لقد عزمت من بداية الشهر أن أقاطع السكر، وقد ودعت الكثير من الأكلات عالية السعرات الحرارية وكنت أنظر إليها وأتحسر عليها.. صرت أردد في داخلي عليك أن تقاوم وتذكر أن تغيير العادات من أصعب القرارات وكما ورد عن الإمام علي عليه السلام قوله: "أصعب السياسات نقل العادات".
تتجلّى فلسفة عيد الفطر المبارك في أنه فرحة للصائم الذي وفقه الله تعالى لصيام شهر رمضان، ويوم العيد يشكل انطلاقة جديدة للمسلم نحو المداومة على فعل الطاعات، وإتيان الصالحات، والمسابقة في فعل الخيرات. ويخطئ كثير من الناس عندما يتصورون أن العيد يوم للمرح واللعب واللهو، فالعيد في المفهوم الإسلامي يوم للعبادة والانطلاق في رحاب العمل الصالح، وهو يوم فرح لمن تقبل الله صيامه، ويوم حزن لمن لم يتقبل منه أعماله.rn
علينا أن نسعى للحفاظ على آثار شهر رمضان واستمرارها في نفوسنا، علينا أن نستمرّ بأداء تلك الأعمال التي كانت مفيدة ومؤثّرة؛ فنحن شئنا أم أبينا، قد قلّ كلامنا في هذا الشهر، ونقص تفكيرنا في الأمور الجانبيّة، كما ابتعدنا عن المواضيع المتداولة بين الناس، وقلّلنا من الأكل والشرب، وحرصنا على اجتناب الغيبة واتّهام الآخرين وغيرها من الأمور التي كنا نبتلى بها في غير هذه الأيّام
وفيما لو لم يوفق لذلك في ليلة القدر، فإنّه يعلم طالما أن الله أبقاه حيًّا فما زال المجال مفتوحًا أمامه لكي يعوض، فتأتي ليلة العيد التي بحسب ما ورد في بعض الروايات لا تقل فضلًا عن ليلة القدر، كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (ع) يُحْيِي لَيْلَةَ عِيدِ الْفِطْرِ بِالصَلَاةٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَيَبِيتُ لَيْلَةَ الْفِطْرِ فِي الْمَسْجِدِ وَيَقُولُ: يَا بُنَيَّ مَا هِيَ بِدُونِ لَيْلَةٍ، يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ.
وإنّ محبّتنا لشهر رمضان المبارك تختلف بهذا النحو، حيث يوجد بيننا من يشقّ عليه اقتراب هذا الشهر والصبر على صومه، ويشعر بثقل كبير عند حلوله، مثلما أنّ حلول وقت الصلاة لا يكون مرحّبًا به عند الكثير من الناس الذين لا تجدهم يشتاقون كثيرًا إليها، كما ورد في القرآن الكريم: ﴿وَاسْتَعينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعينَ﴾
وإنّ جسم الصيام يتمثّل في ترك الطعام والشراب وباقي المبطلات، أمّا روح الصيام فيظهر في الوصول إلى قمة التقوى يقول تعالى: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، فإن أحيا الصيام روح التقوى في الصائم، عندها يكون صيامه جسماً وروحاً، أمّا إن كان صيامه كما قال علي عليه السلام: (كَمْ مِنْ صائِم لَيسَ مِنْ صِيامِهِ إلّا الجُوعُ وَالعَطشُ، وَكَم مِنْ قَائم لَيسَ مِنْ قِيامِهِ فِي اللّيلِ إلّا التَّعب وَالسَّهرُ).
وقوع الخطأ في الاستدلالات العقليّة أو الاستنباطات الشرعيّة قد يكون سببًا لإنشاء مجموعة من العادات والتقاليد الخاطئة. فإذا لم يُؤدّ العقل، الذي يقع على عاتقه وضع هذه العادات والتقاليد، وظيفته بشكل صحيح، أو أنّ الـمُستَنِدَ في معرفة من المعارف إلى الوحي قصّر أو أخطأ في فهم هذا الوحي، فإنّ هذا الخطأ قد يكون سببًا في إيجاد عادات وتقاليد مجانبة للصواب ومخالفة لما يقتضيه كلّ من العقل والوحي.
في وداع شهر رمضان؛ شهر العبادة والصّيام، لا بدّ من أن نسأل أنفسنا: ماذا استفدنا من هذا الشهر؟ وماذا غيّر في سلوكنا؟ وما هي أهم دروس هذا الشهر؟ لا شكّ في أنّ دروس هذا الشهر التربوية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية، كثيرة، ويهمّني أن أشير إلى درسٍ من دروسه، وهو درسٌ يتصل بتقديرنا ووعينا لقيمة الزمن
طرح الإمام السجاد (ع) مسألة الهداية الإلهيّة التي أتاح الله تعالى بواسطتها للإنسان إمكانيّة الظفر بالسعادة الأبديّة، كما بيّن أيضًا أنّ البارئ عزّ وجلّ وضع شهر رمضان المبارك، وأوجب فيه الصيام، وأكّد فيه على الاهتمام بالعبادات، وجعل فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
فالصوم المختار هو الصوم الناتج من القلب المُسلِّم لله والخاضع والمطيع لمشيئته سبحانه، والممتلئ بالثمر الصالح والسلوك المستقيم، فأساس الأمر أنَّ الله ينظر إلى القلب وليس إلى المظاهر الخارجية، فهو ينظر إلى الداخل وليس إلى الخارج.. يقول الرسول الأكرم (ص): (إنّ الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أقوالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).
عدنان الحاجي
د. سيد جاسم العلوي
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ محمد مهدي الآصفي
حيدر حب الله
الشيخ باقر القرشي
إيمان شمس الدين
حبيب المعاتيق
حسين حسن آل جامع
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
عبدالله طاهر المعيبد
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
كيف يصنع الدماغ العادة أو يكسرها؟
إنتروبيا الجاذبية والشروط الابتدائية الخاصة في لحظة الانفجار الكونيّ العظيم (1)
العرش والكرسيّ (1)
حقيقة التأويل في القرآن الكريم (1)
حين لا نتقدم.. ما هي السنّة الإلهية التي قد تجري؟
ما يجوز على أهل البيت وما لا يجوز
الذّكر والتّقوى، أمان وقوّة
حين تضيع القيَم!
تفسير سورة الفاتحة
حقيقة بكاء السماء والأرض في القرآن الكريم