الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي
إذا أردنا إحياء ذكرى سيد الشهداء لماذا لا نحييها فقط بالبحث والحوار والمحاضرات وتشكيل اللقاءات وأمثالها؟ لماذا يجب إقامة العزاء؟
جواب هذا السؤال يتوقّف على أن ننظر إلى الإنسان من جهة علم النّفس لِنَرى هل أنّ العوامل التي تؤثّر في سلوكنا الواعي هي عامل العلم والمعرفة لوحده؟ أو أنّ هناك عوامل أخرى؟
هناك عاملان على الأقلّ لهما دورٌ أساسيٌّ في سلوك الإنسان؛
القسم الأول عوامل معرفيّة؛ أن يفهم ويقبل ويقتنع عقله.
والقسم الثاني العوامل الباطنيّة والنفسيّة، الدوافع؛ المشاعر، العاطفة، الرغبات، الميول والغرائز.. مجموعها ما يوجد في الإنسان ميلاً للحركة، عشق، حرارة وانبعاث وما لم تكن هذه فلا يتحقّق العمل.
إذاً لا بُدّ لنا من نوعين من العوامل، جلسات البحث والحوار والمحاضرات يمكن أن تحقّق القسم الأول أيْ أن تعطينا المعرفة، ولكن يلزمنا عاملٌ آخر لتقوية المشاعر والعواطف.
طبعاً نفْس المعرفة يمكن أن يكون لها دورٌ، ولكن الدّوْر الأساسيّ هو للأمور التي تلعب دوراً في حياتنا ولها أثرٌ مباشرٌ على مشاعرنا وعواطفنا.
كلّنا نعلم أنّ في هذه المدينة فقراء كثيرون، لكنّ رؤية فقيرٍ واحدٍ بحالٍ مثيرٍ للشفقة يمكنه أن يؤثّر فينا ما لا يمكن لكلّ هذه المعرفة الكليّة أن تؤثّره أبداً.
حوادث عاشوراء سمعتموها مراراً، تعلمون كيف استشهد الإمام الحسين عليه السلام لكنّ معلوماتكم هذه لا تجري دموعكم.
عندما تأتون إلى المجالس ويبدأ القارئ بالرثاء، تجدون أن دموعكم تنهمر بلا اختيار.
علاوةً على معرفتنا لماذا قام أبو عبدالله عليه السلام ولماذا استشهد مظلوماً، لا بدّ لهذه المطالب أن تُعرَضَ مجدداً حتى تنبعث فينا المشاعر أكثر وأكثر.
وكلّما كان أثرها أشدّ في انبعاث مشاعرنا وعواطفنا، فإنّ حادثة كربلاء ستكون أشدّ تأثيراً في حياتنا.
هنا نلتفت لماذا كان الإمام الخميني قدس سره يقول كثيراً: إنّ كلّ ما عندنا هو من محرّم وصفر! ولماذا كلّ هذا الإصرار منه على أن يُقام العزاء بنفس الطرق التقليديّة؟!
لأجْل أنّها أثبتت على مدار 13 قرناً من التجربة أنّ لها دوراً عظيماً في بعث الأحاسيس والمشاعر الدينيّة في الناس، وأنّها تخلق معجزة!
لقد أثبتت التجربة أنّ أكثر الانتصارات التي حصلت كانت على أثر الحماس والنشاط عند الناس في عاشوراء ببركة اسم سيد الشهداء عليه السلام، هل هذا الأثر قليل؟!
بأيّ قيمةٍ يُمكِن أن يُخلَق هكذا عاملٌ في المجتمع لِيوجِدَ كلّ هذا الحماس والحركة في الناس؟! ليَخْلق كلّ هذا العشق المقدّس إلى حدّ أنّه يهيّئ الأفراد للشهادة!!
إذا قلنا إنّه لا يوجد في أيّ مذهب ولا في أيّ مجتمع عاملٌ كهذا لم نقل جزافاً.
إذاً الجواب صار واضحاً؛ ابن آدم لم يُصنَع من المعرفة فقط. بل لدينا جهازٌ آخر يُدْعى الدوافع والبواعث، وعامله الإحساسات والعواطف. وهي بدورها ينبغي أن تتقوّى حتّى تقوم بدورها. وهذه المراسم هي عامل تقويتها.
إيمان شمس الدين
الشيخ باقر القرشي
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ حسين الخشن
حيدر حب الله
عدنان الحاجي
الشيخ علي رضا بناهيان
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد مصباح يزدي
الشيخ محمد مهدي الآصفي
حبيب المعاتيق
حسين حسن آل جامع
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
عبدالله طاهر المعيبد
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشّيخ صالح آل إبراهيم: كيف تنقذ زواجك من الانهيار؟
التسارع والتباطؤ وإنتاج المعارف (4)
تحمّل المسؤوليّة، عنوان الحلقة الثّالثة من برنامج (قصّة اليوم)
ناصر الرّاشد: كيف يستمرّ الحبّ؟
من بحوث الإمام الرّضا (ع) العقائديّة (2)
الإمام الرضا (ع) والمواقف من النظام (2)
شيء من الحنين الرّضويّ
الإمام الرّضا: كعبة آمال المشتاقين
العلّة من وراء خلق الشّيطان والشّرّ
السّكينة والحياة السّعيدة