هذه الليلة هي صاحبة وعود عظيمة، لا بل كل الوعود فيها. والحد الأدنى من هذه الوعود هو أن ينال الإنسان المغفرة فيخرج من ذنوبه جميعًا، والمغفرة بمعنى جبران ومحو آثار الذنوب بحيث يستعيد الإنسان الاستعدادات والقابليات والاستحقاقات التي أفقدته إياها تلك الذنوب؛ وهو أمر أوسع من العفو والتوبة التي يكون أثرها هو أن لا يُعقاب الشخص على أفعاله.
فإذا كانت هذه الليلة تُسمّى بليلة القدر، فلأنّها هي ليلة التقدير وليلة التقييم والقياس والميزان والوزن والتقسيم، والليلة التي يتحدّد فيها رزقنا؛ وبالتالي، فهي ليست بالليلة الهيّنة! وعلينا ألّا نستخفّ بها ونستسهلها! ففيها يتعيّن الرزق الذي سيصلنا من الله تعالى؛ والمراد من الرزق هنا ليس هو الماء والخبز، بل المراد منه هو النصيب الذي قُدّر لنا من ذلك الوجود
ليلة القدر ـ كما علمنا ـ ليلة تقدير مصائر البشر لسنة كاملة حسب ما يليق بكلّ فرد. فينبغي أن يكون الإنسان فيها مستيقظًا وفي حالة تقرب إلى الله وتكامل على طريق بناء الشخصية الإسلامية ليرفع من مستوى لياقته لمزيد من رحمة الله. نعم، في اللحظات التي يتقرر فيها مصيرنا ينبغي أن لا نكون غافلين، وإلّا فسيواجهنا المصير المؤلم.
في هذا المجال قد يأتي شخصٌ واحدٌ لنجدتنا، نظرًا لما يتمتّع به من موقعية خاصّة في نفوسنا.. إنّه الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) الذي يمثّل في شخصيّته كل معاني التفوّق الحضاريّ على مدى الأعصار، وذلك إلى الدرجة التي تتساقط معها كل المنجزات الحضارية التي قدّمتها البشرية عبر التاريخ.
إذا كانت العبادة خالصةً فإنّ قيمتها ستكون بمستوى قد لا تتمكّن الملائكة في بعض الأحيان من تحديد قيمتها، ولا يكون سوى الله تعالى قادرًا على إحصاء ثوابها. أمّا إذا لم تكن نية العمل خالصةً فإنّ هذا العمل سيكون مثل البضاعة المزيّفة التي لا تحوز على أيّ قيمة، أو مثل الغذاء المسموم الذي لا يكون فاقدًا للقيمة فحسب، بل يكون قاتلًا ومضرًّا أيضًا.
فقوّته تكمن في إرادته الصّلبة وعزمه الراسخ، وفي تسيير دفّة الشّؤون العسكريّة في أعقد المواقف، وفي هداية العقول نحو أسمى المفاهيم الإسلاميّة والإنسانيّة، وتربية وإعداد شخصيّات كبرى من قبيل مالك الأشتر وعمّار وابن عباس ومحمّد بن أبي بكر وغيرهم، وشقّ مسار مميّز في تاريخ الإنسانيّة.
أمّا أنَّ أمير المؤمنين قد اختار الشهادة بنفسه، فهذا يعني بأنَّ أمير المؤمنين يقول: أنا لا شيء، بل أنا مثل الماء الذي في كفّ اليد؛ فإن شئت يا إلهي سكبه في هذا الطرف، فاسكبه، وإن شئت سكبه في ذلك الطرف، فاسكبه.. نعم، كالماء السائل الذي لا اختيار له. فإن قلتَ: لقد اخترت لك أن تُضرب على رأسك بالسيف، فسوف أسعى لتحقيق ذلك
الاعتقاد السائد أنّ اختفاء ليلة القدر بين ليالي السنة، أو بين ليالي شهر رمضان المبارك يعود إلى توجيه النّاس إلى الاهتمام بجميع هذه الليالي، مثلما أخفى رضاه بين أنواع الطاعات كي يتجه النّاس إلى جميع الطاعات، وأخفى غضبه بين المعاصي، كي يتجنب العباد جميعها، وأخفى أحباءه بين النّاس كي يُحترم كلّ النّاس
السيد جعفر مرتضى
الشيخ محمد صنقور
محمود حيدر
حيدر حب الله
الشيخ شفيق جرادي
السيد عادل العلوي
الشيخ مرتضى الباشا
السيد عباس نور الدين
الشيخ جعفر السبحاني
عدنان الحاجي
حسين حسن آل جامع
حبيب المعاتيق
ناجي حرابة
عبدالله طاهر المعيبد
فريد عبد الله النمر
أحمد الرويعي
حسين آل سهوان
أسمهان آل تراب
أحمد الماجد
علي النمر
الرضا (ع) في مواجهة مؤامرات المأمون
﴿محمد رسول الله وَالَّذِينَ مَعَهُ..﴾ مناقشة في الإطلاق (2)
ميتافيزيقا السؤال المؤسِّس (3)
الشخصية المرجعية للنبيّ بين الرسولية التبليغية والذاتية البشرية (4)
توقيع ثلاث روايات لثلاث كاتبات في الدّمّام
حديث حول أسرار النّجاح في العلاقة الزّوجيّة
رحيل النّبوّة: بسملة رزايا فاطمة
(قلوب عمياء في وسط صمتهم) جديد الكاتبة ولاء الشيخ أحمد
إدارة سلوكيّات الأطفال، محاضرة للمدرّب آل عبّاس في برّ سنابس
ميتافيزيقا السؤال المؤسِّس (2)