ولتقريب معناه إلى الذهن نستعين بالتشبيه، فنشبه (عالم البرزخ) بـ (عالم النوم) رغم بعد الشبه، فروح الإنسان تلتذ بما يشاهده في منامه من مناظر جميلة، فالحلم في النوم شأن الروح، تسري هذه اللذة الروحية إلى الجسم فيلتذ بدوره. وهكذا لما يكون حلم الإنسان مخيفاً يرتعد الجسم بعد ارتعاب الروح.
ولهذا يحتاج إلى ما يصونه ويحفظه من الزّيغ والزّلل والشّقاء، فجعل الله العبادة والدّعاء، ومنها الصّلاة معراج المؤمن وقربان كلّ تقيّ ومنها يطلب العبد من ربّه في سورة حمده أن يهديه ويثبته على الهداية (إهدنا الصراط المستقيم) فيكرّر ذلك لا أقلّ في كلّ يوم عشر مرات في الصلوات الواجبة فضلاً عن المستحبات، فإنّه لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب عند جميع أهل القبلة ومما أجمع عليه المسلمون وفي سورة الحمد (إهدنا الصراط المستقيم).
فإذا حمل أحدُهم حملاً ثقيلاً فإنَّ ثقله يميلُ به فيُخرجه عن حدِّ الاستواء والاعتدال في المشي، كذلك هو الدّين إذا ثقل ولم يجد صاحبُه ما يفي به دينه فإنَّ هذا الدَّين يُخرجه عن سمته ووقاره، فقد يضطرّه إلى التّواري عن الأنظار أو الظّهور أمام الدّائن في مظهر المستكين الخاضع أو اللّجوء إلى السّؤال المستلزِم -بطبعه- للتّخضُّع والانكسار أمام المسؤول
جزءٌ كبير من تصوُّر المسلمين لهذه القضية لم يكن له أي علاقة بالدين؛ بل كان منطلقًا من أعراف وتقاليد. لو جرت مراجعة هذه العلاقات ودراستها بطريقة علمية لربما سرت هذه الذهنية إلى دراسة وفهم بقية أبعاد الحياة وشؤونها. أعتذر إن بدوت هنا كمن يسلب المسلمين آخر ما لديهم من عناصر تفوُّق.
لا نقصد بالذكر التسبيح والتحميد فقط وإن كان ذلك من الذكر، ومن أوضح مصاديقه، وإنما نقصد بالذكر؛ أن يبقى الإنسان العامل في ساحة العمل، في الإدارة، والقيادة، ومواجهة المشاكل، مرتبطاً بالله تعالى، واضعاً ثقته في الله، مشدوداً بالله، داعياً الله أن ينصره ولا يخذله، ويتولى أموره، ولا يكله إلى نفسه..
إنّ الإنسان بحاجة على الدوام إلى استراحة يعود بها إلى نفسه ليحاسبها ويراقبها، لينقدها وينصحها، فأنفسنا أحق من يحتاج إلى نصيحتنا. وأنْصحُ الناس من نصح نفسه وأغشهم من غشّ نفسه، وهو بحاجة أيضاً إلى أن يتعرف على متطلبات هذه النفس واحتياجاتها، والسؤال: ما الذي يحتاجه إنساننا اليوم؟
إن وظيفة الجيل المؤمن الصاعد هي إخضاع مظاهرنا الاجتماعية للدين دون العكس سواء كانت مظاهرنا الاجتماعية مغطّاةً بستار الاحتياط أو مكشوفةً على التحليل والتفلّت لا فرق في هذا المستوى ومن هذا الجانب، بيد أن هذه الوظيفة ليست راديكاليةً ثورويةً تربك مسار التحوّل الطبيعي للأمور وتحرق المراحل بدافع العجلة والحماس كما يحصل كثيراً، بل هي ـ ويجب أن تكون ـ توفيقيّة تدرّجية مرحلية لا تعيق باهتزازاتها حركة النمو والتنمية الاجتماعية السليمين، كما ولا تفسح المجال لإفراطيات قاتلة…
أن تراجعوا مراجعة العلماء بأن تعارضوا المخاطب بما ينقض كلامه نقضاً يحكم به الإنصاف، فإن لم يكن عندكم غير الدعوى دليلاً وتكرارها سلاحاً فأمسكوا عن الكلام، فإنكم لا تحصلون بكلامكم حينئذٍ على تعليم ولا تعلّم، بل على الغيظ لكم ولمناظركم، والعداوة التي لا يأمن العاقل منها على دينه ومجده
يمكننا القول بأن الفطرة الإنسانية أو دعونا نعبّر: التركيبة النفسية الإنسانية تنـزع دائماً نحو الحبّ والعشق، أي أنّ الحب بالنسبة للذات الإنسانية يعبّر عن ظاهرةٍ استدعائيّةٍ للنفس البشريّة، فعندما نقول: (نفس بشرية) فإنّ هذا المفهوم يرشدنا ـ في وعينا وإدراكنا له ــ إلى ظاهرةٍ نسمّيها نحن الحب
البعض حين يزور مشهد الرّضا (ع) يقول له: (سيّدي، انظر إليّ نظرة! سيّدي، لا تنسني). حذار من أن نكون من أولئك الذين يحملون تصوّرًا خاطئًا عن هذه العلاقة! أخشى أن نكون بسبب هذا التّصوّر الخاطئ، ممّن يتكلّمون مع الإمام (ع) بشكل سلبيّ لا يتناسب مع منزلته!
السيد جعفر مرتضى
الشيخ شفيق جرادي
الشيخ محمد هادي معرفة
الشيخ حسن المصطفوي
السيد عباس نور الدين
محمود حيدر
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد حسين الطهراني
عدنان الحاجي
حسين حسن آل جامع
حبيب المعاتيق
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ناجي حرابة
أحمد الرويعي
حسين آل سهوان
أسمهان آل تراب
أحمد الماجد
علي النمر
إستراتيجية الكوفة في خلافة علي(ع) (1)
الدين والعلمنة (في نظام المعرفة والقيم) (1)
وهي تمرّ مرّ السّحاب!
معنى (أمن) في القرآن الكريم
صيانة الزّواج من كلّ الشّوائب
وحيانيّة الفلسفة في الحكمة المتعالية (4)
شبهة افتراق الثقلين (2)
اختتام النّسخة الثّالثة من حملة التّبرّع بالدّم (تبرّع تؤجر)
معنى:{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ..} وسبب النزول
معنى (قوت) في القرآن الكريم