين بأعلى صوتك المنهك الآن لتحفظي أنفاس الشظايا الخائرة لفتح جديد

 

‏ولما لا تلقي قميصك الطفل وتغمضي عينيك عن دمك العبيط بأعياد القتل والناس نيام

 

‏ها أنت وحيدة يا امرأةً فقدت جلّ محاسنها وكل أسورة البحر والقناديل والزيتون وفلّ الأرض بصيف الحروب القديمة اللظى

 

‏وعليك أن تختاري وتعلني للأرض

 

‏ثمة خنجر فوق النحر يمزق العدالة البشرية ونبل الأمم في إنسان الموت ..

 

‏ثمة موتى مقهورون دون مكان

 

‏وثمة موتى معدومون دون لسان

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد