صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
حسين حسن آل جامع
عن الكاتب :
شاعرٌ من مواليدِ القطيفِ 1384 هـ

الإمام الرّضا: كعبة آمال المشتاقين

نَشوَى لَياليكَ فابزُغْ أيّها القمرُ

فَطالما هامَ في أنوارِكَ السّحرُ

 

ومنْ فَضاءاتِ طُوسٍ يا مُشرِّفَها

لُحْ كَالبهاءِ فكلُّ الكونِ يَنتظِرُ

 

واطلعْ على النّاسِ يامولايَ بدرَ دجًى

فمن جَمالكَ تَزهو الأنجُمُ الزّهُرُ

 

يا أيُّها الثّامنُ النّوّارُ يا فَلَقًا

تنفّست ضَوءَهُ الآياتُ والسّورُ

 

ويا سُلالةَ أنوارٍ مُطهّرةٍ

 (تَجري الصلاةُ عليهِمْ أينما ذُكِروا)

 

يا ابنَ النُبوّاتِ، ما أبهاهُ من نَسبٍ

إذ فيهِ كلُّ مَعاني المَجدِ تُختَصَرُ

 

وابنَ الكمالاتِ منْ أحسابِ سَيدةٍ

بيُمنِها كلُّ مَن والاكَ يَفتخِرُ

 

وهيَ البتولُ التي في يومِ مَولِدِها

 (شعّتْ فَلا الشمسُ تَحكِيها ولا القمرُ)

 

يا غُصنَ دَوحةِ مُوسَى وهْي وارفةٌ

منَ الظّلالِ ومِنها يَعذُبُ الثَمَرُ

 

وأنتَ أنتَ عليٌّ في هُدًى ونَدًى

وفيكَ ما في الهداةِ الغُرِّ مُدَّخَرُ

 

عاشتْكَ أرواحُنا الوَلهَى بعيدَ مَدًى

تكادُ منْ شِدّةِ التّحنانِ تُحتضَرُ

 

كم شَفّنا الوَجدُ يا مَولايَ ذاتَ جَوًى

فعادَ دمعُ الحَنايا وهْو يَنهمِرُ

 

وكم تُناجيكَ في أسحارِها مُهجٌ

كأنّها في زُحامِ الشوقِ تُعتصَرُ

 

أبا الجواد فِِداكَ الكونُ، مُدَّ يدًا

إلى مَواليكَ، قُل للوقتِ يَنحسِرُ

 

واحمِل مُحبِّيكَ أرواحًا وأفئدةً

إلى خُراسانَ حَتّى يَنتهي السّفَرُ

 

قد كُنتَ عالمَ آلِ البيتِ يا عَلَمًا

قَرّت على كَفِّهِ الألواح ُ والزُبُرُ

 

وكنتَ في الناسِ قُرآنًا يَضوعُ هُدًى

تَهدي إلى الرّشدِ مَن ضَلُّوا ومَن عَثروا

 

وكم تَصاغرَ من ناواكَ مُعترفًا

وعادَ مِن شاهقٍ يَهوي ويَنحدرُ

 

ورُحتَ وَحدَكَ تَمحو كلَّ داجيةٍ 

وفَوقَ كل عَجاج كنتَ تَنتصِرُ

 

وحينَ أفلجْتَ أربابَ النّهَى حُججًا

طافتْ عليكَ عيونُ الشّعرِ تَفتخِرُ

 

مولايَ جِئناكَ عُشّاقًا ورُبَّ هوًى

لم تَحتملْ وَصفَهُ الألفاظُ والصّورُ

 

شَوقًا نُباركُ مُوسَى وهَو بابُ ندًى

ومِن سَناهُ دَياجي الهَمِّ تَنحسِرُ

 

ولِلجوادِ تهانِينا تَفوحُ شَذًا

وكيفَ لا؟ وفِناهُ المَربعُ العَطِرُ

 

وقد رَكِبنا على اسمِ اللهِ في سُفُنٍ

 (هيَ النجاةُ وفيها يَأمنُ البشرُ). 

 

وأنتَ أنتَ رؤوفٌ يا ابنَ فاطمةٍ

وفي غدٍ يا حِمانا الفوزُ والظَفرُ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد