مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ محمد مصباح يزدي
عن الكاتب :
فيلسوف إسلامي شيعي، ولد في مدينة يزد في إيران عام 1935 م، كان عضو مجلس خبراء القيادة، وهو مؤسس مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والبحث العلمي، له مؤلفات و كتب عدیدة فی الفلسفة الإسلامیة والإلهیات والأخلاق والعقیدة الإسلامیة، توفي في الأول من شهر يناير عام 2021 م.

نور الإمام (عج) حاضرٌ في كلّ مكان

على أساس عقيدتنا نحن الشيعة، فإنّ نور الأئمة الأطهار (ع) له حضورٌ في كلّ مكان، وإنْ كنّا لا نقدر على إدراك هذا الحضور كما هو.

 

فللوجود المقدّس لذخيرة الله وليّ العصر (عج) حضورٌ في كلّ مكان، وخصوصاً في مجالس الشيعة بحيث أنّه لو قام أحدٌ بتحيّته والسلام عليه لأجابه، وإن كانت آذاننا عاجزةً عن سماع جوابه.

 

ولو استغاث به أحدٌ لأدركه، ولو كان تائهاً في الصحراء لأسرع إليه ودلّه، ولو كان مريضاً لشفاه.

 

فالعارف يدرك أنّه حاضرٌ وناظرٌ ويسمع.. ولو لم يكن كذلك، فكيف ينجي الغريق في قعر البحر أو التائه في الصحاري المقفرة، ويُسرع إلى نجدته؟!

 

وينقل المرحوم العلّامة المجلسي (قده) عن والده أنّ أحد صالحي زمانه من أهل التقوى والمعرفة وكثرة الذهاب إلى الحجّ ممّن كان مشهوراً بطيّ الأرض، التقى به في أصفهان وسأله عن مسألة طيّ الأرض كيف تحققت له؟

 

فأجابه قائلاً: "في إحدى السنوات كنتُ مع الحجيج في طريقي إلى بيت الله ووصلت إلى أحد الأمكنة التي تبعد عن مكّة المعظمة تسعة منازل، وحدث أنّي انفصلتُ عن القافلة قليلاً، ولمّا رجعتُ لم أجد أحداً وعلمتُ أنّهم ابتعدوا كثيراً.

 

ولمّا حاولت اللحاق بهم أضعت الطريق، وصرتُ متحيراً تائهاً لا أدري ما أفعل، حتّى غلب عليّ العطش ويئست من الحياة، وهناك صرختُ قائلاً: يا أبا صالح، دلّني على الطريق!

 

وفجأةً، رأيتُ راكباً من بعيد، وحين اقترب وجدته شاباً حَسَنَ الملامح يرتدي لباساً جميلاً في سيماء العظماء، وهو يركب ناقةً ويحمل بيده وعاء ماء.

 

فسلّمت عليه وردّ عليّ السلام، وسألني: هل أنت عطشان؟ قلت: بلى، فقدّم لي الماء فشربت وارتويت، ثم قال لي: هل تريد أن أوصلك إلى القافلة؟ قلت: بلى، قال: فاركب معي على ناقتي..

 

فلمّا ركبت تحرّكنا نحو مكّة، وكانت عادتي أن أقرأ كلّ يوم الحرز اليماني فبدأت بقراءته وأثناء قراءتي كان هذا الشاب العربي يُصحّح لي بعض الألفاظ ويقول لي: اقرأ هكذا ولا تقرأ هكذا!

 

وبعد مدّة زمنيّة قال لي: أتعرف هذا المكان؟ فنظرتُ لأرى أنّنا أصبحنا في الأبطح قرب مكّة، فقال: انزل، ولمّا نزلتُ ونظرتُ خلفي وجدته قد توارى عن الأنظار، فعلمتُ حينها أنّ هذا الشاب الجميل كان إمام الزمان (عج)".

 

فنور الإمام حاضرٌ في كلّ مكان وهو مشرفٌ علينا.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد